مع نسائم عيد الفطر المبارك نبتهل الي الله سبحانه وتعالي إن يعيد هذه الايام المباركة بالخير والبركات والسلام و الامن علي مصرنا الحبيبة, وإن يلهم اهلها, ونخبها, وقادتها, واحزابها, وتياراتها, الرشد, والحكمة. وان يمنحهم البصيرة, ويهديهم الي ادراك طريق الاصلاح والفلاح, وان يعطيهم الرؤية لاعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية, والشخصية الضيقة, وان يودع في قلوبهم الرحمة بالعباد الذين يبحثون عن الامن والاستقرار, والحياة الآمنة في وطنهم. وينزع من قلوب المتناحرين والمتصارعين, العناد, والحقد والكراهية, وان يهديهم الي الصواب والعمل من اجل يوم حساب تجزي فيه كل نفس بما كسبت. نعم مصر في هذه الايام المباركة وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها في حاجة لكل فعل وطني مسئول يعيد الاستقرار, للبلاد ويفتح ابواب الامل امام الاجيال الجديدة في المستقبل, وهذا لن يتحقق إلا إذا خلصت النوايا, وعلت قيم الوطنية فوق كل الاعتبارات. ولعل الدعوة التي اطلقها شيخ الازهر أمس للقوي الوطنية واصحاب المبادرات للاجتماع بعد العيد بهدف تدارس الاوضاع للخروج من الازمة الراهنة تفتح بابا جديدا للتوصل الي مصالحة وطنية تعيد الاصطفاف الوطني, وتحقق السلام الاجتماعي, طالما خلصت النوايا, لأن القضية شأن مصري, وحلها يجب ان يكون بايد المصريين, بعد ان تأكد ان الاطراف الاجنبية خاصة امريكا لا تريد خيرا لهذا البلد, وتسعي الي إحداث فتنة تؤدي الي اشعال حرب اهلية. والمؤكد ان جميع الاطراف لا ترغب ولاتسعي الي الوصول الي ذلك, فقط يجب علي الجميع الاعتراف ان هناك خارطة مستقبل انبثقت عن توافق وطني, وولدت من رحم ثورة شعبية وإرادة وطنية ويجب التعامل معها وتنفيذها بمشاركة جميع الاطراف, والقوي الوطنية دون اقصاء وبلا استبعاد. ويقينا ان طاولة الحوار هي الطريق الوحيد الذي يمكن ان نمر منه الي التوافق ويخطئ من يظن ان بمقدورة إقصاء الطرف الآخر أو يستطيع بالسلاح والارهاب ان يفرض ارادته علي ارادة الشعب أو يملي شروطا تتعارض مع مطالب ثورة الثلاثين من يونيو, لأن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء. كل عام وأنتم بخير وندعو الله ان يحفظ مصر من كل سوء. [email protected] رابط دائم :