خصصت صحيفة الرياض السعودية، افتتاحية العدد الجديد الصادر عنها اليوم الأحد، للحديث عن العلاقات المصرية السعودية، وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسعودية، وكيف حاولت الولاياتالمتحدة التدخل في الشأن المصري، لكنها فشلت في المخطط الذي رسمته إبان ثورة 30 يونيه. وجاء في افتتاحية "الرياض" التي كتبتها تحت عنوان "السعودية.. ومصر.. مبدأ تحديد المصير": لنخرج من المفاهيم التقليدية عن علاقات السعودية - المصرية، الأخوية والاستراتيجية إلى آخر القائمة وننظر للواقع والمستقبل ونفهم أن المسار الواحد مصيري يتعدى العواطف إلى العمل الواحد، ونرى كيف أُقحمنا في حروب مختلفة نفسية وثقافية، وسياسية وعسكرية أثرت فينا من عدة جوانب، وأثرت في الآخرين أكثر. وقالت: "إن غلق قناة السويس عام 1967م على ما فيه من خسائر على مصر غيّر مسار الاقتصاد العالمي وكلفه الكثير، وعندما تم حظر النفط عام 1973م وكيف ضاعف الخسائر على الدول المستوردة لهذه السلعة الأساسية في صناعاتها، والتي رافقها انهيار الأوراق المالية التي تسببت بالكساد الكبير ما وسع دائرة القوة، هذه النماذج هي جزء من القوة التي نملكها كضغوط في حال تعرضنا لأي هجمة سياسية أو عسكرية، ولعل أقرب الأمثلة حين انتفض الشعب المصري وأزاح نظام الإخوان المسلمين ما دفع أمريكا لتوجيه بوارجها العسكرية إلى المحيط البحري لمصر لأن المخطط الذي رسموه من سنوات طويلة بإغراق المنطقة في سلسلة من الكوابيس وتمزيق الخرائط واجه موقفاً لم يدخل في حسابات الدوائر الأمريكية النافذة، وخاصة في تلاحم الموقف السعودي والخليجي مع مصر، وهو ما يذكّرنا بذات النتيجة للموقف الداعم عام 1973م.. وأضافت: "سبق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله المرور بالقاهرة لزيارة أخيه بمبادرة مباشرة للرئيس عبدالفتاح السيسي، أو مجيئه للمملكة، لا تفسر وفق القواعد التي اعتدنا عليها، لأن الزعيمين والدولتين يواجهون أحداثاً عربية غير مسبوقة، يضاف إليها هجمة إسرائيلية مبيتة على غزة، وشبه انتشار لقوة أمريكية في العراق إلى آخر تلك السلسلة المعقدة التي حددت وضع المنطقة أمام مشهد خطير، ولذلك ما يخص البلدين معروف ومتفق عليه، لكن الشؤون العربية لا يمكن الانسحاب منها أو تركها لتفاعلاتها الذاتية". واستكملة قائلة "فالفوضى السورية - العراقية - اليمنية تهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجي إذا ما عرفنا أن إدارة تلك العمليات تجري باتفاق أمريكي - غربي - إيراني - تركي، وفوضى ليبيا ذات الحدود الكبيرة مع مصر فتحت الباب لتهريب السلاح والمخربين لاستنزاف مصر وبتحالف إخواني، قاعدي أخذ العديد من المسميات". في الحالات هذه ليس المطلوب تحصين ذاتك فقط، وإنما قراءة ما يُرسم لأدوار قادمة، بعضها كُشف، والآخر لا يزال ضمن الملفات السرية التي تعدها الدوائر الخاصة، وهنا كان لابد من موازنة الأحداث في الداخل والخارج، ثم ونذهب لأمر جديد حيث ضغطت أمريكا على مصر برفض تزويدها بأسلحة متفق عليها وحتى قطع الغيار إلى جانب المعونات التي كانت ضمن اتفاق «كامب ديفيد» أي أن الارتهان لأي قوة عالمية وجعلها المصدر الوحيد يعتبر سلاحاً في يدها. واختتمت: "هنا كان لابد من بناء اقتصاد ناجح بين البلدين بما فيه وجود القوى العاملة البشرية المصرية في دول الخليج العربي، واستمرار الاستثمارات، وتخطي عقبات الماضي بسن قوانين مرنة، ليس حاجة طارئة وإنما تفعيل استراتيجي يرفع مستويات الدخل الوطني، والاعتماد على الذات، وهو ما تسعى إليه هذه الدول التي تملك التكامل والتماثل في العديد من المشاريع، ولتفويت استعمال أي سلاح تستخدمه الدول المعادية حتى لا نكون رهينة ضغوطها لتمرير أهدافها".