نعى عدد من الأدباء والمثقفين، رحيل الروائي والقاص سليمان فياض، الذي توفى ظهر اليوم الخميس إثر أزمة صحية، ووصفوه بالخبر المؤسف، مؤكدين أن فياض واحد من الكتاب الذين أثروا المشروع الروائي العربي وتركوا بصمتهم فيه. قال الأديب بهاء طاهر: إن وفاة الكاتب سليمان فياض خسارة فادحة للأدب العربي مشيرًا إلى أنه كان أديبًا عظيمًا لم يأخذ حقه في الساحة الثقافية العربية. وأضاف طاهر ل"بوابة الأهرام" أن هناك قصورًا في تسليط الضوء على أدبه الرفيع من الجهات الإعلامية وهيئات الثقافة المسئولة عن النشر بوزارة الثقافة. وأشار إلى أن علي السلطات الثقافية المختصة المتمثلة في وزارة الثقافة أن تنشر أعماله الكاملة وتوفرها للجمهور بأسعار قليلة، وذلك ليأخذ حقه بعد وفاته. وقالت الروائية سلوى بكر: إن رحيل سليمان فياض خبر مؤسف جدًا، حيث كان واحدًا من أهم الكتاب اللى أثروا الحياة الثقافية وتركت بصمته في الرواية المصرية بعدد من الروايات الفارقة مثل رواية أصوات. وأضافت صاحبة "حلم السنين" أن أهم ما يميز أعمال سليمان فياض أن عينه كانت على الحياة وعلى الواقع، وأنه يعيد إنتاج بعض إشكاليات هذا الواقع من خلال المشهد القصصي، والروائي، منشئًا عوالم ساهمت بشكل كبير في التحريض على إعادة النظر فى إشكاليات هذا الواقع ومجمل قيمه. وولد محمد سليمان عبد المعطي فياض في قرية برهمتوش – مركز السنبلاوين الدقلهية في مصر عام 1929، وحصد العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1970 من المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية عن مجموعته القصصية الثانية: "وبعدنا الطوفان"، وجائزة الشاعر سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة عام 1994 فى حقل القصة، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2002. ومن جهته قال القاص سعيد الكفراوي: إن سليمان فياض أحد المجددين في الأدب العربي على مستوي السرد واللغة والفكر، ففياض أحد المعابر المهمة التى عبر عليها للحداثة جيل الستينيات، وصاحب مجموعات القصص التى اكتشفت طبيعة وأحلام وأحزان المصريين، وقدمها في مجموعات "وفاة عامل مطبعة"، "الشرنقة"، "يوم الجمعة"، ثم روايته المهمة "أصوات " كما أن سليمان فياض من قدم العشرات من كتب التراث للفتيان عن شخصيات إسلامية تركت في التاريخ أثرًا وصدرت تلك الكتب عن الأهرام. وأضاف الكفراوي، أن سليمان فياض هو أحد المؤسسين منذ الخمسينيات مع أبو المعاطى أبو النجا وعبد المحسن بدر والروائي الأردنى غالب هلسا، الذين بدأوا طريق التجديد في كتابة القصة والرواية، وخرج من أعطافهم أغلب كتاب الستينيات. واعتبر الكفراوي سليمان فياض من أساتذته وقال: "هو الذي نبهنى لتراث القرية المصرية، وما فيه من معنى الأسطورة،ومعنى الحياة والموت، وحول الذاكرة القديمة، والحفاظ عليها". وأضاف: أمضيت أغلب عمري مع سليمان فياض أنتقل معه من نادى القصة إلى نادى الأدباء إلى مقهى ريش إلى مقهى البستان، فيما يمثل هو كل القيم التى كنا نسعي لتحقيقها قيم العدل وقيم الحرية، وبذل الجهد للتعبير عن الجماعات المغمورة على ضفاف المدن وعلى شواطئ الأنهار في القرى المصرية. وتعد رواية "أصوات" من أبرز أعمال سليمان فياض الأدبية، وله أيضًا أحزان حزيران ( قصص قصيرة)، العيون (قصص قصيرة)، زمن الصمت والضباب (قصص قصيرة)، وفاة عامل مطبعة (قصص قصيرة)، وتُرجمت أعماله لعدة لغات، منها الإنجليزية والفرنسية واللغة الألمانية . ومن جهته قال الناقد صلاح فضل: إن سليمان فياض واحد من كبار الروائيين المصريين من الجيل التالي لنجيب محفوظ مباشرة، جمع بين الكتابة الاجتماعية والنفسية الدقيقة ذات الطابع السردي المتميز والأعمال القصصية التى حكى فيها تجربة جيله وتجربته الشخصية باعتباره أزهريًا تربي في ثقافة كلاسيكية. وأضاف أن فياض خاض مرحلة الفكر التحديث بيقظة، ومارس في ذلك كتابة السير التاريخية الكبري وإبراز الشخصيات التى كانت لها بصمة كبيرة في الثقافة الإسلامية، فضلا عن الكتابة للأطفال اتسمت كتابته بالوعي العميق واللغة الصافية والقدرة على تجسيد القيم الحقيقية للمجتمع المصري. ويرى الكاتب والقاص أحمد الخميسي أن أعمال سليمان فياض القصصية أثرت بشكل كبير في جيل الستينيات، خاصة مجموعته "عطشان يا صبايا" كان يمثل حالة خاصة من حيث اهتماماته باللغة العربية، وكان له معجم الأفعال العربية المعاصرة، وكان ممثلاً لحلقة الوصل الوحيدة بين جيل طه حسين والأجيال اللاحقة له. وقال الناشر محمد هاشم: إن سليمان فياض كان أحد أهم أسباب صمود دار ميريت فى بدايتها، موضحًا أن "فياض" نشر كتابه "الوجه الآخر للخلافة الإسلامية" كباكورة الكتب التى صدرت عن دار ميريت. وأضاف هاشم: رغم أن الدار كانت قد أصدرت عدة كتب قبل كتابه، إلا أن فياض بنشره لدينا شكل دعمًا كبيرًا للدار، لافتًا إلى أن الدكتورالسيد يسين أصدر بالتوازى معه كتاب "العولمة والطريق الثالث". وقال صاحب دار "ميريت"، لم يكن فياض كاتب قصة وروائيًا فحسب، بل كان أحد رجال الأزهر الشريف المتقدمين أصحاب الرؤية التنورية، فقد تصدى للشيخ الغزالى ومحمد أبو زهرة لرفضهم إجازة رواية "أولاد حارتنا" للأديب الكبير نجيب محفوظ. وتابع: لا يمكن أن ننسى دوره الإنسانى فى تشجيع الكتابة الشابة، فهو أحد رموزنا الكبيرة التى لن ننساها. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :