مع بدأ تحرك طلائع الجيش الألماني اليوم للانضمام إلى القوات العسكرية الدولية المشاركة في الحرب على "داعش" في سورياوالعراق، انضم ممثلو المسلمين والكنائس الألمانية إلى المعارضة الرافضة لمشاركة الجيش الألماني في هذه الحرب. وانتقد "أيمن مزيك" رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا قرار المشاركة في الحرب على داعش، كما رفضت الكنيسة الكاثوليكية الألمانية هذه المشاركة وأبدى ممثلو الكنيسة الإنجيلية تشككهم في جدوى الحرب على داعش. وقال مزيك في تصريحات صحفية إن الحرب ليست هي الطريقة المثلى لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وإن أفضل وأقوى سلاح ضد الإرهاب هو وقف توريدات الأسلحة لتلك التنظيمات. وأضاف أنه يجب دفع القوى الإقليمية إلى طاولة المفاوضات مطالبا بوضع خطة قوية للمصالحة والسلام يتم من خلالها طرح رؤية للحياة وليس للبؤس والحرب بهذا نجفف منابع الإرهاب والديكتاتورية على مستوى العالم. وأوضح مزيك أن نشوء تنظيمات مثل داعش والقاعدة، جاء نتيجة حرب مورست بصورة خاطئة تماما". وأشار إلى أن الحرب على العراق، واستطرد قائلا إن هذه السياسة تعد أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور "تشكيلات متطرفة من مسلمين متطرفين ينتهجون نهجا غريبا عن الإسلام". وتساءل ماذا جنينا من الحروب؟ وأجاب قائلا لم نجن إلا المزيد من اللاجئين والإرهاب. وفى السياق ذاته أبدت الكنيسة الكاثوليكية شكوكها في جدوى المشاركة العسكرية الألمانية في سوريا، ووصف القس هاينز- يوسف الجرميسن، رئيس حركة السلام الكاثوليكية "باكس كريستي" مشاركة الجيش الألمانى بأنها "مغامرة عسكرية" ليس لها أفق زمني معلوم ولا نهاية. كما أبدى الكاردينال راينهارد ماركس رئيس مجلس الأساقفة الألمان قلقه من المسألة، وقال: إن الإرهاب لا يمكن مواجهته بالقوة فقط "وبدون أفكار وخطط شاملة وطويلة الأمد لن يكون هناك سلام. وتباين موقف الكنيسة الإنجيلية الألمانية من المشاركة العسكرية في الحرب على داعش : فقد دعت قيادة الكنيسة الإنجيلية في ولاية بادن فورتمبرج إلى التخلي عن التدخل العسكري الألماني في سوريا. وقالت في بيان لها "إن قرار المشاركة يسير وفق منطق يقول إن القوة العسكرية تجلب المزيد من الأمن." أما رئيس الكنيسة الإنجيلية في ولاية بافاريا القس هاينريش بيدفورد-شتروم فقد أعلن موافقته على التدخل العسكري بشرط وجود أمل في نجاح المهمة في القضاء نهائيا على داعش ووقف الحرب الأهلية في سوريا وتجفيف منابع الإرهاب.