النائب الأول لرئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار يزور مصر اليوم    شئون البيئة: سوف نقدم دعمًا ماديًا لمصانع التبريد والتكييف في مصر خلال السنوات القادمة    شئون البيئة: مصر ستترأس اتفاقية برشلونة للبيئة البحرية خلال العامين القادمين    القاهرة الإخبارية: إحباط محاولة انقلاب فى بنين والقوات النيجيرية تتدخل    زيلينسكي: المفاوضات مع ويتكوف وكوشنر «ليست سهلة»    الرئيس التشيكي: قد يضطر الناتو لإسقاط الطائرات والمسيرات الروسية    لميس الحديدي: قصة اللاعب يوسف لا يجب أن تنتهي بعقاب الصغار فقط.. هناك مسئولية إدارية كبرى    "قطرة ندى" للشاعر محمد زناتي يفوز بجائزة أفضل عرض في مهرجان مصر الدولي لمسرح العرائس    بعد رحيله، من هو الفنان سعيد مختار؟    ياهو اليابانية.. والحكومة المصرية    مجموعة التنمية الصناعية IDG تطلق مجمع صناعي جديد e2 New October بمدينة أكتوبر الجديدة    ترتيب الدوري الإسباني.. برشلونة يتفوق على ريال مدريد ب4 نقاط    خطط لا تموت.. لماذا عادت الملعونة لعادتها القديمة؟    أمريكا: اتفاق «قريب جدًا» لإنهاء حرب أوكرانيا |روسيا والصين تجريان مناورات «مضادة للصواريخ»    إيطاليا ترسل مولدات كهربائية لأوكرانيا بعد الهجمات الروسية    وزير الإسكان يعلن موعد انتهاء أزمة أرض الزمالك.. وحقيقة عروض المستثمرين    كأس العرب - بن رمضان: لعبنا المباراة كأنها نهائي.. ونعتذر للشعب التونسي    أوندا ثيرو: ميليتاو قد يغيب 3 أشهر بعد الإصابة ضد سيلتا فيجو    إبراهيم حسن: محمد صلاح سيعود أقوى وسيصنع التاريخ بحصد كأس أمم إفريقيا    أشرف صبحي: قرارات الوزارة النهائية بشأن حالة اللاعب يوسف ستكون مرتبطة بتحقيقات النيابة    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا «بتاع لقطة»    هل تقدم أحد المستثمرين بطلب لشراء أرض الزمالك بأكتوبر؟ وزير الإسكان يجيب    استكمال محاكمة سارة خليفة في قضية المخدرات الكبرى.. اليوم    وزير الزراعة: القطاع الخاص يتولى تشغيل حديقة الحيوان.. وافتتاحها للجمهور قبل نهاية العام    مدير أمن الإسكندرية يقود حملة مكبرة لإزالة إشغالات الباعة الجائلين بميدان الساعة وفيكتوريا    طعنة في الفخذ أودت بحياته.. "مهاب محمد" حاول فض مشاجرة في العجمي بالإسكندرية فأنهوا حياته    بدون محصل.. 9 طرق لسداد فاتورة كهرباء شهر ديسمبر 2025    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    غرفة عقل العويط    «القومية للتوزيع» الشاحن الحصري لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2026    رئيس "قصور الثقافة": السوشيال ميديا قلّلت الإقبال.. وأطلقنا 4 منصات وتطبيقًا لاكتشاف المواهب    كم عدد المصابين بالإنفلونزا الموسمية؟ مستشار الرئيس يجيب (فيديو)    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    كيف يؤثر النوم المتقطع على صحتك يوميًا؟    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    وائل القبانى ينتقد تصريحات أيمن الرمادى بشأن فيريرا    ارتفاع ضحايا مليشيا الدعم السريع على كلوقي إلى 114 سودانى    وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة ومضاعفة الحوكمة    أحمد موسى يكشف أزمة 350 أستاذا جامعيا لم يتسلموا وحداتهم السكنية منذ 2018    اليوم.. المصريون بالخارج يصوتون فى ال 30 دائرة المُلغاة    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الموسيقار حسن شرارة: ثروت عكاشة ووالدي وراء تكويني الموسيقي    أحمد موسى: "مينفعش واحد بتلاتة صاغ يبوظ اقتصاد مصر"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    أمن مطروح يفك لغز العثور على سيارة متفحمة بمنطقة الأندلسية    تعرف على شروط إعادة تدوير واستخدام العبوات الفارغة وفقاً للقانون    عاشر جثتها.. حبس عاطل أنهى حياة فتاة دافعت عن شرفها بحدائق القبة    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية لخدمة أهالى قرية السيد خليل بكفر الشيخ    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    إضافة 4 أسرة عناية مركزة بمستشفى الصدر بإمبابة    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    وزير الري أمام اجتماع «مياه حوض النيل» في بوروندي: ستستمر مصر في ممارسة ضبط النفس    الطفولة المفقودة والنضج الزائف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ذكرى رحيله.. أجمل 10 قصائد "حب" لمحمود درويش
