دعت حكومة حماس في قطاع غزة الى تطبيق دقيق لاتفاق المصالحة الوطني الفلسطيني وتوحيد الصف ردا على خطاب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل أمام الكونجرس الأمريكي مساء أمس الثلاثاء. وقالت الحكومة في بيان صحفي "ندعو الى رد عملي على هذا الخطاب بتطبيق دقيق للمصالحة وتوحيد الصف وتبني استراتيجية شاملة تحافظ على ثوابتنا وحقوقنا وتصلب مواقفنا أمام هذا الهجوم السافر الذي يهدف الى شطبنا من على الخارطة السياسية". ورأت الحكومة في خطاب نتنياهو تزويرا للتاريخ وتضليلا للرأي العام الدولي وضربا بعرض الحائط الحق الفلسطيني وتحديا للقانون الدولي. وأكدت رفض تحريض نتنياهو على الأمة والشعب العربي وتدخله في الشأن الداخلي الفلسطيني ..مضيفة أن خطاب نتنياهو اتسم بالإستعراض والتعالي والاستقواء بالسياسة الأمريكية. وأكدت رفضها لمضامين خطاب نتنياهو "العنصرية الإرهابية" .. وشددت على أنه لن يثني الشعب الفلسطينى عن المطالبة بالحرية والكرامة والخلاص من الاحتلال. على صعيد متصل .. دعت حركة "حماس" الرئيس الفلسطينى محمود عباس ولجنة المتابعة العربية إلى إعادة النظر في خيار المفاوضات مع حكومة الاحتلال الاسرائيلى والذي ثبت فشله. كما دعت حماس في بيان صحفى إلى بلورة رؤية إستراتيجية جديدة تعتمد على دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني بكافة الأشكال في مواجهة الاحتلال المتغطرس. وقالت "إن خطاب نتنياهو جاء مليئا بالتزييف وإنكار حقائق الواقع والتاريخ وكشف عنصرية وتعاليا وتطرفا تجاه الشعوب العربية". وأضافت "لم يحمل خطاب نتنياهو أي مضمون سياسي جديد سوى التأكيد على الرؤية الصهيونية الاحتلالية من خلال إعلان التمسك بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ورفضه حق عودة اللاجئين والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 الأمر الذي يعني استمرار سياسة الاحتلال والعدوان وإنكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني". وأكدت رفضها للتدخلات "الصهيو أمريكية" في الشئون الفلسطينية الداخلية التى ترفض المصالحة الوطنية الفلسطينية ، مؤكدا التمسك بالمصالحة مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية كافة حماية للشعب وحقوقه الوطنية من جانبها .. أكدت حركة الجهاد الإسلامي فى فلسطين إن خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي هو "استمرار لسياسة التضليل والكذب والتزوير التي تنتهجها الحركة الصهيونية". وقال داوود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد في بيان صحفي "إن ما ورد في الخطاب محاولة شطب سياسي لحقوق الشعب الفلسطيني ووجوده وعكس ذروة التطرف الصهيوني". وأكد أنه لا قيمة بعد الآن لأي حديث عن خيار المفاوضات والتسوية .. وشدد على أن الصراع يجب أن يكون مفتوحا على كل فلسطين والرد على نتنياهو يكون بصياغة رؤية وطنية تستند إلى برنامج المقاومة. كان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية قد قال فىتصريح صحفى مساء أمس إن ما طرحه بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي لا يؤدي إلى سلام وإنما وضع مزيدا من العراقيل أمام عملية السلام. وأضاف أبو ردينة " بالنسبة لنا فإن السلام يجب أن يكون بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدسالشرقية عاصمة لها .. واننا لن نقبل أي وجود إسرائيلي في الدولة الفلسطينية خاصة على نهر الأردن". وشدد على أن السلام يجب أن يقوم على أساس الشرعية الدولية والمفاوضات وليس على أساس شروط مسبقة ووضع مزيد من العراقيل أمام العملية السلمية. ولم يعقب أبو ردينة على دعوة نتنياهو للرئيس عباس لتمزيق اتفاق المصالحة الوطني مع حركة حماس. وكان نتنياهو قد كشف خلال خطابه مساء أمس امام مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين (الكونجرس) عن رؤيته لحل الصراع مع الفلسطينيين .. مشيرا إلى أن هذا الحل يتضمن عدم العودة إلى حدود يونيو عام 1967 .. وقال "إن القدس لن تقسم وستبقى عاصمة أبدية لدولة إسرائيل". وأكد نتنياهو وجوب التوصل للسلام مع الفلسطينيين .. وقال " أنا مستعد لتقديم تنازلات صعبة وفق رؤية حل الدولتين وهذا أمر ليس بسهل اذ اننا لسنا محتلين في الضفة الغربية ونحن نعيش على ارض اجدادنا ولسنا كالبريطانيين حين كانوا في الهند ومع ذلك من حق الفلسطينيين الذين يعيشون معنا في هذه الأرض أن يعيشوا بسلام وازدهار".