جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع السفير السعودي بالقاهرة    أسعار النفط تهبط بعد تقرير ارتفاع مخزونات الخام والوقود في أميركا    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    رئيس الجمارك: وزير المالية يسعى لتخفيف الأعباء عن المستثمرين لتيسير حركة التجارة    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    ما هي مبادرة الرواد الرقميون وشروط الالتحاق بها؟    "الأونروا" تؤكد استعدادها لإدخال مساعدات لغزة وتحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    برشلونة يعود رسميا لملعب كامب نو في دوري أبطال أوروبا    ضبط 5.4 طن دجاج وشاورما غير صالحة في حملة تموينية بأجا بالدقهلية    أخبار الطقس في الإمارات.. ارتفاع نسب الرطوبة ورياح مثيرة للأتربة    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    وفد من المجلس العربي للاختصاصات الصحية يزور قصر العيني لاعتماد برنامج النساء والتوليد    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري أبطال أفريقيا.. والقنوات الناقلة    تنمية متكاملة للشباب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    زيلينسكي: الهجوم الروسي أدى لمقتل 9 أشخاص    بولندا تستأنف عملياتها في مطارين شرق البلاد    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    رحلة اكتشاف حكماء «ريش»    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    أسعار الفاكهة اليوم الاربعاء 19-11-2025 في قنا    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 100 فلسطيني شمالي الخليل    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمام الأكبر يفتح باب الحوار لصياغة خطاب ديني جديد
التيارات الفكرية والجماعات الإسلامية‏..‏ تحت راية الأزهر الشريف

لم يكن من المتوقع أن ينجرف النقاش بعد أيام قليلة من نجاح ثورة يناير إلي قضايا من قبيل هدم الأضرحة‏,‏ ودعاوي تغيير المنكر باليد, وحوادث الفتنة الطائفية, ليس فقط لأن ترتيب الأولويات يضع عشرات القضايا الأخري في مرتبة متقدمة, بل لأن من طرحوا تلك القضايا يشكلون وافدا جديدا علي الشارع السياسي. , وربما كان من الأفضل لهم تقديم أنفسهم عبر ملفات أخري أقل التباسا وأكثر توافقا مع عامة الناس!!
قدم الإعلام السلفيين للشارع المصري عبر أربعة أحداث, الأول: غزوة الصناديق, والثاني: قطع أذن مسيحي في محافظة قنا, والثالث: هدم الأضرحة, والرابع: جدل لم ينقطع حول الدولة المدنية ومرجعيتها الدينية وحوادث فتنة طائفية هددت بحرق الوطن!!
ومع أن الكثير من الوقائع التي نسبت لسلفيين, جري تبرئتهم منها, وتضاربت الروايات بشأنها, إلا أن كل ذلك لم يعف التيارات الدينية من المسئولية عن وضع نفسها في دائرة الاتهام, من خلال تصريحات وفتاوي وخطب دينية غير مدروسة, جلبت لهم هجوم الإعلام القاسي, وجعلت الرأي العام مهيأ لقبول تلك الاتهامات بحقهم, ووضعت الفكر الإسلامي وخطابه الدعوي والإعلامي بمنظريه ودعاته في مرمي سهام الجميع, وكشفت الأحداث عن تشتت أولويات الخطاب الديني وتضارب أجندة الكثير من الحركات الإسلامية وعدم حسمها, واتسم أداؤها بضبابية المواقف وتشتت الآراء, فمرة هي اقرب إلي الاعتدال والوسطية, ومرة أقرب إلي التشنج والعصبية أو غارق في المذهبية, وفي كل الأحوال جاء خطابها متلبسا تجاه مستقبل البلاد وحقوق المواطنة, ولا يتكئ علي ركائز ورؤي فقهية وعلمية محددة المعالم والهدف!!
وبعد أن اختلط الحابل بالنابل في ساحة الدعوة الإسلامية والفكرية, أطلق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, مبادرة أزهرية لجمع شتات التيارات الدينية والفكرية والحركات الإسلامية تحت لواء الأزهر الشريف سعيا نحو الخروج بخطاب فكري ودعوي موحد للجميع يعبر عن وسطية وسماحة الدين الإسلامي.
