تشارك مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حضور البيان الختامي لمناورات "رعد الشمال" التي انطلقت فعالياتها في فبراير الماضي، بمدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن شمال المملكة العربية السعودية. هذا ويبلغ عدد القوات المشاركة، في مناورات "رعد الشمال"، 350 ألف جندي، من 20 دولة، أبرزها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، ومصر، ناهيك عن استخدم 2540 مقاتلة، و20 ألف دبابة، و460 مروحية، ومئات السفن. وأجمع خباء أن للرئيس السيسي عدة رسائل من حضور ختام مناورات "رعد الشمال"، لافتين إلى أنه يأتي على رأس هذه الرسائل التأكيد على استقرار العلاقات بين مصر والسعودية وعدم وجود خلافات بينهما كما يروج البعض. تعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية ومن جهته، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن المناورات شهدت تدريبات مكثفة على مواجهة التهديدات المحتملة سواء في إطار الحرب النظامية أو غير النظامية، كما تم خلالها التعاون الوثيق بين مختلف عناصر القوات المسلحة من الدول العربية المشاركة لتحقيق الأهداف المرجوة من المناورات. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس حرص على مشاركة مصر في مناورات رعد الشمال في إطار دورها القومي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية إقليمياً ودولياً، والتزاماً بتعزيز روح التعاون الإيجابية البناءة بين الدول العربية، وهو الأمر الذي يؤكد حرص مصر على توطيد العلاقات العربية ودفعها قدماً في شتى المجالات، ولا سيما في تلك المرحلة الدقيقة التي يمر بها عدد من دول المنطقة العربية والتي تستلزم تحقيق وحدة الصف والتضامن العربي. وذكر يوسف، أن اهتمام الرئيس بحضور البيان الختامي لمناورات رعد الشمال، يأتي في إطار حرص مصر على دعم وتعزيز الأمن القومي العربي وأمن دول منطقة الخليج العربي الذي تعتبره مصر جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي. رساله لمن يروجوا الشائعات عن خلافات بين مصر والسعودية وأكد محمود السيد قطري، عميد شرطة سابق، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أراد من مشاركته في حضور البيان الختامي لمناورات "رعد الشمال، بث رسالة في نفوس الكثيرين الذين يروجوا أن الخلافات بين الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية باتت منقطعة، مشيراً إلى أنها مفاداها أنه لا يوجد أي خلاف بين الدولتين. وأضاف قطري، في تصريحاته الخاصة ل "الفجر"، أن رسالة "السيسي" من حضور مناورات "رعد الشمال" تعني أن الدولتين بينهم اتفاق وتشارك في القوات العسكرية المشتركة. رسالة للعالم بقوة العلاقات بين البلدين فيما قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي مناورات "رعد الشمال" هي رسالة للعالم أجمع على قوة ومتانة العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن "السيسي" حريص على إظهار ذلك رغم أنه في أحيان كثيرة لا يحضر رؤساء الدول ختام المناورات المشتركة. وأضاف مسلم، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن الهدف الثاني من مشاركة الرئيس بمناورات رعد الشمال، هو تأكيد على أن مصر هي من تقود الدول العربية وليست أي دولة أخرى، فأي قرار سيتخذ في المنطقة لن يتم إلا بموافقة مصر. وأوضح مسلم، أن حضور الرئيس في البيان الختام للمناورة، يعطي رسالة لاشتراك السعودية ومصر في الحرب ضد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، بالإضافة إلى أنه سيثري المناورة بصفته قائداً عسكرياً كبيراً قبل أن يكون رئيساً لجمهورية مصر. إعادة مكانة مصر في دول الخليج وبدوره أكد حسن الزيات، الخبير العسكري، أن "السيسي" أراد من زيارته للسعودية أن ينفي وجود أي خلاف بين البلدين، متوقعاَ عدم مشاركة مصر في توجيه أي ضربات عسكرية داخل سوريا. وأضاف الزيات، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن السيسي يسعى من خلال تلك الزيارات إلى إعادة مكانة مصر في دول الخليج، وتوطيد العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول، لافتاَ إلى أن هذا يوضح مدى اهتمام السيسي بتوحيد الدول العربية واستعادة دورها ومكانتها بين دول العالم أجمع.