ظهرت على السطح تكهنات عديدة حول اسم وزير الثقافة الجديد فى حكومة كمال الجنزورى، وعلى رأس الأسماء المتداولة الدكتور شاكر عبد الحميد وأحمد مجاهد وجمال الغيطاني ومحمد سلماوي وعماد أبوغازي الوزير السابق. ويبدو أن موقف الأسماء المعروضة من النظام السابق ستحدد بقوة اسم وزير الثقافة المقبل، فقد ترددت أنباء عن اقتراب سلماوى بقوة من المنصب، وهو ما يقابله الكثير من المثقفين بالرفض، حيث يرونه أحد المقربين من السلطة فى النظام السابق، وأحد الذين اعتمد عليهم فاروق حسنى فى إدخال المثقفين الحظيرة، كما أن مواقفه كما يقول عنها البعض "تتسم بالميوعة، والمعارضة الضعيفة"، وهو ما لا يقبله المثقفون بعد الثورة، وخاصة بعد ضعف المواقف المتخذة من اتحاد الكُتاب تجاه الثورة، وحالة الغيبوبة التى يعيشها مجلس رئاسته بقيادة سلماوى. ولكن "هوى المثقفين" يمكن أن يحسم اختيار وزير الثقافة، حيث لا ترغب أى حكومة مقبلة فى معارضتهم فى ظل الظروف الحالية، وتصاعد المد الثورى الفئوى، ولكى لا تدخل فى مشاكل جانبية، حيث أكدت بعض المصادر أن هناك دراسة دقيقة لعدد من المرشحين وعلاقتهم بالمثقفين واستطلاع آرائهم، لكى لا يحدث بعد ذلك أى اعتراضات عليه، كما حدث سابقا، حينما جاء محمد الصاوى وزيرا للثقافة ورفضه المثقفون، وأُقيل بعد ذلك. الموقف المشرف لعماد الدين أبو غازى إثر استقالته من حكومة شرف، احتجاجا على قمع الأمن للمتظاهرين فى التحرير، طرحه اسمه بقوة ليعود لمكتب الوزارة، والذى يلقى الآن قبولا كبيرا لموقفه المشرف، أنسى المثقفين حال الوزارة المتردية فى وقت ولايته، وإن كان أكد هو فى عدة مواقف رفضه للعودة لوزارة الثقافة مرة أخرى، وتفرغه للكتابة والتدريس فى الجامعة وللمشروعات الثقافية. غير أن الاسم الأقرب للمثقفين ويلقى دعمهم بشكل كبير هو د. شاكر عبدالحميد أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والذى دشّن عدد من المثقفين صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لدعم ترشيحه وزيرًا للثقافة المصرية، مؤكدين أنه أحد القامات الثقافية المحترمة، وأننا فى هذا الظرف السياسى والتاريخ نشعر بحاجة ماسة إلى هذا النوع من القامات الثقافية ذات الحضور الإنسانى والمهنى الخلاق فى هذا الظرف التاريخى الحرج. وكانت "المشهد" قد انفردت بخبر ترشيح شاكر عبد الحميد للمنصب الوزارى، حيث قال فى تصريحات خاصة ل"المشهد"، إنه لو عُرض عليه منصب وزير الثقافة فى الحكومة الحالية فإنه سيقبله، لأنها حكومة إنقاذ وطنى، وقال إنه موجود فى الميدان الآن من أجل مصر، ومن أجل أن يحصل الموجودون على حقوقهم المشروعة. من جهة أخرى، يبدو أن التركة الثقيلة وحجم الفساد الموجود بالوزارة، لا يغرى أحدا بقبول هذا المنصب، خاصة أن هذه الحكومة قصيرة العمر، ولا يمكن أن تكون هذه الفترة القصيرة كافية لحل مشاكلها المتراكمة، وهو ما يمكن أن يطرح اسما قريبا من المؤسسة كأحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، والرئيس السابق لهيئة قصور الثقافة، وصاحب الباع المعروف فى الإدارة الثقافية، والذى طرح اسمه سابقا عدة مرات ليكون وجها جديدا كوزير للثقافة، ولكنه لا يلقى قبولا كبيرا من المثقفين، وتعرض لعدة مواقف محرجة منها طرده من مكتبه على أيدى العاملين، كما واجه عدة انتقادات لأدائه الثقافى. اسم آخر مطروح بقوة، وهو الكاتب جمال الغيطانى، الذى اختلف الكُتاب والمثقفون عليه، فبعضهم يرى أنه أحد الكتاب أصحاب المواقف المعارضة بقوة لتيارات الإسلام السياسى، ويقف بقوة فى وجههم، كما أنه أحد الذين وقفوا فى وجه وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، ووقوفه ضد مخربى الآثار وأصحاب المشاريع الاستثمارية التى كانت تقف فى وجه الآثار، وإن كان البعض أيضا يعتبره "نظاميا" نسبة للنظام السابق، حيث أنشأ وترأس تحرير جريدة " أخبار الأدب" لما يزيد عن 17 عاما منذ تأسيسها عام 1993، كما أن معارك الغيطاني الصغيرة ضد بعض المثقفين ومنهم الراحل فاروق عبد القادر تنال من رصيده الضعيف في الأوساط الثقافية، فضلا عن تداول الكثير من المثقفين لحكايات كثيرة عن نشاطه في الخليج العربي.