أكد فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حرص الأزهر الشريف علي فتح حوار من أجل مستقبل مصر، مع جميع التيارات الفكرية والإسلامية والسياسية، انظلاقا من دور الأزهر تجاه الوطن في هذه المرحلة بالغة الخطورة التي تمر بها مصر. وقال الطيب إن مبادرة الأزهر للحوار مع الجماعات والتيارات الإسلامية علي الساحة تهدف إلي صياغة خطاب دعوي إسلامي موحد بعيد كل البعد عن التطرف، ويعتمد منهج الوسطية والاعتدال، ويواجه حالة الانفلات الدعوي والفقهي التي تهدد وحدة الوطن وتثير الخلاف والتناحر بين المسلمين والأقباط. ورحب الأمام الأكبر بمشاركة المفكرين والكتاب من مختلف التيارات الفكرية في تلك المبادرة مناشدا وسائل الإعلام والمنابر الأدبية والفكرية في هذا الحوار الذي يعقد تحت مظلة الأزهر الشريف. جاء ذلك خلال اجتماعه اليوم وبمفري مصر من مختلف التيارات الفكرية علي الساحة، في إطار مبادرة الأزهر الشريف التي أطلقها الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مع الجماعات الإسلامية والتيارات الفكرية لبحث مستقبل مصر وسبل توحيد الخطاب الدعوي والإعلامي والفكري علي الساحة بما يخدم قضايا الوحدة الوطنية ويؤسس لمستقبل البلاد. شارك في الحوار الدكتور جابر عصفور، والدكتور صلاح فضل، حلمي النمنم، ليلي تكلا، نبيل عبدالفتاح، سمير مرقص، جمال الغيطاني، عمرو عبد السميع والدكتور أحمد كمال أبو المجد. ومثل الأزهر الشريف في الحوار، الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والدكتور محمود حمدي زقزوق، الدكتور حسن الشافعي عميد كلية دار العلوم الأسبق، والدكتور محمد كمال إمام استاذ الشريعة الإسلامية بحقوق الإسكندرية، والدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وعدد من كبار علماء الأزهر الشريف. من جانبهم، أشاد الأدباء والمفكرين بدور الأزهر الشريف في هذه المرحلة بالغة الأهمية، مرحبين بالمشاركة في الحوار الفكري الذي أطلقه شيخ الأزهر. وقالت الدكتورة ليلي تكلا إن التعاون بين كل التيارات الفكرية تحت مظلة الأزهر الشريف يأتي حرصا علي مستقبل البلاد بعد ثورة يناير لوضع آليات لنشر ثقافة التعايش واحترام حقوق الآخر، واحترام التعددية الثقافية والدينية والسياسية بمشاركة جميع التيارات. من جانبه، أعتبر الدكتور أحمد كمال أبو المجد، لقاء الأمام الأكبر مع الأدباء والمفكرين من مختلف التيارات، يهدف إلي التصدي للمخاطر التي تواجه ثورة 25 يناير. وقال: أن الحوار تحت مظلة الأزهر الشريف سيتبعه حوارات ولقاءات أخري مماثلة تهدف إلي صياغة خطاب إعلامي اكثر وعيا يحترم الخلاب بين كافة الأطياف الفكرية. وأكد أبو المجد أن أية خلافات فكرية خلافات ثانوية، معتبرًا أن الخطر الأكبر هو كل ما يهدد مستقبل الثورة ويحيد بها عن مسارها الصحيح ويحول دون اكتمال نجاحها. واتفق المشاركون في اللقاء علي عقد لقاءات أخري مماثلة لصياغة المستقبل الفكري لمصر خلال المرحلة المقبلة وعرض نتائج تلك التوصيات علي مجلس الوزراء ودوائر صنع القرار لدخولها حيز التنفيذ. من جانبه، أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في نهاية اللقاء، عن فتح باب الأزهر للجميع لتكرار مثل تلك اللقاءات ومن ثم طرحها علي الشعب المصري لتفعيلها في مواكبة ثورته والوصل بها إلي بر الأمان. وأتفق الجميع مع شيخ الأزهر علي ضرورة تطبيق المحاكمات العادلة والسريعة وإصدار الأحكام الرادعة علي كل من يثبت تورطه في تلك الأحداث المؤسفة التي يدينها الجميع بوصفها جرائم إرهابية تهدف إلي تدمير مصر وإعاقة ثورتها.