أفاد شهود عيان أن انفجارين على الاقل سمعا في العاصمة الليبية طرابلس قبيل فجر الاربعاء. ونقلت وكالة رويترز عن الشهود قولهم إن الانفجارين لم يترافقا مع أي اصوات لاطلاق المضادات الارضية. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي اعلن في اول ظهور علني في موقع بطرابلس تعرض الاحد لقصف الائتلاف الدولي الصاروخي أنه صامد ومستعد للمعركة وسينتصر في النهاية. ودعا القذافي عند ظهوره المقتضب في مقر اقامته بباب العزيزية "الجيوش الاسلامية كلها" لان تحارب معه. ولم يتواصل خطاب القذافي الذي نقله التلفزيون الليبي الرسمي سوى ثلاث دقائق قال فيها مخاطبا حشدا ظهر أمامه قائلا " "انا لا اخاف العواصف التي تجتاح المدى ولا من الطيايير التي ترمي دمارا اسود". وقال القذافي انه مستعد للمعركة سواء "كانت قصيرة او طويلة"، مؤكدا "سننتصر". وظل يكرر " انا هنا في بيتي في خيمتي، انا صاحب الحق اليقين انا صامد، انا هنا". من ناحية أخرى أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي باراك اوباما ناقش "التقدم الكبير" في ليبيا مع نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني. واعلن اوباما انه واثق ان الولاياتالمتحدة ستكون قادرة على تسليم ادراة العملية العسكرية في ليبيا الى تحالف دولي، بيد انه لم يضف اي تفاصيل دقيقة في هذا الشأن. وكان ثمة عدم توافق وبعض الالتباس في هذه القضية، وبشكل خاص بشأن دور حلف شمالي الاطلسي (الناتو). بيد ان مراسل بي بي سي يقول إنه يبدو إن اتفاقا تم التوصل إليه بشأن من يتولى تنسيق العملية، على الرغم من الدور الدقيق لحلف شمال الاطلسي فيها ما زال غير واضح. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن العملية العسكرية الجارية لا تزال في مراحلها الاولى. وقال مخاطبا مؤتمرا عن افريقيا عقد في لندن إنه من المستحيل وضع اطار زمني محدد للعمل وانه سيستمر ما دامت هناك ضرورة لاستمراره. واضاف ان الاحداث الاخيرة في شمال افريقيا والشرق الاوسط قد فاقت الازمة المالية عام 2008 وهجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولاياتالمتحدة عام 2001، بوصفها من أهم التطورات في مطلع القرن الواحد والعشرين. واوضح أن من المرجح أن تجلب الاحداث الجارية التغيير لكل البلدان في العالم العربي. بدورها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في تصريح لمحطة "أي بي سي نيوز" ان بعض المقربين من الزعيم الليبي قد اتصلوا بحلفاء لهم في محاولة للبحث عن مخرج من الازمة.
واضافت انها تلقت معلومات دون ان تعلن مصدرها عن مقتل احد أبناء العقيد القذافي في ضربة جوية شنتها قوات التحالف. بيد أنها اوضحت انه مع ذلك ترى ان "الادلة ليست كافية" لتأكيد الوفاة. وكانت وزارة الدفاع الامريكية اعلنت الثلاثاء ان طائرات التحالف الدولي الذي يقوم بعمليات عسكرية في ليبيا ضد قوات العقيد معمر القذافي قد نفذت منذ بدء العمليات السبت ما مجموعه 336 طلعة جوية بينها 108 ضربات جوية. وقال قائد العمليات الامريكية في ليبيا الأميرال صموئيل لوكلير ان طائرات التحالف الدولي التي تفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا أضعفت قوة العقيد القذافي الجوية. واضاف ان فلول القوات الجوية الليبية لن يكون لها تأثير على طلعات التحالف الجوية مشيرا إلى أن قوات القذافي منعت من الوصول إلى مدينة بنغازي معقل المعارضين لكنها لم تنسحب من مدن مصراته والزاوية واجدابيا وتواصل مهاجمة المدنيين في انتهاك لقرار الاممالمتحدة. من جانبه أعلن متحدث باسم القيادة العسكرية الامريكية في أفريقيا يوم الثلاثاء ان قوات التحالف أطلقت 20 صاروخ توماهوك على أهداف للدفاع الجوي وغيرها ليلة الاثنين. وأضاف المتحدث أن الصواريخ أطلقت من سفن وغواصات أمريكية وبريطانية. وتواصل القتال بين القوات الموالية للعقيد القذافي والمنتفضين المعارضين له يوم الثلاثاء على الرغم من اعلان الحكومة وقف اطلاق النار. وقال طبيب في مدينة مصراته - آخر المدن التي ما زالت بيد المعارضة غرب ليبيا- لبي بي سي ان سكان المدينة عانوا من ليلة أخرى من قصف القوات الحكومية، اسفرت عن مقتل 22 شخصا وجرح مائة. في زينتان قرب الحدود التونسية قال احد السكان لرويترز إن 10 اشخاص على الأقل قد قتلوا بقصف قوات القذافي. وفي يفرن الواقعة على مبعدة 130 كيلومترا جنوب غرب طرابلس قال السكان ان 9 اشخاص على الاقل قد قتلوا في