مسجد النور بالعباسيةأحد أشهر مساجد القاهرة، بل يمكن القول إنه ليس مجرد مسجد فقط لإقامة الصلاة بل هو مركز إشعاع ومنارة ثقافية علمية. فهو يضم أنشطة ثقافية ودينية واجتماعية مختلفة، وقد شهد هذا المسجد خلافات ساخنة منذ اندلاع ثورة يناير، مازالت قائمة حتى الآن بين وزارة الأوقاف المشرفة على إدارة المسجد وملحقاته، وعدد من المحسوبين على التيار السلفي وبالتحديد جمعية الهداية الإسلامية صاحبة المسجد. فما هى قصة هذا الخلاف وماهو تاريخ المسجد؟. يعود تاريخ بناء مسجد النور إلى السبعينات فى عهد الرئيس الراحل السادات، حيث تم منح الأرض المقام عليها المسجد لجمعية الهداية الإسلامية التى يرأسها الشيخ حافظ سلامة وتم بناء المسجد على أن يكون تحت إشراف وزارة الأوقاف. إذا نظرنا للطراز المعمارى للمسجد سنجد أنه يختلف عن الطرز المعمارية لمساجد القاهرة كلها إذ يستلهم طراز مساجد جنوب شرق آسيا ويشبهه فى ذلك مسجد الشرطة. وملحقة بالمسجد ثلاث قاعات للمناسبات: قاعة رئيسية كبرى وقاعة رقم واحد واثنتان لإقامة حفلات عقد القران. وهى ليست حفلات بالمعنى المتعارف، بل تقتصر على مراسم عقد القران ويتم تأجير هذه القاعات مسبقا وتدر دخلا جيدا وهذا ما يدفع جمعية الهداية الإسلامية للمطالبة بتنفيذ حكم المحكمة لاسترداد المسجد وملحقاته والإيرادات التى تحققت للأوقاف منذ إشرافها على المسجد. يضم المسجد أيضا كما يقول حمدى الباشا ( مدير عام مركز إعداد الدعاة بالمسجد) والتابع للأوقاف : هناك 21 مركزا لإعداد الدعاة على مستوى الجمهورية وفى مسجد النور يوجد هذا المعهد الكبير على مستوى القاهرة الذى يعد الراغب من خريجى الجامعات الحاصلين على البكالوريوس أو الليسانس من غير الأزهريين ( لأنهم دارسون أصلا لعلوم الدين ) للدعوة بعد الالتحاق، حيث يدرس الدارس ما يتطلبه عمل الداعية من علوم الفقه ومقارنة الأديان والحديث والتفسير وتاريخ الأديان والعبادات وأركانها على أيدى علماء الأزهر دراسة مجانية لمدة عامين يحصل بعدها الدارس على شهادة تتيح له العمل فى الدعوة الإسلامية. بمسجد النور أيضا مكتبه عامرة تضم حوالى 20 ألف كتاب وهى مكتبه عامة فى العلوم كافة، يستفيد من مراجعها كل الدارسين وبذلك يكون لمسجد النور دور ثقافى وتنويرى مهم جدا وليس مكانا لإقامة الصلاه فقط، كما يوجد مركز لبيع الكتب الإسلامية بأسعار رمزية. هناك أيضا الإدارة العامة للبر والخيرات تقوم بتقديم المساعدات للمحتاجين من أموال الزكاة وتبرعات أهل الخير وكل ذلك يتم تحت إشراف وزارة الأوقاف. أما بخصوص الخلاف القائم حاليا فإن مسجد النور تقوم على إدارته وزارة الأوقاف لكن بعد الثورة قام الشيخ محمد حسان، بإلقاء خطبة الجمعة به بعد موافقة الأوقاف، وبعدها أعلن السلفيون تبعية المسجد للجمعية وفقا للحكم القضائى الصادر لهم ورد الشيخ أحمد التركى أمام المسجد بأن الحكم الصادر من محكمة ابتدائية عام 2001 يقضى باستلام جمعية الهداية الإسلامية ملحقات المسجد فقط وبقاء تبعية المسجد للأوقاف كما هو، منذ أن تسلمته الوزارة عام 1993 وأكملت إدارته. ورد الشيخ حافظ سلامة، رئيس الجمعية بأن الحكم القضائى الصادر نهائيا من المحكمة الإدارية العليا ولم يتمكن من تنفيذه حتى الآن وأن القاعات الملحقة بالمسجد تدر دخلا يوميا والجمعية أحق بهذه الأموال. آخر ما شهده المسجد من أحداث أول من أمس مظاهره أمامه قام بها مجموعة من السلفيين احتجاجا على ما تردد أن الرئيس السابق مبارك قد سبق وطلب دفنه بالمسجد.