في الذكرى 146 لافتتاحها.. "الأوبرا الخديوية" تحفة معمارية ارتبطت بافتتاح قناة السويس و"فيردي"

يوافق اليوم الأول من نوفمبر الذكرى 146 على افتتاح دار الأوبرا المصرية القديمة، أو ما عرف باسم "الأوبرا الخديوية" والتي ارتبطت قصة إنشائها ارتباطًا وثيقًا بافتتاح قناة السويس في عهد الخديو إسماعيل الذي كان شغوفًا بالفنون، ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية.
ونتيجة حب الخديوي إسماعيل للفن الرفيع وشغفه به أراد أن تكون دار الأوبرا الخديوية، تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها فى العالم، واعتزم أن يدعو عددًا كبيرًا من ملوك وملكات أوروبا في افتتاحها، فكلف بتصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكاني وروسي وتم بناءها خلال ستة أشهر فقط.
وقد اعتبرت الأوبرا القديمة هي الأوبرا الأولى في قارة إفريقيا والشرق الأوسط، واعتبر مسرحها واحدًا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادًا وفخامة.
وتم افتتاح الأوبرا الخديوية في الأول من نوفمبر 1869 مع احتفالات قناة السويس، وعلى الرغم من اهتمام الخديو إسماعيل ورغبته الأكيدة في أن تفتتح دار الأوبرا الخديوية بعرض أوبرا عايدة، حالت الظروف دون تقديمها في موعد الافتتاح، وتم افتتاح الأوبرا الخديوية بعرض "ريجوليتو" للمؤلف الموسيقي الإيطالي جوزيبي فيردي لكي تكون أول عزف في حفل افتتاح الأوبرا في 1 نوفمبر 1869.
وفى فجر الثامن والعشرين من أكتوبر 1971، استيقظ المصريون على "حريق الأوبرا" حيث احترقت دار الأوبرا المصرية القديمة بالكامل ولم يتبق منها سوى تمثالي "الرخاء" و"نهضة الفنون" وهما من عمل الفنان محمد حسن.
وبعد أن دُمرت دار الأوبرا القديمة، ظلت القاهرة بدون دارًا للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح المركز الثقافي القومي "دار الأوبرا المصرية" عام 1988، والذي تم تشيده كمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة، وقد بُنيت على الطراز الإسلامي، كما شاركت اليابان لأول مرة في مصر والعالم العربي وإفريقيا في افتتاح هذا الصرح الثقافى بعرض الكابوكي الذي يضم 50 عضوًا بالإضافة إلى فنانين من أعلى مرتبة في مجالات الموسيقي والأوبرا والبالية.
وفي ذات السياق، تنطلق اليوم الأحد فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته 24 برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وهى الدورة التى تم إهداؤها لاسم الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي، حيث يشارك فى هذه الدورة للمهرجان 61 مطربًا وعازف سوليست من 8 دول عربية هي "مصر، المغرب، اليمن، تونس، العراق، سوريا، البحرين وفلسطين"، بمصاحبة 13 فرقة موسيقية، فى 23 حفلًا غنائيًا وموسيقيًا، ويحيي ليالى المهرجان النجوم على الحجار، ومدحت صالح، وهانى شاكر، وأنغام، ومحمد الحلو، وسميرة سعيد، وصابر الرباعى، وصفوان بهلوان، ومحمد عساف، ونادية مصطفى، وريهام عبد الحكيم، ومروى ناجي، ورامي صبري، وأحمد جمال، ومحمد محسن، وكارمن سليمان، ورحاب مطاوع.