أبرزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء تطورات الأحداث في سوريا والمواجهات بين المتظاهرين والنظام الحاكم ، مشيرة إلى أنها تأتى ضمن تغييرات جذرية تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتوقعت أن يؤدى سقوط النظام فى دمشق إلى توجيه صفعة قوية لحلفاء سوريا فى المنطقة، وأن تنخرط مصر بشكل أكبر فى محيطها العربى، وأن يتعافى العراق ليصبح قوة عربية وإن كان على نحو بطىء فى حين سيقوى فى ذات الوقت موقف تركيا بالمنطقة. أشارت صحيفة "الجارديان" إلى أنه فور سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سيتضح من هم حلفاء سوريا ومن هم اعداؤها، لافتة إلى أن النظام السوري الذي لعب دورًا محوريًا في قوى الشرق الاوسط لفترة طويلة قرر أن يحارب ألان بكامل قوته موجات المد والجذر -الاحتجاجات الشعبية- متوهما بذلك أنه باستطاعته قمعها. قالت الصحيفة البريطانية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت أنه بالرغم من أن الاحتجاجات الشعبية، أطاحت بالنظام الحاكم في مصر وتونس وتهدد في الوقت الحالي الأنظمة في ليبيا واليمن والبحرين، إلا أن النظام السوري مازل يصارع من أجل البقاء في السلطة، وذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات في العديد من المدن السورية التي تشتد حدتها يوما بعد الآخر. وقالت "الجارديان" إنه في حالة فشل الاسد في التشبث بالمنصب الرئاسي وسقوط النظام السوري في ظل الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة التي تطالب باسقاط النظام، فان فور سقوطه سيكون التأثير الجيوسياسي على حلفاء سوريا كبير للغاية ومن بينهم ايران والحركة اللبنانية الشيعية حزب الله وحكومة حماس في غزة ، ومن ثم سيقعون تحت ضغوط كبيرة بعد ان كانوا يتمتعون بحماية ودعم كبير في ظل النظام السوري ، وسيعتبر سقوط النظام السوري الذي كان بمثابة الداعم الرئيسي لهم ، خسارة كبيرة وضربة موجعة لهم. وأكدت الصحيفة البريطانية رضا إسرائيل بشكل كبير، إزاء التوترات والاحتجاجات التي تشهدها سوريا الآن ، فلطالما عانت اسرائيل من تحالف إيران وسوريا وحزب الله وحماس والتي كانت تعتبرهم إسرائيل التحدي الأكبر لها في المنطقة، غير أنها تخشى الأن في نفس الوقت من سقوط نظام بشار الاسد وتولي نظام اسلامي حكم البلاد، والذي سيكون بمثابة التهديد الأكبر لأمن ومصالح اسرائيل في المنطقة. وقالت صحيفة الجارديان إن من بين التغيرات في المنطقة ايضا تعافي العراق البطيء كقوة عربية كبرى من الدمار الذي ألحقه بها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق وجورج بوش الرئيس الامريكي السابق والمحافظون الجدد في الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى انه بالرغم من خوض العراق وايران لحرب ضروس في الثمانينيات من القرن الماضي إلا انه من الممكن ان يتقاربا تحت قيادة شيعية، ويشكلا معا كتلة قوية لا يستهان بها. وأكدت ان تركيا ستظل تعمل على توثيق علاقتها بسوريا مهما كان النظام الحاكم فيها نظرا لأن سوريا محور رئيسي في السياسة العربية لتحقيق الطموح التركي، وقد تحل تركيا في الحقيقة محل ايران كالحليف الرئيسي لسوريا. واوضحت الصحيفة أن الأزمة الراهنة في سوريا الأن لن تقلص النفوذ السورى في لبنان، فالنظام السوري أايا كان لن يتحمل وجود حكومة مناوئة له في لبنان، لأن أمنه خاصة فيما يتعلق باسرائيل مرتبط بامن جاره اللبناني. وقالت الصحيفة إن موجة الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي قد دفعت بالنزاع العربي الاسرائيلي الى الصف الثاني من الاهتمامات، إلا أن ذلك قد يكون مؤقتا، وحتى يتم حل هذا النزاع فإن المنطقة لن تشهد استقرارًا او سلامًا فعليًا.