نشر في اليوم السابع يوم 09 - 08 - 2014

لا يستطيع أحد أن يفصل بين تجربة محمود درويش والقضية الفلسطينية، لكن اللافت للنظر الآن أن أغلب القصائد التى يداولها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى اليوم لا تنتمى للقضية الفلسطينية لكنها تنتمى إلى التجربة الذاتية لمحمود درويش خاصة فيما يتعلق بالحب، فقد حازت العديد من قصائده العاطفية على اهتمام المتابعين وبدأ الكثير من الشباب يعيد اكتشاف محمود درويش "العاشق" بعد أن كان يعرف قديما ب"شاعر المقاومة" واليوم فى ذكراه السادسة ننشر أشهر قصائده العاطفية وأجملها التى يداولها الكثير من الشباب فى ما يشبه إعادة الاكتشاف.
1- يطير الحمام .. يحطُّ الحمام
يطير الحمام
يحطّ الحمام
أعدّى لى الأرض كى أستريح
فإنى أحبّك حتى التعب
صباحك فاكهةٌ للأغانى وهذا المساء ذهب
ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه فى الرخام
وأشبه نفسى حين أعلّق نفسى على عنقٍ
لا تعانق غير الغمام
وأنت الهواء الذى يتعرّى أمامى كدمع العنب
وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب
وإنى أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام
يطير الحمام
يحطّ الحمام
أنا وحبيبى صوتان فى شفةٍ واحده
أنا لحبيبى أنا. وحبيبى لنجمته الشارده
وندخل فى الحلم، لكنّه يتباطأ كى لا نراه
وحين ينام حبيبى أصحو لكى أحرس الحلم مما يراه
وأطرد عنه الليالى التى عبرت قبل أن نلتقي
وأختار أيّامنا بيدى كما اختار لى وردة المائده
فنم يا حبيبى ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ
ونم يا حبيبى لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده
ونم يا حبيبى عليك ضفائر شعري، عليك السلام
يطير الحمام
يحطّ الحمام
رأيت على البحر إبريل
قلت: نسيت انتباه يديك
نسيت التراتيل فوق جروحي
فكم مرّةً تستطيعين أن تولدى فى منامي
وكم مرّةً تستطيعين أن تقتلينى لأصرخ
إنى أحبّك كى تستريحي
أناديك قبل الكلام أطير بخصرك قبل وصولى إليك
فكم مرّةً تستطيعين أن تضعى فى مناقير هذا الحمام
عناوين روحي
وأن تختفى كالمدى فى السفوح
لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام
يطير الحمام يحطّ الحمام
إلى أين تأخذنى يا حبيبى من والديّ
ومن شجري، من سريرى الصغير ومن ضجري،
من مراياى من قمري، من خزانة عمري
ومن سهري، من ثيابى ومن خفري
إلى أين تأخذنى يا حبيبي
إلى أين تشعل فى أذنى البراري
تحمّلنى موجتين وتكسر ضلعين، تشربنى ثم توقدني،
ثم تتركنى فى طريق الهواء إليك
حرامٌ... حرام
يطير الحمام يحطّ الحمام
- لأنى أحبك، خاصرتى نازفه
وأركض من وجعى فى ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف
تعالى كثيرًا، وغيبى قليلاً تعالى قليلاً، وغيبى كثيرًا
تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه
أحبّك إذ أشتهيك أحبّك إذ أشتهيك وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه
أحبك يا لعنة العاطفه
أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتى أن تصل
أحبّك إذ أشتهيك
أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل
أحبك إذ أشتهيك أطوّع روحى على هيئة القدمين
- على هيئة الجنّتين أحكّ جروحى بأطراف صمتك.. والعاصفه
أموت، ليجلس فوق يديك الكلام
يطير الحمام يحطّ الحمام
لأنى أحبّك (يجرحنى الماء) والطرقات إلى البحر تجرحني
والفراشة تجرحنى وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذى تبكي
لأنى أحبّك يجرحنى الظلّ تحت المصابيح، يجرحنى طائرٌ فى السماء البعيدة،
عطر البنفسج يجرحنى أوّل البحر يجرحنى آخر البحر يجرحني
ليتنى لا أحبّك
يا ليتنى لا أحبّ ليشفى الرخام
يطير الحمام يحطّ الحمام
- أراك، فأنجو من الموت.
