نظرا لأن ظاهرة القتل لاتفه الأسباب تتعلق بشكل مباشر بعدة عوامل مترابطه منها النفسي والاجتماعي وغيرها من العوامل الاخري المتمثله في الضغوط السياسية الناجمة عن الاحداث التي تمر بها البلاد منذ قيام ثورة يناير المجيده وحتي الان فقد بدأنا بأخذ رأي خبراء علمي الاجتماع والنفس. في البدايه تقول, الدكتورة سامية الساعاتي استاذة علم الاجتماع بعين شمس ان هناك ابعاد نفسية واجتماعية تتسبب في حدوث ظاهرة القتل لاتفه الاسباب ومنها التنشئة الاجتماعية للفرد داخل المجتمع او البيئة التي تربي فيها وهذا هو البعد الاهم في حدوث موروثات تراكمية لدي الافراد تجعلهم يقبلون علي القتل والعنف عندما يتربون في اسر تشجعهم علي العنف وتحرض الاطفال منذ النشأة علي أخذ ثأرة من اخيه او صديقه في المدرسه أو جاره الذي يلعب معه مثل قول الام او الاب للطفل اضربه زي ما ضربك او اشتم فلان او اي من الموروثات الهمجية المتداولة داخل معظم البيوت المصرية وعند هذة البدايه النشئويه للافراد يصبحون جاهزين للعداء مع الاخرين حتي ان كانوا ليسوا علي ثواب وذلك نظرا لانه تربي علي ان يأخذ حقه ولو بالكلام والشتائم وهو ما يوصلنا في النهايه الي حدوث العنف من هؤلاء مع تزايد حدته او وتيرته شيئا فشيئا في مصر الي ان اصبحنا نسمع ونري كل يوم علي صفحات الجرائد ان فلانا قتل فلانا او مشاجرة بين عائلتين سقط علي اثرها5 ضحايا او اكثر وهذا هو البعد الاجتماعي. اما بخصوص البعد النفسي والكلام ل د. سامية الساعاتي يكون بالكلام والسب والشتائم المستمرة بالألفاظ النابية داخل المجتمعات وفي هذة اللحظات يمثل الكلام في حد ذاته جريمة يتغذي عليها الفرد ويصبح نتاجها ان يسعي الفرد لأن ياخذ بثأرة او حقه بيدة ليطبق النصائح الخاطئة والمحرضة علي العنف التي سمعها طوال طفولته او مراهقته من والديه او اسرته مثل جملة اللي يرشك بالميه رشه بالدم معتقدين انهم يزرعون داخله الجرءة او اخذ حقه بيدة وهم في الحقيقة يغرسون داخله حب العنف والجريمه ويسمعونه سيرة الدماء وكأنها شيء رخيص لا حرمة له مما يجعله يصل الي اللحظة الحاسمة في حياته والتي تستدعي منه ممارسة هذا العنف في وقت غضب شديد او ضغط زائد عليه دون تروي او تفكير منه او تسامح وذلك لان العدوان جاهز بداخله ولا ينقصه الا ان يحمل سلاحا ليفاجئ خصمه بالقتل او ما شابه ذلك من العدوان ويكون ويحدث وقتها القتل لاتفه الاسباب. وتضيف د. الساعاتي ان هناك اسبابا اخري تأتي فيما بعد التنشأة الاجتماعيه والعوامل النفسية المترتبة عليها وهي غياب القانون وقيم الدين مما جعل الناس تلجأ الي ان تأخذ حقها بيدها لما تظنه انه حق وقد يكون باطلا لدرجة ان من يقتل الان يظن انه يأخذ حقه او يرد ظلم عنه او انه اضطر او ماشابه ذلك من حجج التبرير للقتل وتعليل اسبابه. كذلك تزايد الايادي التي تخرب في البلد وتحاول تقسيم المصريين الي فئات مما يؤجج الاحتقان في المجتمع وهؤلاء هدفهم التعطيل عن العمل وكبت الناس وحبسهم في منازلهم حتي ينقطعوا عن زويهم في المناسبات المهمة مثل الاعياد ورمضان وذلك بسبب سخونة الاحداث وغلق الشوارع وزيادة الجرائم التي تهدد الناس عند خروجهم للشوارع وهذا كله يجعل منا من يصاب بحزن شديد في قلبه يجعله يقدم علي اي كارثة او جريمة قتل حتي لأتفه الأسباب. واؤكد اننا في حاجة ماسة للتخلص من هذه الظاهرة الان قبل ان يقتل بعضنا الآخر دون اسباب تستدعي القتل من الاساس وهذا لن يحدث الا بعودة الاخلاق والقيم منذ النشأه الأول وتكثيف حملات التوعية بقبول الآخر وتحريم وتجريم إراقة الدماء وان كان الامر يحتاج الي سنوات طويلة علينا ان نبدأ الآن. ويري الدكتور السيد احمد قطب استاذ الامراض النفسية بمستشفي الامراض العقلية بالعباسية ان هناك عوامل مهمة لابد ان يعيها الفرد في المجتمع كي يتمكن من النجاة من المعوقات التي تواجهه والتي قد تؤثر علي سلوكه الاجتماعي والنفسي وقد تؤدي به الي طريق التخلف العقلي والتحول من الادمية التي خلقه الله عليها الي العته ومحاكاة الغرائز الحيوانيه التي قد تصل الي حد قتل النفس وقتل الاسرة كما نسمع او نقرأ في الصحف بين الحين والآخر عن اب يقتل اولادة او زوجته بسبب خسارته في البورصة أو ان اشقاء يقتلون شقيقا لهم بسبب الارث او غيره من المشاكل التي تحتاج الي منة العقل والآدميه في حلولها وتقديم بدائل لها كي تذوب وتتفكك بعيده عن العنف لكن للاسف ان كثير من المصريين ما يلجأون الي العنف في البدايه غير مدركين عواقبة التي قد تؤدي الي إزهاق الارواح واصابة الطرف الجاني بخلل زهني يجعله يندم طوال عمره علي ما ارتكب من فعلة نكراء او حمقاء في لحظة كان امامه بدائل كثيره غير العنف وهو ما نراه في البيوت المصرية والشوارع والمواصلات والاسواق عنف في عنف كله ينبذ الآخر وكله يهوي الشتائم والسباب بألفاظ نابية تصيب من يسمعها بأذي فما بال من يشحن ويهيج ويتبادل الشتائم مع الطرف الآخر فلاتوجد غرابة وقتها ان ينتهي الامر بينهم بقتل او عاهة او ما شابه ذلك من الكوارث. رابط دائم :