قالت مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة لرويترز إن الخرطوم ترفض إلى الآن إصدار تأشيرات لدبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين كبار يتطلعون إلى القيام بمهمة لتقصي الحقائق في إقليم دارفور الذي مزقته الحرب. وقالت المصادر إن رفض السودان منح تأشيرات لنواب سفراء القوى الغربية الثلاث التي تتمتع بحق الاعتراض "الفيتو" بالأممالمتحدة علامة أخرى على نهج الخرطوم التصادمي المتزايد تجاه الأممالمتحدة والغرب بخصوص بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور التي تريد الخرطوم إنهاء أعمالها. وأضافوا أن الدبلوماسيين أرادوا زيارة دارفور في يناير وأن بيتر ويلسون نائب السفير البريطاني كان يعتزم قيادة المهمة. وكانت بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور تتعرض للهجوم في ذلك الوقت بسبب أدائها السئ وحجب المعلومات عن العنف ضد المدنيين وقوات حفظ السلام في دارفور. والدبلوماسيان الكبيران الآخران اللذان كانا يتطلعان إلى الذهاب إلى السودان هما ديفيد برسمان من الولاياتالمتحدة والفرنسي ألكسي لاميك. وقال مصدر دبلوماسي تحدث شريطة عدم الكشف عن شخصيته "عدم السماح لسفراء من الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا بالذهاب إلى دارفور يظهر إلى أي مدى أصبحت حكومة السودان غير متعاونة. ويقول الدبلوماسيون إن المبعوثين الثلاثة يأملون أن تتم الزيارة بينما يتزايد العنف في دارفور وتطالب الخرطوم بانسحاب بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. ولم ترد بعثة السودان في الأممالمتحدة على طلبات للتعليق. وأكد دبلوماسي بريطاني أن ويلسون كان يعتزم أن يقود المهمة وقال إن بريطانيا كان لديها اهتمام قوي بتحسين بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وقياس أوضاع قوات حفظ السلام التي يبلغ قوامها 19 ألف جندي. وقال دبلوماسيون إن المفاوضات مع الأممالمتحدة حول استراتيجية لخروج البعثة المشتركة وإن الخرطوم تطالب بسحب 15 ألف جندي من أفراد قوة حفظ السلام بنهاية عام 2015. وترفض واشنطن ذلك الطلب. وقال ماكس جليشمان وهو متحدث باسم بعثة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة إنه لا يزال لبعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور دور مهم في حماية المدنيين. وتابع "نعارض بشدة أي محاولة لخفض البعثة أو إنهاء عملها سابق لآوانه.. رأينا في العام الماضي نزوحا في دارفور أكبر من أي نزوح في تاريخ الصراع الممتد لعشر سنوات." وأضاف أن الخرطوم مستمرة في عرقلة عمل بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور بشكل يومي.