الاشتباكات. وواصلت قوات القذافي ايقاف تقدم المعارضين في الجبهة الشرقية قرب اجدابيا. ويصعب التحقق بشكل مستقل من التقارير التي تواردت عن القتال والضربات التي تمت ليلا. ويقول أيان بانيل موفد بي بي سي في شرق ليبيا إن الثوار هناك لديهم ستراتيجيات متباينة، فالبعض يطالب بالتقدم غربا وبالطبع حتى طرابلس، بينما يريد الاخرون الاكتفاء بالسيطرة على اجدابيا وتعزيز سيطرتهم على الشرق آملين ان الليبين في المدن الاخرى سينهضون ويحررون انفسهم. من جهة اخرى، افادت وكالة فرانس برس انه تم فجر الاربعاء الافراج عن ثلاثة صحافيين غربيين بينهم اثنان من العاملين فيها ومصور اميركي كان الجيش الليبي اوقفهم السبت بالقرب من اجدابيا بشرق ليبيا. ووصل هؤلاء الصحافيون وهم البريطاني دايف كلارك وروبرتو شميت الذي يحمل الجنسيتين الكولومبية والالمانية، فضلا عن مصور وكالة غيتي الاميركي جو ريدل، الى فندق ريكسوس بوسط العاصمة الليبية. يقول الجيش الامريكي ان خللا فنيا يبدو انه كان وراء سقوط المقاتلة من جهة اخرى اعلن الجيش الامريكي عن انقاذ طيارين أمريكيين تحطمت طائرتهما خلال عمليات قوات التحالف فوق ليبيا. وكان الطياران قد قذفا بنفسيهما قبيل تحطم طائرتهما المقاتلة من طراز F15 "ايغل". وقال الجيش الامريكي: يبدو ان عطلا ميكانيكيا كان وراء سقوط الطائرة قرب مدينة بنغازي معقل المعارضين للقذافي. وافاد بعض التقارير انه تم اطلاق نار على ستة قرويين اثناء عملية الانقاذ. وقد سقطت هذه الطائرة في الليلة الثالثة لهجمات قوات التحالف على القوات الموالية للعقيد القذافي من اجل تطبيق قرار مجلس الامن الدولي القاضي بحماية المدنيين الليبين. وتجدد لاحقا في يوم الثلاثاء سماع اصوات انفجارات واطلاق نار مضادات الطائرات في العاصمة الليبية طرابلس. ولم يحدد الجيش الامريكي موقع سقوط الطائرة F15 بدقة، لكنه قال إن طاقمها لم يصب الا بجراح طفيفة بعد ان قذفا بنفسيهما منها. توجهنا الى اجدابيا، المدينة الواقعة غربي بنغازي التي شهدت قتالا عنيفا في الايام الماضية. كان الطريق مليئا بحطام ومخلفات جيش القذافي المدمرة. كنا قد اطلعنا على تقارير تقول إن مقاتلي المعارضة قد دحروا قوات القذافي، ولكننا سمعنا فجأة صوت قذيفة دبابة اطلقتها القوات الحكومية جنب سيارتنا صوب المعارضين. وقد اثارت هذه القذيفة ذعر المعارضين الذين ما لبثوا ان ولوا الادبار. قتل جراء هذه المناوشة عدد من الاشخاص واصيب عدد آخر بجروح. وبالرغم من اعلان الحكومة التزامها بوقف لاطلاق النار، ما زالت قوات القذافي تهاجم المعارضين في الشرق وتحاول الاحتفاظ بالاراضي التي استولت عليها. ومع ذلك، يصر اهالي بنغازي على الاحتفال، معتقدين ان ميزان القوى قد مال لصالحهم. تتلخص استراتيجية المعارضة في التقدم غربا، ولكن تنفيذها لم يكن موفقا. فبدون دعم جوي قوي، سيكون من الصعب تصور تحقيق هذا الجيش المهلهل هدفه في الاطاحة بالقذافي. وقال البنتاغون ان الطائرة كانت متمركزة في بريطانيا وكانت تعمل انطلاقا من افيانو في ايطاليا في مهمة عسكرية تستهدف موقعا لبطاريات صواريخ القذافي. وقد وصف أحد شهود العيان الذين كانوا بقرب موقع هبوط الطيارين لصحيفة ديلي تلغراف مارآه قائلا: إن احد الطيارين لوح بيديه قائلا "اوكي.. اوكي" بيد أن السكان الليبين الذين كانوا قرب موقع هبوطه شكروه بسرعة على مساهمته في الضربات الجوية (ضد قوات القذافي). وقال يونس عمراني للتلغراف :"لقد حضنته وقلت له لاتخف .. نحن اصدقاؤك". وقالت مراسلة للقناة الرابعة البريطانية إن ستة قرويين قد جرحوا باطلاق نار عندما حاولت مروحية امريكية انقاذ الطاقم. واضافت أن احدهم توقع أن يفقد ابنه الشاب ساقه بسبب جرح رصاصة اصابته، الا ان السكان المحلين لم يظهروا الاستياء من حادث اطلاق النار. وقالت متحدثة باسم قيادة الجيش الامريكي في افريقيا "انهم يقومون بالتحقق من الوقائع". ووقع حادث تحطم الطائرة عقب استئناف الضربات الجوية لقوات التحالف ليل الاثنين. وافاد التلفزيون الليبي الرسمي ان طرابلس كانت "تحت قصف العدو الصليبي الجوي" وان عددا من المواقع قد تعرض للهجوم. وقال السلطات الليبية إن قاعدة بحرية في بوستة حوالي 10 كلم شرق طرابلس وقرية للصيادين قد ضربتا ايضا. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم إن ضربات الاثنين الجوية والصاروخية تسببت في وقوع عدد "كبير" من الضحايا بين المدنيين وبشكل خاص في "مطار مدني" في سرت.