أعلن الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان بدء تنفيذ خطة العمل للوقاية والرعاية والعلاج من الفيروسات الكبدية ، مشيرًا إلى أن التهاب الكبد الوبائي الناتج عن الإصابة بفيروس " سي " و " بي " يتسبب في وفاة عشرات الآلاف من المصريين سنوياً..جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى اليوم عقده الوزير بحضور اللجنة القومية للفيروسات الكبدية. وأعلن وزير الصحة أن العلاج الجديد للمصابين بفيروس سي والذي تم اكتشافه مؤخراً وبدء العلاج به في مصر اعتباراً من اليوم يمثل ثورة في عالم الطب في العالم كله ، وقد سعت الحكومة لتوفيره للمصريين المصابين بفيروس " سي " ويبدأ اليوم علاج أول حالة بهذا الدواء الجديد، والذي تصل نسبة نجاحه إلى أكثر من 920% مقارنة بنسبة النجاح التي كانت حوالي 50% للأدوية السابقة. وأضاف عدوي أن هذا الدواء الجديد يعطي المصابين بهذا الفيروس اللعين أملاً حقيقيًا في الشفاء، بعد أن كان ينهش صحتهم بل وحياتهم نفسها طوال العقود الماضية ، كما أن لهذا الدواء أثار جانبية قليلة جداً وبسيطة بالمقارنة بالأدوية السابقة ، وسوف تقوم وزارة الصحة بتوفيره مجاناً للمصابين بالمرض اعتباراً من اليوم 16 أكتوبر من خلال 26 مركزاً للكبد في جميع أنحاء الجمهورية. ومنذ أن تم الإعلان عن فتح باب التسجيل للحصول على الدواء الجديد قام أكثر من نصف مليون مريض بتسجيل بياناتهم من خلال الموقع الذي تم الإعلان عنه ، ويتم حالياً القيام باختبار ومراجعة البيانات الصحية للمتقدمين لتحديد المرضى ذوي الحالات المتأخرة والذين يستحقون البدء في تلقي العلاج على وجه السرعة ، علماً بأن مصر قد تسلمت بالفعل 50000 جرعة من الدواء وتستعد لاستقبال 100000 أخرى في فبراير القادم. وأضاف وزير الصحة في المؤتمر الصحفي بالقاهرة أن العلاج الجديد يقدم أملاً حقيقيًا للمصابين بفيروس سي ، ولكن سيادته أشار إلى أن العلاج الجديد هو جزء واحد من الخطة القومية التي تبنتها الوزارة والتي أعلن السيد الوزير عن تدشينها رسمياً اليوم ، فهذه الخطة تشمل أيضاً العمل على الوقاية من الإصابة سواء لغير المصابين حاليًا أو لمن يتم علاجهم حتى لا تعاودهم الإصابة مرة أخرى ، وقال سيادته " لا بد ن العمل بجدية لمنع الإصابة " فمن المعلوم أن عد المصابين الجدد سنوياً بفيروس سي في مصر يبلغ حوالي 150 ألف من بينهم أطفال تتدهور حالتهم الصحية بشكل كبير قبل أن يبلغوا سن المراهقة. وأشار إلى أن الوزارة تقدم للمصابين وأسرهم خدمات الاستشارة الصحية المجانية وذلك لنشر الوعي بأساليب الوقاية وتجنب حالات العدوى بين أفراد الأسرة. وبالإضافة إلى ذلك فقد أشار إلى أن البرنامج القومي للعلاج والوقاية من الفيروسات الكبدية يخطط لتطعيم جميع الأطفال فور الولادة ضد فيروس الكبد الوبائي " بي " ، وقد كان يتم إعطاء هذا التطعيم في مصر ضمن التطعيمات الدورية للأطفال منذ عام 1992 ، ولكن منظمة الصحة العالمية قد أصدرت مؤخراً توجيهات بضرورة إعطاء هذا التطعيم في خلال 24 ساعة من الولادة ، وسوف تبدأ مصر في تطبيق ذلك فوراً وللأسف فإنه حتى الآن لم يتم اكتشاف تطعيم ضد فيروس سي. كما أشار دكتور دوس أيضاً إلى أن الخطة القومية الجديدة التي قام بتدشينها اليوم تؤكد على اجراءات محددة للوقاية بضمان سلامة عملية الحقن ، وذلك باستخدام الإبرة لمرة واحدة فقط. ومن الجدير بالذكر أن متوسط عدد الحقن التي يأخذها الشخص في مصر يبلغ 4.2 بينما يبلغ المتوسط العالمي 1.5 فقط مما يشير إلى ضرورة عدم المبالغة في تناول الحقن إذا كان هناك بديل آخر مثل تناول دواء بديل عن طريق الفم وبالإشارة إلى أن عدد مرات الحقن غير الآمنة في مصر يقدر بحوالي 20مليون حقنة سنوية فإن مصر سوف تبدأ في نهاية هذا العام في برنامج الحقن الآمن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومن الأهمية بمكان وجود وتنفيذ الإجراءات والقواعد اللازمة وللوقاية وإلزام العاملين بالحقل الصحي بالتنفيذ الحرفي لها كما تركز الخطة أيضاً على تحسين عوامل الأمان للدم من خلال قواعد صارمة تفرض على جميع بنوك الدم الالتزام بمعايير الأمان لمنظمة الصحة العالمية وتنظيم عملية نقل للدم للتأكد من الالتزام بالإجراءات الضرورية لمنع العدوى. بالإضافة إلى ما سبق ، أشار وزير الصحة إلى أن الخطة القومية التى أعلنها تؤكد على ضرورة توعية المواطنين والعمل على تزويدهم بالمعلومات الضرورية للوقاية من الإصابة بالفيروسات الكبدية. وجدير بالذكر أن وسائل الإعلام لها الدور الأكبر والمهم في هذا الشأن وسوف تقدم الوزارة والمشروع القومي كل التسهيلات والمعلومات المطلوبة لوسائل الإعلام للقيام بهذا الدور الوطني الهام في القضاء على العدو اللدود الذى ظل ينهش في لحم الشعب المصري لعقود طويلة.