شريف الشافعي يكتب: وردة حمراء تسأل عن معنى لونها في عيد الحب

حالة حضن دائمة
وذراعايَ جناحانِ يحلقان بعيدًا
وأنا لا أفهم شيئًا
وأنتِ معنىً جديدٌ
* * *
لا ورد تراه العيون في الأفق
ولا أفق
من أين يأتي العطر؟
* * *
رعاة الأشجار في حديقتي
قالوا للطيور الجائعة: أهلا
ضحكتي زلزلت المكانَ
الحديقة فكرة أحسبها طارتْ
* * *
حاولي أن تُبصري بشفتيْكِ الحمراوين
حاولي مرةً واحدةً من أجلي
أنتِ لا تتصوَّرينَ كم قاسَيْتُ
كي أذيبَ صُورَتي في كأسِكِ
* * *
من ذاكرته
راح يرسم ملامحها في الليل
من نافذته
حضر الصباحُ قبل موعده
* * *
ثمرة سقطتْ على رأسي
يا إلهي
ليس في هذا الفضاءِ شجرةٌ
يا إلهي
هذه ليست ثمرة
إنه رأسٌ جديدٌ
* * *
نم مرة قبلي
أيها العشق
أو استيقظ بعدي
منهكٌ قلبي
من ضربات دقاته
* * *
ما بالي
يسيلُ دمي مني،
وتبقَى فصيلَتُكِ النادرةُ؟
* * *
سأحبكِ أكثرَ
لو تكونينَ صندوقا
أحتمي فيه من ذاتي
أنا الذي مصابيحي لا تنطفئُ
حين أريدُ أن أنامَ
* * *
ما بقي مني في يدها
بعد سلام الوداع
هو أنا
* * *
رزقُ هذه الأرض الطيبة
هو ما يسقط سهوًا من قبلاتكِ
* * *
نارٌ سوداء
يسميها العالم: الليل
وأسميها: غيابكِ
* * *
أنامُ
كأنني لا أنامُ،
وكلما اقتربتْ نسمة، انتبهتُ
أملاً في أن تكونَ أنتِ
* * *
آه لولا بعض العطور
ما تحمَّلنا حياة تُبدّدُ ورودَها
* * *
يدركُ أنه مَدينٌ لشجرة
بساقه الخشبية
أما قلبه الوردة
فهو من هداياكِ التي لا تُرَدّ
كوني نبيلة حتى النهاية
واغفري له بعد موته
أنه لن تبقى منه
غير ساقه الخشبية
* * *
أريني ما أحبُّ
لأحبَّ كلَّ ما أرى
* * *
يحدث أحيانًا أن تزوركَ وردةٌ في الحلم
فيفزعها ذبولكَ
وحين تنصحكَ بالماء والسكَر وقرص أسبرين
تقولُ لها بصوتٍ محبوسٍ:
"أنا لستُ وردة"
* * *
أتدرينَ:
"لماذا ترين العطشَ دائمًا في العيون؟"
لأنكِ، ببساطة: "الارتواءُ"
* * *
ليست النارُ هي العَطْشَى
يا سَيَّارةَ الإطفاءِ
* * *
أجد ظلي أحيانًا
يتعطر بماء الورد
فأعلم أن في صدري حديقة
وأراه أحيانًا
قد صار هو ذاته ماء ورد
فأدرك أنكِ تسبحين في دمائي
* * *
مع أنني كل يوم
أفقد إصبعًا أو إصبعين
وفي بعض الليالي
ينتزع القمر الغائب مني قلبًا
فإن يدي لا تزال تمسك بالأشياء
وصدري لا يزال يسكنه نبض
هذا هو معنى أنني أحبكِ
* * *
في هذا الليل
لن ترى الوردةَ التي قد تحضرُ فجأة
لو أن عينكَ صحراءُ
للتواصل:
thaqafa.ahramgate@gmail.com