قال عدد من النقاد خلال مناقشة رواية "كوكو سودان كباشي" مساء أمس الأحد بالمركز الدولى للكتاب إن الروائية سلوى تحاكم تاريخ القهر الإنسانى انتصارًا للمهمشين برؤية روائية وليست مؤرخة. شارك فى مناقشة الرواية كل من الناقد الدكتور محمود الضبع نائب رئيس هيئة الكتاب، والكاتبة الدكتورة هويدا صالح، والناقد محمد موسى، بحضور رئيس هيئة الكتاب الدكتور هيثم الحاج علي، واختتمت الندوة بعزف للفنان كرم مراد. فى البداية، قال د.الضبع إن الاحتفاء بصدور طبعة جديدة من رواية سلوى بكر يأتي من منطلق الاهتمام بالثقافة التى استطاعت أن تحافظ على وجودها على الرغم من وجود كم كبير من الأعباء. وتابع: نحتفى بأعمال بكر القصصية والروائية والمسرحية، تلك الكاتبة التى تنتمى فى الأصل إلى دراسة علمية ربما تبدو بعيدة الصلة عن الكتابة الأدبية وهى كلية التجارة. ورأى د.الضبع أن الكاتبة فى روايتها "كوكو سودان كباشى" تحدث نقلات نوعية فى مساراتها. لافتاً إلى أن الفصل الأول يمضى على مسار يحكى حكاية عقدة بنت مع أبيها الذى يتلبسها بكل تفاصيله. ويؤكد: سلوى بكر دخلت فى منطقة التاريخ ببراعة. حيث حكت عن تاريخ السودانيين فى المكسيك وحياتهم هناك. مضيفاً: لدينا ما يسمى بفجوات التاريخ، وقد لعب عليها عدة كًتاب. لكن السؤال الجوهرى الذى يُطرح من خلال هذا العمل هو: كيف يُكتب التاريخ، ومن يكتبه، ولمن؟ من جانبها، قالت الدكتورة هويدا صالح: أتابع مشروع سلوى بكر وأرى أن هذا العمل يعد من أهم رواياتها. وتشير: هناك مقولة نعلمها أن التاريخ يكتبه المنتصرون، والروائى هو القادر على كتابة التاريخ الحقيقي. وترى أن سلوى بكر قادرة على ذلك، هى تلتقط وتذهب دائماً إلى الهامش وتحاول أن تنتصر له. ولكنها فى هذه الرواية ذهبت إلى "هامش الهامش" لأن واقعة حرب مصر مع المكسيك لم تذكر تقريبا فى التاريخ الرسمى لنا، على حد قولها. وتوضح: صحيح أن هذه الحرب ذُكرت فى الكتب ولكنها لم تُدرس فى المناهج الدراسية. إذن سلوى تحاول أن تنتصر للمهمشين ولما هو أبعد منهم. وكتبت واقعة بعيون الروائى وليس المؤرخ، لأن الروائى يبحث دائماً عن تفاصيل المجتمعات فى آتون هذه الحرب، وهي تؤمن بأن الحاضر وليد الماضى الذى شكله. وتستطرد د.هويدا صالح: بقراءة الصفحات الأولى توقعت أن أقرأ رواية بحس إنسانى رفيع، لكن حينما قطعت شوطا فى الرواية اعتقدت أنها ستكتب كتابة ذات، وعندما عرفت أنها التقت بشخص يجمع بين شخصيات عديدة وجنسيات عديدة أدركت حيلتها فى الكتابة. وتتابع: لم تكتف بالانتصار للجنود المصريين والسودانيين والجوارى الذين نسيهم التاريخ، بل حاكمت تاريخ القهر الإنسانى. لأن البطلة لديها مبرر سرى آخر هو كونها محامية وتبحث عن حقوق الإنسان. وقال الناقد محمد موسى: تتمتع الكاتبة بحالة من تحدى الذات وتعنى بهموم الهوية المصرية، وهناك لغة وتكنيك خاص جدا بها، وقصدت أن تشرك القارئ معها فى الرواية ولديها أسلوب متفرد من الكتابة. واختتمت الندوة بتعليق سلوى بكر التى أشارت إلى صدور هذا النص عام 2004، وأن هذه هي الطبعة الثالثة. وعن كتابة هذه الرواية قالت: كنت أجلس فى كافيتريا وتعرفت على شاب مصرى من أم مصرية وأب مكسيكى وله أصول هندية وهو بالفعل بطل الرواية. والرواية يمكن أن تجعلنا نسأل عن التاريخ، والسؤال هو: هل التاريخ الذى استقر فى أذهاننا هو ما حدث بالفعل؟