يسعي شيخ الأزهر, وكبار علمائه, نحو صياغة خطاب حضاري ملائم وعصري, يعالج القضايا برؤية علمية تستشف حاجات الواقع, وتمتلك مساحات واسعة من الإبداع لتلبية متطلبات المسلم المعاصر, وتتبني تطوير الوعي العام وتقريب المسافات بين الأديان والثقافات, وتعبر بالبلاد إلي بر الأمان.
وقاد الامام الأكبر بوادر المصالحة بين المؤسسة الدينية التقليدية وبين الإسلاميين والمبدعين والإعلاميين والمثقفين, بعد سنوات من الخصومة والخصام بين الأزهر وجميع التيارات الفكرية والدعوية في مصر. ترفع هؤلاء وهؤلاء عن الخلافات القديمة وتصفية الحسابات وأعلن الدكتور أحمد الطيب عن واقع جديد يتضامن فيه الفقيه مع المثقف والإعلامي والمبدع لإنتاج مادة فكرية وإعلامية صالحة للعرض وتؤسس لخطاب عصري ومؤثر يعالج قضايا الوطن ويؤهل مصر لعبور تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها, فكان لقاؤه مع رموز التيارات والحركات الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين, والجماعة الإسلامية, والسلفيين, والأقباط, والعلمانيين, ورموز الثقافة والفكر من مختلف المدارس الفكرية. وعلي الرغم من الجدل الإعلامي والمخاوف التي رافقت تلك الحوارات, فإن الأنظار معلقة علي نجاح الأزهر في حشد الجميع تحت راية الوسطية والاعتدال.
جمع الشتات
يري الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أن الوضع الراهن في مصر يتطلب تكاتف رموز القيادات الدينية والتيارات المختلفة للعمل معا بمنهجية واضحة ومعبرة عن المنهج الإسلامي الوسطي الذي يرفض العدوان علي أهل الكتاب, ويقول: المرحلة التي تمر بها مصر ينتابها الغموض في الكثير مما يطرح علي صعيد الفكر ودراسة الواقع وتصورات المستقبل, والأزهر الذي يؤمن بالتعددية والتنوع يحتضن كل فكر يؤازر الوطن وينحاز إليه, ويقدر الرموز الكبري لثقافة المجتمع المصري وتوجهاته ويرحب بها ويدعوها إلي الحوار والمساهمة بالأفكار والرؤي البناءة ليتكامل سياق جاد تحتاج إليه مصر الثورة في هذه المرحلة الانتقالية, ومن هنا كانت دعوة التيارات الإسلامية والفكرية علي مختلف مشاربها للحوار تحت مظلة الأزهر, وبدا لنا من خلال تلك اللقاءات المتعددة أن الجميع علي اتفاق حول القيم الكبري المشتركة الضرورية لإعادة بناء الوطن ونهضته وثقافته وتشكيلها, وكلها قيم تؤكد عليها الأديان السماوية, والحضارات الإنسانية الكبري البناءة وتؤكد ضرورة وجود كل التيارات والمذاهب علي اختلاف مشاربها, والأمة كلها تمر بمرحلة حرجة جدا تستلزم من الجميع التعاون, وأدعو الآن للتكامل بدلا من التآكل وتعاون جميع التيارات الإسلامية والفكرية ليلتقي الجميع علي الأصول التي تسع الجميع وألا ينادي بعضنا بعضا بالتركيز علي نقاط الخلاف والجزئيات, فالمجتمع الآن بحاجة إلي تكثيف جهود الدعاة والعلماء لتبصير الناس بحقوق المواطنة التي يوجبها الإسلام للمسلم والذمي, والتأكيد علي أن المسلمين لا يليق بهم الاعتداء علي قبطي في بلدنا, فالقرآن والسنة يؤكدان حق الذمي, ومن اجل هذه الأهداف كانت مبادرة الأزهر الشريف بالتعاون مع كل التيارات الدعوية, من أجل وضع خطاب إسلامي موحد للتصدي للفتاوي المتضاربة والمتشددة التي تثير البلبلة والخلافات في هذه المرحلة الحرجة, وأن يلتقي الجميع علي الأصول التي تسع كل التيارات الدعوية وتنحية الخلافات حول الفروع والجزئيات والقضايا الفرعية التي تؤدي إلي بروز تلك الخلافات, وقد طرحت خلال تلك الحوارات المتتالية أفكارا