أكدت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير بثته مساء اليوم الأربعاء على موقعها الإلكترونى أن عملية إنقاذ الضابطين الأمريكيين اللذين تحطمت طائرتهما المقاتلة فى ليبيا تثير الآن لغطا وسط تفاصيل غائمة وتحقيقات لم تشف بعد التساؤلات حول هذه العملية. وقالت الصحيفة إن القوات الأمريكية ألقت قنبلتين زنة كل منهما 500 رطل أثناء عملية استعادة هذين الضابطين اللذين تحطمت طائرتهما بالقرب من مدينة بنغازى فيما أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العملية قد تضمنت إطلاق نار على مزارعين ليبيين. وأضافت أن سقوط وتحطم هذه الطائرة أمر يعيد للأذهان حالة عدم اليقين التى تقترن بالحملة الجوية الأمريكية وهى حملة من المفترض أنها صممت لأهداف متعددة من بينها إبعاد القوات الأمريكية عن التورط فى عمليات برية على الأرض فى ليبيا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد أكدت أن الطائرة المقاتلة من طراز اف-15 تحطمت جراء خلل فنى وليس بنيران القوات الليبية، فيما أوضح متحدث عسكرى أمريكى أنه تم قصف حطام الطائرة خلال الليل "لمنع وصول المواد التي بها الى الجهة الخطأ". وذكر البنتاجون أن طائرات التحالف الدولي نفذت منذ بدء العمليات العسكرية السبت الماضي وحتى أمس الثلاثاء 336 طلعة جوية بينها 108 ضربات جوية، وكانت حصة الولاياتالمتحدة من هذه الطلعات 212 طلعة. وأوضح البنتاجون أن القوات الأمريكية تشارك في العمليات العسكرية في ليبيا بمقاتلات "إف 15" و "إف 16" وطائرات "هارييرز" المتخصصة في التشويش على أنظمة اتصال العدو، إضافة إلى طائرات للتزود بالوقود في الجو. وبموازاة الطائرات، أطلقت مدمرتان وثلاث غواصات، جميعها أمريكية، إضافة إلى غواصة بريطانية، ما مجموعه 162 صاروخا عابرا من طراز "توماهوك" بين مساء السبت ومساء الثلاثاء الماضيين على ليبيا، بينها 112 صاروخا السبت في مستهل التدخل العسكري في ليبيا والدول المشاركة في العمليات الجوية في ليبيا حتى اليوم هي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وإسبانيا وبلجيكا والدنمارك. وأفادت تقارير سابقة أن مقاتلات من طراز (هارير) أسقطت قنبلتين على المدرعات الليبية التى كانت تمثل خطرا على حياة وسلامة الطيار الذى قفز من المقاتلة التى تحطمت إثر تعرضها لإطلاق نار. وفيما نفى مسئولون أمريكيون ما تردد عن قيام أطقم الإنقاذ المعنية بإنقاذ الطيار بإطلاق النار، أشارت تقارير إعلامية إلى أن قوات من (المارينز) قامت بإطلاق النار بغزارة فى سعيها لإنقاذ قائد الطائرة مما أدى إلى سقوط مصابين من المدنيين الليبيين. وكانت هذه التقارير أشارت إلى أن ستة قرويين أصيبوا جراء إطلاق نار من مروحيتين أمريكيتين كانتا تشاركان فى عملية إنقاذ الطيار، غير أن الجيش الأمريكى أصر على أن هذا الإدعاء ليس له أى أساس من الصحة. وقال مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية إن الطيار ومساعده "ضابط الأسلحة" الأمريكيين، اللذين كانا على متن الطائرة الأمريكية "إف-15" التى تحطمت بسبب عطل ميكانيكى فى ليبيا، أصبحا الآن خارج ليبيا وبين أياد أمريكية، وأن الثوار الليبيين كانوا قد استعادوا ضابط الأسلحة وأولوه العناية اللازمة حتى تتمكن قوات التحالف من نقله.