ماذا تعنى المناورة العربية المشتركة "رعد الشمال"، ووجود الرئيس السيسى فى المرحلة الختامية؟، اللواء دكتور محمود خلف قائد الحرس الجمهوري الأسبق، أكد أن هناك رسالة بالغة الأهمية تؤكد موقف مصر الثابت بجانب السعودية، ودول الخليج في مواجهة أى عدوان عليها قد تفكر فيه إيران، خاصة أن مكان المناورة "حفر الباطن" أقصى شمال شرق السعودية وعلى الحدود الكويتية والعراقية وساحلها مطل على الساحل الإيراني. ولفت خلف إلى أن متابعة الرئيس للمناورة بمشاركة الملك سلمان، يؤكد عمق العلاقة المصرية السعودية، بعيدًا عن أي محاولات "دق إسفين" بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى مشاركة مصر بتشكيل قتالى جوى وبرى وبحري في المناورة. وتابع خلف، "يمكن القول إن نتائج تلك المناورة سوف يؤسس الخطوات العملية فى اتجاه بناء القوة العربية المشتركة. وتشارك مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حضور البيان الختامي لمناورات "رعد الشمال" التي انطلقت فعالياتها في فبراير الماضي، بمدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن شمال المملكة العربية السعودية. ويبلغ عدد القوات المشاركة، في مناورات "رعد الشمال"، 350 ألف جندي، من 20 دولة، أبرزها مصر و المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، ناهيك عن استخدم 2540 مقاتلة، و20 ألف دبابة، و460 مروحية، ومئات السفن. ومن جهته، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن المناورات شهدت تدريبات مكثفة على مواجهة التهديدات المحتملة سواء في إطار الحرب النظامية أو غير النظامية، كما تم خلالها التعاون الوثيق بين مختلف عناصر القوات المسلحة من الدول العربية المشاركة لتحقيق الأهداف المرجوة من المناورات. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس حرص على مشاركة مصر في مناورات رعد الشمال في إطار دورها القومي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية إقليمياً ودولياً، والتزاماً بتعزيز روح التعاون الإيجابية البناءة بين الدول العربية، وهو الأمر الذي يؤكد حرص مصر على توطيد العلاقات العربية ودفعها قدماً في شتى المجالات، ولا سيما في تلك المرحلة الدقيقة التي يمر بها عدد من دول المنطقة العربية والتي تستلزم تحقيق وحدة الصف والتضامن العربي. وذكر يوسف، أن اهتمام الرئيس بحضور البيان الختامي لمناورات رعد الشمال، يأتي في إطار حرص مصر على دعم وتعزيز الأمن القومي العربي وأمن دول منطقة الخليج العربي الذي تعتبره مصر جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي. من جهته أشار اللواء محمود زاهر الخبير العسكري، إلى أنها تعد المرة الأولى التي يشهد هذا العدد من رؤساء الدول والملوك، ختام مناورات عسكرية، حيث يشارك فيها الرئيس المصري والباكستاني والعاهل الأردني والبحريني وأمير الكويتوقطر وولي عهد الإمارات"، مما يكشف عن معانٍ أخرى بخلاف رسالة الوحدة العربية الإسلامية، حيث تمثل أيضا فرصة لرأب الصدع خاصة بحضور "مصر وقطر"، وربما أيضا يمتد الحوار لتركيا، مما يفتح باب التوافق المبدئي وفقا لرؤية ومصالح جميع الأطراف. مضيفًا، أن الرئيس السيسي عنده دائما استعداد لتقديم رسائل إيجابية ولم يتدخل من قبل في شأن أي دولة، وحريص على رأب الخلاف ويؤكد دائما في أحاديثه "ما عندناش وقت"، فالمنطقة علي صفيح ساخن. وتابع زاهر، أن السيسى لم يتنازل عن حلم القوة العربية المشتركة، فهو يسعى إلى أمن قومي مصري مرتبط بالأمن القومي العربي، وعلاقة دول الخليج تستدعى التقدم للأمام في اتجاه الأمن القومي العربي. موضحًا أن مشاركة السيسي، رسالة تشجيع وإبداء حسن النوايا، فالسيسى ذاهب بنية للصلح، ويتبقى فى المقابل ماذا سيقدم له الجانب الآخر- قطر-، من مطالب قدمتها مصر من قبل مثل التوقف عن دعم وتمويل واحتضان رموز الإخوان الإرهابيين، وتقديم الهاربين لمصر لإخضاعهم لمحاكمات قانونية، وتوقف الحملات الإعلامية العدائية من وسائل الإعلام القطرية "الجزيرة". ليبقى السؤال هل تنجح جهود مصر والمملكة في إذابة الجليد قبل زيارة الملك سلمان للقاهرة إبريل المقبل.