حيوية جادة تدور حول نقد الماضي القريب وأفكار تتجه نحو البحث عن وسائل تغيير العقل المصري وتحويله من وعي متخلف إلي وعي متقدم ونشر ثقافة الحوار والتسامح والعقلانية ونبذ الأفكارا الواردة من الخارج والتي تجهل هوية المجتمع المصري وتاريخه ومكوناته الراسخة فيه عبر التاريخ والتي بنت قيمه العليا, وأبواب الأزهر مفتوحة للجميع فهو بيت لكل المصريين, وبابه مفتوح علي مصراعيه لكل الرموز والتيارات الإسلامية, سعيا نحو وحدة الصف الإسلامي والتصدي بكل حسم لمحاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين و مواجهة المخاطر التي تريد نشرها الأيادي الخارجية, كما وجهنا الدعوة للجميع للمشاركة في مؤتمر مستقبل مصر إلي أين الذي سيعقده الأزهر خلال الفترة القادمة, والذي سيضم كل التيارات, دون استثناء أو إقصاء لأحد, حرصا من الأزهر علي فتح حوار من أجل مستقبل مصر, مع جميع التيارات الفكرية والإسلامية والسياسية, لصياغة خطاب فكري دعوي بعيد كل البعد عن التطرف, ويعتمد منهج الوسطية والاعتدال ويواجه حالة الانفلات الدعوي والفقهي التي تهدد وحدة الوطن, وتثير الخلاف والتناحر بين المسلمين والأقباط, بما يخدم قضايا الوحدة الوطنية ويؤسس لمستقبل البلاد.
مواجهة الخطاب المتشدد
وحول دوافع الأزهر لفتح هذا الحوار مع مختلف التيارات الإسلامية والفكرية يقول الدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان: الخطاب الديني المتشدد الذي ظهر بين الجانبين الإسلامي والمسيحي لسنوات وابتعد عن الوسطية وابتعد عن مفهوم الإيمان ومفهوم المواطنة وحب الله المرتبط بحب الوطن هو السبب في ظهور مشاكل صغيرة ظهرت وتركت دون حل جذري وصريح وتحليلي مما خلق تراكما لمشاكل كثيرة, وجاءت أحداث الفتنة الطائفية لتكشف تراكما كبيرا لسوء الفهم والاحتقان بين الجانبين من المسلمين والأقباط, مما دفع الأزهر للمبادرة بفتح حوار مع جميع التيارات الفكرية للمجتمع, انطلاقا من التراكم الحضاري المشترك بين أفراد الشعب المصري الذي يعتمد علي الوسطية.
وإذا كانت زيارة مرشد الإخوان, وما تبعها من زيارات مماثلة لقادة الجماعات الإسلامية إلي مشيخة الأزهر في سابقة هي الأولي من نوعها, قد أثارت المخاوف لدي الكثير من التيارات الفكرية المختلفة, فإن الدكتور محمود العزب يؤكد أن تلك المخاوف ليس لها ما يبررها, ويقول: القواسم المشتركة بين الأزهر وبين أي مصري ليست أقل من القواسم المشتركة بينه وبين الإخوان او أي تيار سياسي آخر, فالأزهر يمارس دوره بكل أمانة تجاه الوطن, ويعزز مكانته السامية وحضوره علي الساحة باستقلالية شديدة, وينأي بنفسه عن تقلبات السياسة اليومية ليتمكن من حراسة المثل العليا التي يمثلها والفضائل التي يريد أن يشيعها في حياة المصريين, فكانت زيارة مرشد جماعة الإخوان المسلمين لشيخ الأزهر في هذا الوقت الراهن وفي هذه الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد, وتبعتها زيارات مماثلة لوفد من الأقباط برئاسة المهندس نجيب ساويرس الذي حمل الإمام الأكبر أمانة لا يستطيع ان يتخلي عنها, ثم كان اللقاء الأخير مع كبار المفكرين والأدباء, وكل ذلك تم في إطار حوارات أولية لصياغة موقف فكري موحد يرتكز علي وسطية واعتدال الأزهر الشريف من خلال انفتاح واسع وواثق مع كل التيارات الفكرية لنشر خطاب إسلامي معتدل يمثله الأزهر في ظل استشعار الحاجة الي المرجعية الأزهرية مع تفاقم مشكلات الاندماج والتلاقي الفكري وبروز التشدد الإسلامي.