جسمك مرفأ
بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضى السماء
إلى أزرقٍ ضاع منها
وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ
فى خوختين على مرمر
ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ على ضفّة الملح والعسل الأوّلين
سأشرب خرّوب ليلك ثم أنام على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ
أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ
فكيف تشرّدنى الأرض فى الأرض
كيف ينام المنام
يطير الحمام يحطّ الحمام
حبيبي، أخاف سكوت يديك فحكّ دمى كى تنام الفرس
حبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذنى أنا زوجةً أو نفس
حبيبي، سأبقى ليكبر فستق صدرى لديك ويجتثّنى من خطاك الحرس
حبيبي، سأبكى عليك عليك عليك لأنك سطح سمائى وجسمى أرضك فى الأرض
جسمى مقام
يطير الحمام يحطّ الحمام
رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه
على وردة يابسه أعاد لها قلبها وقال: يكلفنى الحبّ ما لا أحبّ يكلفنى حبّها
ونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمام
رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه
على دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالت
يكلفنى الحبّ ما لا أحبّ يكلفنى حبّه ونام القمر على خاتم ينكسر
وطار الحمام
وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام
يطير الحمام يطير الحمام
2 - ريتا
بين ريتا وعيونى ... بندقية
والذى يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله فى العيون العسلية
... وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت
بى، وغطت ساعدى أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ... ريتا
بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها ... بندقية
اسم ريتا كان عيداً فى فمي
جسم ريتا كان عرساً فى دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتين
وهى نامت فوق زندى سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا
فى نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
آه ... ريتا
أى شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
!قبل هذى البندقية
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمرى هاجر فى الصبح بعيداً
فى العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيونى ... بندقية.
3- فرحا بشيء ما
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كنْت أَحتضن
الصباح بقوَّة الإنشاد، أَمشى واثقا
بخطايَ، أَمشى واثقا برؤايَ، وَحْى ما
يناديني: تعال! كأنَّه إيماءة سحريَّة ٌ،
وكأنه حلْم ترجَّل كى يدربنى على أَسراره،
فأكون سيِّدَ نجمتى فى الليل... معتمدا
على لغتي. أَنا حلْمى أنا. أنا أمّ أمِّي
فى الرؤي، وأَبو أَبي، وابنى أَنا.
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كان يحملني
على آلاته الوتريِّة الإنشاد. يَصْقلني
ويصقلنى كماس أَميرة شرقية
ما لم يغَنَّ الآن
فى هذا الصباح
فلن يغَنٌي
أَعطنا، يا حبّ، فَيْضَكَ كلَّه لنخوض
حرب العاطفيين الشريفةَ، فالمناخ ملائم،
والشمس تشحذ فى الصباح سلاحنا،
يا حبُّ! لا هدفٌ لنا إلا الهزيمةَ في
حروبك.. فانتصرْ أَنت انتصرْ، واسمعْ
مديحك من ضحاياكَ: انتصر! سَلِمَتْ
يداك! وَعدْ إلينا خاسرين... وسالما!
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كنت أَمشي
حالما بقصيدة زرقاء من سطرين، من
سطرين... عن فرح خفيف الوزن،
مرئى وسرِّى معا
مَنْ لا يحبّ الآن،
فى هذا الصباح،
فلن يحبَّ!
