(إلى أشرف فياض، ربما. إلى رأسٍ ينتظرُ السُّقوطَ، ربما إلى أعلى. إلى جماجِمَ شتى، تقرأ قصائدها صاخبة في القبور) .. .. كلامٌ يتكسّر على الأرض كقطع زجاجٍ أدوسه بقدميَّ الحافيتين أنزفُ كثيرًا ولا أستطيعُ الكلامَ * * * حين تبدو السماءُ مثل قفصٍ يتساءل الطائر الحرُّ عن معنى الطيران * * * هم مجانينُ فعلاً أولئك الذين يُطالبونَ المجانينَ بالتوقُّفِ عن جنونهمْ لو أن رُمَّاناتِكِ ملغومةٌ لانفجرتْ عندما ارتميتُ عليكِ كطفلٍ ولطار رأسي في الهواء وهو يضحكُ لا يشتهي الرِّيشُ المتناثرُ أنْ ينعمَ بالطمأنينةِ في وسادةٍ ناعمةٍ ولا أن يعودَ مَرَّةً أخرى إلى الطيور المحبوسةِ في قفصِ السَّماء لا يعرفُ القنَّاصةُ أين أنتِ والمفتِّشونَ إذا فَتَّشوني، سأبكي * * * لا أتشكك في أنها أشجار تلك التي لا تُسقط إلا الحجارة على رؤوسنا ثمة ثمارٌ تتحول فعلاً إلى حجارة مثلما تحولتْ رؤوسنا * * * من رحمِ الغرفةِ الكونيّةِ المجهّزة أتمنى أن أقفزَ عاريًا كي أفرح بولادتي الطبيعيّة بعد سيرةٍ ذاتيّةٍ عبثتْ بها مشارطُ الأطباء وذابت قصاصاتها الأخيرةُ في الملابسِ والأحذيةِ الداكنة أنا بكل أسفٍ أسقطُ دائمًا إلى أعلى في اتجاهِ الثلجِ المشتعلِ وكشّافاتِ الإضاءةِ القويّةِ بينما دِلْتَاكِ التي أتشهّاها غائرةٌ في لحمِ الأرضِ مختبئةٌ تحت ورقةِ توتٍ ساخرةٍ آه أيتها العصافيرُ أيتها الأفكارُ الفسفوريّةُ عندي ألفُ نافذةٍ لإطلاقكِ لكن الفضاء كلّه مرعبٌ قفصي الصدريُّ أحَنُّ عليكِ بالتأكيد جمجمتي الجامدةُ أرْحَمُ زنزانتي: حرّيةٌ نسبيّةٌ للسجناءِ تفجيرُ أسواري بالديناميتِ: حرّيةٌ مطلقةٌ لي * * * تَمَشَّتْ على المسرحِ برشاقةِ عارضةِ أزياءٍ تَوَجَّهَتْ مباشَرةً إلى الصندوقِ الخشبيّ تَمَدَّدَتْ فيه بثقةٍ وَأغْلَقَتْهُ بهدوءٍ بخفّةِ ساحرٍ نشَرْتُ الصندوقَ بالمنشارِ وَغَرَسْتُ فيه عشرين سيفًا بعد دقائقَ قليلةٍ خَرَجَتْ سليمةً تمامًا من قفصي الصدريّ ببساطةِ وردةٍ بيضاء تشابَكَتْ يدانا بصدقٍ وَتَمَنَّيْنَا انصرافَ الجمهورِ * * * الطيورُ كلها تفرّقتْ إلا أنتَ أيها الليلُ معي في هذا القفص * * * أغبياءُ لدرجة أنهم يفكّرون في إبهاج الموتى بلعب مباراةٍ بجمجمةٍ للتواصل: [email protected]