أما الدكتور عبد المعطي بيومي,عضو مجمع البحوث الإسلامية, والمشارك بحوارات الأزهر مع المفكرين والأدباء, فيري أن هذا الدور ليس بجديد علي الأزهر الذي كان حاضرا في المشهد السياسي المصري عبر تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام, ويقول: إذا كانت كل التيارات الإسلامية تقر بمرجعية الأزهر, فان تلك المبادرة لم تكن وقفا علي تحقيق هذا الهدف, فلا مكان للتشكيك في ذلك, وكما أدت مبادرات الأزهر عبر تاريخه دورها في خدمه الفكر الإسلامي فان تلك المبادرة بلا شك سيكتب لها النجاح.
خطاب الترغيب
وإذا كان الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أعلن خلال لقائه شيخ الأزهر إقرار جماعة الإخوان المسلمين بالأزهر كمرجعية دينية وحيدة للمسلمين, واعتبر ان لهم إماما واحدا فقط, وهو شيخ الأزهر, فان الدكتور عبد الرحمن البر أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين يري أن لقاء مرشد الإخوان مع شيخ الأزهر هو خطوة علي طريق التعاون في نقل فكرة وسطية الإسلام الصحيح إلي الناس, وهذا دور الأزهر الشريف, فهو المؤسسة الوسطية في مصر, والإخوان يمكن أن يكونوا جسما شعبيا يدعم هذا الفكر, والحركات الإسلامية تحتاج إلي التواصل والتعاون فيما بينها, خاصة أن الاختلاف الحاصل بين علماء الأزهر والحركات الإسلامية لا يمس الأصول, بل في بعض مسائل الفروع, ولهذا لا ينبغي أن يكون اختلافهم داعيا إلي تفسيق أو تبديع أو قطيعة, وأن يكون خطابنا تجميعيا توافقيا ظاهرا وباطنا, لا مجرد خطاب ظاهري, وأن يكون شاملا لكل مناحي الحياة ومجالاتها, وأن يكون الخطاب الإسلامي قادرا علي ترسيخ قيمة الشمول, ويتبني هموم الأمة, ويشعر به رجل الشارع بأن من يتحدث يملك حلا إسلاميا عمليا لا مجرد نظريات لا حياة فيها, وأن يكون قائما علي التخطيط والمؤسسة مشجعا علي العمل الجماعي.
أولويات الدعوة
من جانبه يقول الشيخ محمد حسان, الذي التقي بشيخ الأزهر ممثلا للدعوة السلفية, إن مبادرة الأزهر للم الشمل تحت رايته خطوة مهمة, تنبع من أن مصر الآن تمر بأزمة خطيرة ومرحلة حرجة تستوجب علي الجميع التنصل من الأنا والمسميات والرايات التي يعمل تحتها من أجل هذا البلد واستقراره, ولبحث سبل التوافق علي خطاب ديني موحد, لمواجهة التطورات التي تمر بها مصر حاليا, ولتحقيق الاستقرار والأمن, وللاتفاق علي برنامج عمل يؤسس لتفعيل دور الأئمة خلال تلك المرحلة, والتعاون والتكامل بين جميع التيارات الدينية, للالتقاء علي الأصول والبعد عن أي خلاف, ولتعزيز دور الأئمة والدعاة, لتبصير الناس بدينهم المعتدل وإعلاء المنهج الأزهري الوسطي, فالجميع يعمل لخدمة الوطن, خاصة ونحن نمر بأزمة خطيرة ومرحلة حرجة تستدعي تضافر جهود كل العلماء ورجال الدين, سواء الإسلامي أو المسيحي, للحفاظ علي أمن الوطن, فليس معقولا ألا يتحرك رجل دين بكل طاقته للحفاظ علي بلده, وجاء اللقاء مع الإمام الأكبر مثمرا, وهذا ما عهدناه عن فضيلته, وأنه لشرف أن يعمل الجميع تحت مظلة الأزهر العريقة ولا يستطيع أحد أن يرفض ذلك, وليس في صالح أحد أن يقلل من شأن الأزهر لأنه لا يصب في مصلحة الدعوة الإسلامية, والتيارات الدعوية المختلفة لا ترضي التقليل من شأنه أو المساس بمرجعيته وأنه لشرف لجميع التيارات أن يعملوا تحت مظلة الأزهر الشريف والعباءة التي يزيد عمرها علي1000 عام.