4 - درس من كاما سوطرا
بكأس الشراب المرصّع باللازرود
انتظرها،
على بركة الماء حول المساء وزهر الكولونيا
انتظرها،
بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال
انتظرها،
بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف
انتظرها،
بنار البخور النسائى ملء المكان
انتظرها،
برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول
انتظرها،
ولا تتعجل فإن اقبلت بعد موعدها
فانتظرها،
وإن أقبلت قبل موعدها
فانتظرها،
ولا تُجفل الطير فوق جدائلها
وانتظرها،
لتجلس مرتاحة كالحديقة فى أوج زينتها
وانتظرها،
لكى تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها
وانتظرها،
لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة
وانتظرها،
وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً فى الحليب
انتظرها،
وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا
تتطلع إلى توأمى حجل نائمين على صدرها
وانتظرها،
ومسّ على مهل يدها عندما
تضع الكأس فوق الرخام
كأنك تحمل عنها الندى
وانتظرها،
تحدث اليها كما يتحدث ناي
إلى وتر خائف فى الكمان
كأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما
وانتظرها
ولمّع لها ليلها خاتما خاتما
وانتظرها
إلى ان يقول لك الليل:
لم يبق غيركما فى الوجود
فخذها، برفق، إلى موتك المشتهى
وانتظرها
5- كمقهى صغير هو الحب
كمقهى صغير على شارع الغرباء
هو الحبّ... يفتح أَبوابه للجميع.
كمقهى يزيد وينقص وَفْق المناخ:
إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده،
وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا...
أَنا هاهنا يا غريبة فى الركن أجلس
ما لون عينيكِ؟ ما اَسمك؟ كيف
أناديك حين تمرِّين بى، وأَنا جالس
فى انتظاركِ؟
مقهى صغيرٌ هو الحبّ. أَطلب كأسيْ
نبيذ وأَشرب نخبى ونخبك. أَحمل
قبَّعتين وشمسيَّة. إنها تمطر الآن.
تمطر أكثر من أى يوم، ولا تدخلينَ
أَقول لنفسى أَخيرا: لعلَّ التى كنت
أنتظر انتظَرتْني... أَو انتظرتْ رجلا
آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه/ عليَّ،
وكانت تقول: أَنا هاهنا فى انتظاركَ.
ما لون عينيكَ؟ أَى نبيذٍ تحبّ؟
وما اَسمكَ؟ كيف أناديكَ حين
تمرّ أَمامي
كمقهى صغير هو الحب
6- لا تتركينى
وطنى جبينك، فاسمعينى
لا تتركينى
خلف السياج
كعشبة برية،
كيمامة مهجورة
لا تتركينى
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركينى
حرا بحزنى
و احبسينى بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجونى،
وتعوّدى أن تحرقيني،
إن كنت لى
شغفا بأحجارى بزيتونى
بشبّاكي.. بطينى
وطنى جبينك، فاسمعينى
لا تتركيني
7 - ليلٌ يفيض من الجسد
ياسمينٌ على ليل تمّوز، أغنيّةٌ
لغريبين يلتقيان على شارعٍ
لا يؤدّى إلى هدفٍ ...
من أنا بعد عينين لوزيّتين? يقول الغريب
من أنا بعد منفاك فيّ? تقول الغريبة.
إذن، حسنًا، فلنكن حذرين لئلا
نحرّك ملح البحار القديمة فى جسدٍ يتذكّر...
كانت تعيد له جسدًا ساخنًا،
ويعيد لها جسدًا ساخنًا.
هكذا يترك العاشقان الغريبان حبّهما فوضويًّا،
كما يتركان ثيابهما الداخليّة بين زهور الملاءات...
- إن كنت حقًا حبيبي، فألّف
نشيد أناشيد لي، واحفر اسمى
على جذع رمّانةٍ فى حدائق بابل...
- إن كنت حقًا تحبّينني، فضعى
حلمى فى يديّ. وقولى له، لابن مريم،
كيف فعلت بنا ما فعلت بنفسك،
يا سيّدي? هل لدينا من العدل ما سوف
يكفى ليجعلنا عادلين غدًا?
- كيف أشفى من الياسمين غدًا ؟
- كيف أشفى من الياسمين غدًا ؟
يعتمان معًا فى ظلالٍ تشعّ على
سقف غرفته: لا تكن معتمًا
بعد نهدى - قالت له ...
قال: نهداك ليلٌ يضيء الضرورى
نهداك ليلٌ يقبّلني. وامتلأنا أنا
والمكان بليلٍ يفيض من الكأس ...
