طالب علماء الجمعية الشرعية بضرورة توحيد كل التيارات الإسلامية لاختيار مرشح واحد يحكم بشرع الله حتى لا تتفتت الأصوات ونعطى الفرصة للعلمانيين لحكم البلاد بعيد عن الدين. وأكد المشاركون ضرورة أن يكون لدى الحاكم خلفية جيدة بصحيح الدين الإسلامى ووسطيته وأن يكون لديه القدرة على التوازن بين قدراته الشخصية ومسئولياته تجاه هذا الشعب بما يحقق العدل والاستقرار للأمة. جاء ذلك خلال الندوة الشهرية التى نظمتها الجمعية الشرعية مساء أمس بمسجد الجلاء تحت عنوان "القيادة فى الإسلام بين القدرة والمسئولية"وأوضح الدكتور محمد مختار المهدى الرئيس العام للجمعية الشرعية بأن الإسلام وضع عدد من المؤهلات والمبادئ لمن يريد أن يحكم هذه الأمة، أولها أن يكون فردًا من أفراد الأمة ليس له ميزة على غيره، حيث قال سيدنا أبو بكر عندما تولى خلافة المسلمين (يا أيها الناس إنى قد وليت عليكم ولست بخيركم ) ويجب على الحاكم تحقيق العدالة بين الجميع وأن يرعى كل فرد من أفراد أمته حتى الحيوانات وقد ظهرت هذه المسئولية فى خلافة عمر حين قال (لو أن دابة في العراق عثرت رجلها لخشيت أن يسألني الله عنها لِم لم تُسَوِّ لها الطريق يا عمر؟) ويشترط أن يكون قويا فى الحق ويشترط على الحاكم أن يكون لديه القوة البدنية التى تعينه على إدارة شئون البلاد إلى جانب العلم النافد الذى يساعده على هذه الإدارة بما يحقق الخير للأمة. وشدد المختار على أن اختيار البطانة أو الحاشية هى مسئولية الحاكم فقال صلى الله عليه وسلم " ما استخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله" ويجب على الحاكم أن يطبق شرع الله تعالى حيث يقول النبى صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق"فهذه مسئوليات الحاكم ولابد على الحاكم ان يوازن بين قدراته ومسئولياته.وأشار وطالب الدكتور راغب السرجانى الداعية الإسلامى الكتل والتيارات الإسلامية بتوحيد صفوفهم وكلمتهم من أجل اختيار مرشح واحد يحكم بشرع الله، حيث إن ترشيح أكثر من فرد من الإسلاميين سيفتت الأصوات وسيعطى الفرصة للعلمانيين لحكم البلاد. وأوضح الدكتور محمد مختار جمعة وكيل كلية الدراسات الإسلامية بأن المبادئ التى وضعها الإسلام لاختيار الحاكم لا تقتصر على رئاسة الدولة فقط، ولكن يجب أن تكون هذه القدرات فى كل القيادات التى تتولى المسئولية. ويجب أن لا يكون اختيار المرشح على أساس النسب والعصبية القبلية أو بنفوذ المال كما كان يحدث من قبل فهذه خيانة لله ورسوله ومن ثم فإن الاختيار يجب أن يكون لمن يصلح لنشر دين الله والحفاظ عليه.