أكد عدد من المثقفين أنهم فى حاجة إلى "قرارات ثورية" من وزارة الثقافة، تناسب هذا الظرف التاريخى الذى تشهده البلاد، يدفع بعجلة الإنتاج الثقافى للأمام، وأن تقييم أداء وزارة الثقافة بعد مرور 100 يوم من تولى د.عماد أبوغازى الحقيبة الوزارية فى السادس من مارس الماضي، لن يكون فى صالح الوزارة. قال الكاتب جمال الغيطاني: لا يزال تأثير الوزارة أقل ما كنت أتوقعه، فهناك اضطراب فى الأداء، لأن الوزارة كانت تحتاج لمراجعة نشاطها القديم بعد الثورة لكن هذا لم يحدث، رغم وجود محاولات جيدة من أبوغازي، لكن المنظور العام للثقافة لم يتغير. وأوضح الغيطانى أن من أهم ما يؤثر على نشاط الوزارة هو الميزانية الهزيلة، التى اتضحت بعد فصل الآثار عنها، والتى كان يعتمد عليها وزير الثقافة السابق للإنفاق على المؤسسات الثقافية من ربحها، وميزانية الوزارة الآن تكاد تكفى مرتبات العاملين بها. وأشار صاحب "دفاتر التدوين" إلى أن الثقافة هى أهم أداة يمكن لمصر أن يكون لها تأثير بها على المستوى العربى والعالمي، لكن لا يمكن تحقيق هذا بالوضع الحالي، لأن أداءها باهت لا يذكر، لذا من الضرورى إعادة النظر فى الهيئات الثقافية وفى نشاطها أولا، لأنه من غير المعقول أن يتولى رئاسة الثقافة الجماهيرية موظف من داخل المؤسسة رغم احترامنا له، لكنه غير مقدر لأهمية دورها، وليس على مستوى القيادة. وأكد الغيطانى ضرورة حل لجان المجلس الأعلى للثقافة وإعادة هيكلته، وقال: كنت أتمنى أن يتم هذا قبل اجتماع المجلس يوم السبت المقبل لإعلان جوائز الدولة، لأن عدد الموظفين المصوتين على منح الجوائز داخل اللجنة أكبر من عدد المثقفين، فتركيبة المجلس تركيبة غريبة تشمل مندوبين لبعض الوزارات بمناصبهم، لا يعرفون عن قيمة المرشحين من العلماء شيء، لذا الوزارة تحتاج لروح ثورية ودعم من الدولة. وقال الكاتب حمدى أبو جليل: يمكن الإشارة لأداء وزارة الثقافة من خلال نشاط هيئة قصور الثقافة وهى مؤسسة ثقافية هامة، لكنها لم تتأثر بالثورة بل بالعكس توقفت المشروعات والنشاطات، وأصبح أداؤها أضعف بعد الثورة، رغم أن هذه المؤسسة هى المكان الثقافى الحقيقى الذى نعول عليه كمثقفين، لأنها ما نحتاجه لترسيخ قيم الحرية ومقاومة الأفكار الرجعية والهدامة، لكن هذا لن يحدث دون تحريك ما تملكه الهيئة من عتاد ثقافى يضم أكثر من 500 مكان ثقافي، ومسرح، وعشرات النوادى الأدبية، لكن كل هذا معطل. وأضاف أبو جليل: فى الوقت نفسه الذى تتعطل فيه المراكز الثقافية يهتم رئيس الهيئة بأنشطة فاسدة بالمعنى الحرفى للكلمة مثل مجلة مسرحنا التى ينفق عليها آلاف الجنيهات، فى حين أن النوادى الثقافية تحصل من الهيئة على 3 آلاف جنيه فقط هو قيمة ميزانيتها. وقال الكاتب الساخر جلال عامر: رغم أنى ضد وجود وزارة للثقافة أو للإعلام، فإن الوقت مبكر جدا للحكم على نشاط الوزارة فى الفترة السابقة، لكن كل ما أتمناه أن يستعيد المثقف قيمته الحقيقية، وألا يوجد ما يسمى بالمثقف الحكومي، والقضاء على الشللية الثقافية، كما أن من المهم ربط الثقافة بالآثار لنستطيع حمايتها ومراجعتها وإعادة الأمن لها. وقال الشاعر شعبان يوسف، أحد أعضاء جماعة أدباء وفنانين من أجل التغيير: إن وزارة الثقافة مرت بعد الثورة بمراحل مختلفة ما بين صعود وهبوط، لكن من الأشياء الإيجابية التى يقوم بها الوزير جولاته فى الأماكن الثقافية الرسمية وغير الرسمية وهذا لم يحدث من قبل، كما فتح أبواب الوزارة وهيئاتها للتيارات الثقافية المختلفة، لكن رغم هذا لم تظهر نتيجة أو أى ثمرة إنتاجية، فالمشاريع معطلة والنشر أيضا معطل ببعض الهيئات الثقافية، كما أن القيادات الثقافية لم تتغير بشكل كامل، لذا وجدت أمامها احتجاجات كثيرة من المثقفين والعاملين بالوزارة. وأوضح شعبان أنه: من الضرورى أن نفرق بين النية للعمل والتطبيق، لأن الوزير غير موفق فى كثير من قراراته فى حل مشاكل الوزارة، كما أن تخفيض الميزانية أثر بشكل كبير على أدائها، لكن فى المجمل نحن نفتقد للقرارات الحاسمة التى نلمس من خلالها التغيير. وقال الفنان التشكيلى محمد عبلة، رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة: إن أداء الوزارة جاء بطيئا لا يتفق مع روح الثورة، وأعتقد أن ال 100 يوم الماضية، كان لابد أن يظهر بها إنتاج ثقافى ليس بالضرورة ان يكون مكلفا، لكن الوزارة مشغولة بمشاكل الموظفين أكثر من اهتمامها بالمثقفين أنفسهم. وأوضح عبلة أن: شعور القيادات الثقافية أنهم فى مرحلة انتقالية، أثر على أدائهم، وأعاق إنتاجهم، الذى تحتاجه الحياة الثقافية بشدة هذه الفترة. فيما قالت الشاعرة علية عبد السلام، عضوة جماعة رؤية ثورية لوزارة الثقافة: إنه فى ظل أداء حكومة تسيير الأعمال، لا يختلف الأمر حيال وزارة الثقافة عن الداخلية عن الزراعة فى شىء. لقد خيب أداء أبو غازى الآمال والوعود التى من أجلها رشح وقيل وزير الثورة، إذ لم يستح أن يلغى مهرجانات بسبب الأزمات المالية التى خلفتها الثورة ليعد ويجهز لجوائز المخلوع -والتى سميت النيل- مبلغا ضخما. وتساءلت علية: لماذا لم تؤجل جوائز الدولة لهذا العام، كما أن قراره بتطوير قاعات السينما فى قصور الثقافة لا يقوم على مناهج علمية، وما هى إلا مشاريع ورائحة الفساد طاغية عليها، لذا نقول له ارحل نريد وزيرا ذا رؤية ثورية .