في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 30 يونيو، تستعد الأحزاب والقوى السياسية للمشاركة فى مارثوان انتخابات مجلس النواب القادم، لاختيار مرشحيهم قبل نهاية العام الجارى، وسط انخفاض نسبة مشاركة الإسلاميين، مقابل زيادة ملحوظة في عدد القوى المدنية من خلال تشكيل تحالفات سياسية تضمن لها أكبر نسبة من مقاعد البرلمان. ففى انتخابات مجلس الشعب عام 2012 خاضت 6 أحزاب ممن يمثلون التيار الاسلامى الانتخابات، حيث حصل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين على 46% من مقاعد البرلمان، فيما حصل حزب النور على 25% من المقاعد، بينما حصلت القوى المدنية على ما يقرب من 29% من مقاعد البرلمان. إلا أن المحكمة الدستورية العليا قضت بعدم دستورية المجلس، بدعوى أن المادة 38 من الإعلان الدستورى الصادر فى 30 من مارس سنة 2011 المعدل بالإعلان الدستورى الصادر فى 25 سبتمبر سنة 2011 تنص على أن ينظم القانون حق الترشيح لمجلسى الشعب والشورى وفقا لنظام انتخابى يجمع بين القوائم الحزبية المغلقة والنظام الفردى بنسبة الثلثين للأولى والثلث الباقى للثانى . وبعد ثورة 30 يونيو انخفضت شعبية أحزاب التيار الاسلامى، حيث لم يبق على المشهد سوى حزب النور، الذى تأثر سلبيا بعد الثورة نتيجة انشقاقات حدثت داخل الكيان أدت إلى هروب عدد كبير من الشباب إلى كيانات إسلامية أخرى، وفضل بعضهم اعتزال السياسة. قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الاسلاميين سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة على بعض قوائم الأحزاب التى تتمتع بالوجهة المدنية، وإنه يجرى حاليا تفاهمات مع عدد من قيادات ورؤساء الأحزاب للترشح تحت مظلتهم بشكل أو بآخر. وأوضحت الشيخ، ل"بوابة الأهرام"، أن غالبية مقاعد البرلمان المقبل فردى، وليس شرطا أن يخوض الإسلاميون الانتخابات تحت مسمى حزب، ولكنهم سيتنافسون على المقاعد الفردية، بدون أى شعارات توحى بانتمائهم لجماعة الإخوان أو غيرها من التيارات الإسلامية الأخرى، لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد، خاصة فى ظل وجود دعم مادى كبير من القوى الخارجية، بحسب قولها. اعتبرت أن انخفاض نسبة مشاركة الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ما هو إلا تغيير "تكتيك" يتوافق مع المزاج العام للجماهير، والموقف العام المعارض للتيار الإسلامى، والذى انعكس بوضوح فى ثورة 30 يونيو. من جانبه قال الدكتور حازم حسنى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: "لانستبعد أن تخوض ما سماه ب"قيادات الصف الثالث والرابع والخامس" الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة فى ظل تأييد ودعم التنظيم الدولى للإخوان لهم بقوته المالية، وعدم غيابهم عن المشهد السياسى . أضاف أن المتصدر للمشهد رسميا من التيارات الإسلامية هو حزب النور، لكن فعليا لا نستطيع أن نحدد، ولكن بعد فتح باب الترشح لللانتخابات ستتضح الرؤية بشكل عام وستظهر الوجوه على الساحة.