ودعا حسان كل العاملين للإسلام إلي أن يلتقوا تحت راية الأزهر علي ما يجمعهم من أصل القرآني, وأن يركز العلماء علي أصول الخلاف وأدبه, ولا حرج أن نختلف, فالتضاد في هذه المرحلة ما دام في الفروع, فلا حرج مادام الاختلاف في الفروع لا في أصل, لأن اختلاف الفروع سيظل إلي يوم القيامة, ونلتقي علي الأصول والقضايا الكبيرة, مطالبا العلماء بالتكامل بدلا من التآكل, والتناصح بدلا من التقاذف, فلن يستطيع أن يقوم فصيل إسلامي بمفرده بالقيام بنهضة هذه الدعوة, فهناك السياسة ومحترفوها, وهناك الشرعي ومحترفوه, فالمطلوب هو التكامل بين فصائل العمل الإسلامي, ولابد أن نمد جسور الثقة في مؤسساتنا, فالخير فيها إلي قيام الساعة, ولابد أن نثق في مؤسساتنا وعلي رأسها الأزهر الشريف, لنعيد البناء من جديد علي أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتي تدور عجلة التنمية من جديد وحتي ندفع الاقتصاد من جديد. وليكون الخطاب الدعوي مطمئنا للمسلمين والأقباط. ومن جانبه قال الدكتور ناجح ابراهيم, القيادي بالجماعة الإسلامية, ان الجماعة يشرفها العمل تحت راية الأزهر ليكون مرجعية للجميع, وهذا لا يعني إلغاء التيارات الإسلامية كما يعتقد البعض, فشيخ الأزهر لن ينزل للشارع, ولذلك اتفقنا علي تفعيل الآليات الخاصة بالخطاب العام في الشارع من خلال بيت العائلة المصرية من جانب والتيارات الإسلامية من جانب آخر, ولقاء شيخ الأزهر مع الجماعة الإسلامية جاء إقرارا منا بمرجعية الأزهر وترحيب الجميع بالعمل تحت رايته, فالأزهر كان ومازال هو المرجعية الدينية والعلمية لكل التيارات الإسلامية,وعلي الجميع أن يسير خلفه في هذه المرحلة بالغة الخطورة التي تمر بها مصر.
الجهاديون
ولم تكن مبادرة الأزهر للحوار مع المفكرين وقادة الجماعات الإسلامية وقفا علي ما سبق, فقد بادرت جماعة الجهاد بعرض المشاركة في هذا الحوار الفكري الذي يجري في رحاب الأزهر, ويقول الدكتور كمال حبيب أحد منظري جماعة الجهاد: هي خطوة مباركة, يستعيد بها الأزهر مكانته, بعد سنوات من توتر العلاقة بين الأزهر والحركات الإسلامية, والتي كانت الخاسر الوحيد في هذا الخصام الذي امتد لسنوات طويلة مع مركز الوسطية والاعتدال في العالم, كما ان تلك الخطوة تعيد للأزهر احترامه وقيمته ومكانته وتوحد الجميع تحت رايته, فالإسلاميون جاءوا غالبيتهم من روافد مدنية, ومن الممكن أن تحدث تلك المبادرة تلاقحا بين فكر العلماء الذين درسوا المذاهب الأربعة, وان يطبعوا الفكر الحركي بطابع الوسطية والاعتدال والعقلانية, ونحن جميعا مع هذا الحوار الذي يجب أن يسبقه الجميع بالإقرار بمرجعية الأزهر وإعادة الاعتبار إلي رموزه, وصولا إلي الفكر الإسلامي المشارك في صياغة مستقبل البلاد والذي لن يتم ولن يكتب له النجاح بعيدا عن مظلة الأزهر, كما أن تلك المبادرة من شأنها تطمين القوي السياسية المتخوفة, وتجعل من الأزهر جسرا للتلاقي بين جميع التيارات والمدارس الفكرية.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.