تضحك من وصفه. ثم تضحك أكثر
حين تخبّئ منحدر الليل فى يدها...
- يا حبيبي، لو كان لى
أن أكون صبيًّا... لكنتك أنت
- ولو كان لى أن أكون فتاةً
لكنتك أنت!...
وتبكي، كعادتها، عند عودتها
من سماءٍ نبيذيّة اللون: خذنى
إلى بلدٍ ليس لى طائرٌ أزرقٌ
فوق صفصافة يا غريب!
وتبكي، لتقطع غاباتها فى الرحيل
الطويل إلى ذاتها: من أنا ؟
من أنا بعد منفاك فى جسدى ؟
آه منّي، ومنك، ومن بلدى
- من أنا بعد عينين لوزيّتين ؟
أرينى غدي!...
هكذا يترك العاشقان وداعهما
فوضويًّا، كرائحة الياسمين على ليل تمّوز...
فى كلّ تمّوز يحملنى الياسمين إلى
شارع، لا يؤدّى إلى هدفٍ،
بيد أنى أتابع أغنيّتي:
ياسمينٌ على ليل تمّوز
8- الجميلات هن الجميلات
الجميلات هنَّ الجميلاتُ
"نقش الكمنجات فى الخاصرة"
الجميلات هنَّ الضعيفاتُ
"عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة"
الجميلات هنَّ القوياتُ
"يأسٌ يضيء ولا يحترق"
الجميلات هنَّ الأميرات ُ
"ربَّاتُ وحى قلق "
الجميلات هنَّ القريباتُ
"جاراتُ قوس قزح "
الجميلات هنَّ البعيداتُ
"مثل أغانى الفرح"
الجميلات هنَّ الفقيراتُ
"مثل الوصيفات فى حضرة الملكة"
الجميلات هنَّ الطويلاتُ
"خالات نخل السماء"
الجميلات هنَّ القصيراتُ
"يُشرَبْنَ فى كأس ماء"
الجميلات هنَّ الكبيراتُ
"مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق"
الجميلات هنَّ الصغيراتُ
"وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق"
الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ
إذا ما اجتمعن ليخترن لى أنبلَ القاتلات
9- لا أنام لأحلم
لا أَنام لأحلم قالت لَه
بل أَنام لأنساكَ. ما أطيب النوم وحدي
بلا صَخَب فى الحرير، اَبتعدْ لأراكَ
وحيدا هناك، تفكٌِر بى حين أَنساكَ/
لا شيء يوجعنى فى غيابكَ
لا الليل يخمش صدرى ولاشفتاكَ...
أنام على جسدى كاملا كاملا
لا شريك له،
لا يداك تشقَّان ثوبي، ولا قدماكَ
تَدقَّان قلبى كبنْدقَة عندما تغلق الباب/
لاشيء ينقصنى فى غيابك:
نهداى لي. سرَّتي. نَمَشي. شامتي،
ويداى وساقاى لي. كلّ ما فى لي
ولك الصّوَر المشتهاة، فخذْها
لتؤنس منفاكَ، واَرفع رؤاك كَنَخْب
أخير. وقل إن أَردت: هَواكِ هلاك.
وأَمَّا أَنا، فسأصْغى إلى جسدي
بهدوء الطبيبة: لاشيء، لاشيء
يوجِعنى فى الغياب سوى عزْلَةِ الكون
10 - سوناتا
إذا كنت آخر ما قاله الله لي، فليكن
نزولك نون ال "أنا" فى المثنى. وطوبى لنا
لقد نور اللوز بعد خطى العابرين، هنا
على ضفتيك، ورف عليك القطا و اليمام
بقرن الغزال طعنت السماء، فسال الكلام
ندى فى عروق الطبيعة. ما اسم القصيدة
أمام ثنائية الخلق و الحق، بين السماء البعيدة
وأرز سريرك، حين يحن دم لدم، ويئن الرخام؟
ستحتج أسطورة للتشمس حولك. هذا الرخام
الهات مصر وسومر تحت النخيل يغيرن أثوابهن
و أسماء أيامهن، ويكملن رحلاتهن إلى آخر القافية
وتحتاج أنشودتى للتنفس: لا الشعر شعر
ولا النثر نثر. حلمت بأنك آخر ما قاله
لى الله حين رأيتكما فى المنام، فكان الكلام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.