أثار ارتفاع أسعار الطماطم مؤخرا الزعر فى البيوت المصرية. فقد وصل سعر الكيلو هذه الأيام إلي نحو 5 جنيهات للكيلو، ضعف السعر المعتاد، ورغم ذلك فقد توافد عليها معظم المستهلكين حرصا منهم علي تخزينها خشية استمرارالارتفاع، خاصة بعد شائعات بوصول السعر إلى نحو 10 جنيهات الأيام المقبلة، كما حدث العام الماضي. ويرجع ارتفاع ثمن الطماطم لإصابة المحصول بمحافظة قنا بآفة أدت إلى توقعات من قبل المزارعين بتلف نحو 30% من المحصول الذى سيطرح خلال مايو المقبل. ومما يزيد الأمر تعقيدا أنه لم يوجد علاج لها حتي الآن والمحافظة علي المحصول مجرد اجتهادات شخصية من قبل المزارعين. وقد أكد إبراهيم الحداد تاجر خضار بسوق العبور على أن هناك ارتفاع أسعار الطماطم تجاوز نسبة 100% مقارنة بالأسابيع الماضية. ولكنه توقع انخفاض أسعارها خلال الفترة القادمة نظرا لارتفاع درجة حرارة الجو، مما يعطي لمحصول الطماطم دفعة التخصيب. وحول ما تردد عن ارتفاع أسعار محصول الطماطم الفترة المقبلة قال الحداد: إن التجار حريصون علي التعامل مع مختلف محافظات الجمهورية كل حسب فصول ظهور هذا المنتج، حتى لا يكون هناك نقص بالسوق وتتأثر الأسعار. فيما أكد محمود العمدة أحد المزارعين بمحافظة قنا أن محصول الطماطم هذا العام بقنا، والذي من المفترض أن يجنى ثماره في شهر مايو المقبل، تعرض لحالة من التلف نظرا لظهور آفة "دودية" تتوغل في المحصول وتحاول تدميره، مشيرا إلي أن المزارعين يحاولون باجتهادات شخصية رش المحصول باستمرار كل خمسة أيام للحد من انتشارها داخل المزارع والحفاظ علي المنتج. وأوضح محمود العمدة أن نسبة المفقود هذا العام بعد الرش المستمر في المزارع ستصل إلى نحو 30% من حجم المحصول الذي سيطرح في بالأسواق خلال مايو المقبل. وأضاف أحد المزارعين أن هذه الآفة جديدة من نوعها علي جميع الأراضي الزراعية بمحافظات الوجه القبلي مما يجعل التعامل معها من قبل المزارعين مجرد اجتهادات شخصية بالرش المستمر بالمبيدات العادية التي لا تسفر عن نتائج إيجابية سوي حصرها فقط والحد من انتشارها، مشيرا إلي أن المهندسين الزراعيين هناك يبحثون الآن كيفية إعداد مصايد جديدة لصيد هذه الآفة ولكن هذا يحتاج لوقت. وقال محمد خليفة، أحد المزارعين بالبحيرة، إن المزارعين الآن يعملون علي وقاية المحصول قبل زراعته حتى لا يتعرض لظهور الآفات التي تعرضوا لها خلال العام الماضي وذلك من خلال رش الأراضي الزراعية بالمبيدات الحشرية قبل البدء في الزراعة لتحصينها، مشيرا إلي أن موسم زراعة محصول الطماطم سيبدأ مع بداية شهر إبريل القادم حتي يتم حصاده بعد 70 يومًا هذا بالإضافة إلي ضرورة العمل علي تغطية المحصول باستمرار بالماء حتى لا تتعرض للعطش وهذا من الأسباب الرئيسية في ظهور تلك الآفات. وأضاف خليفة أن هذه المبيدات تكلف المزارع مبالغ باهظة جدا، حيث يصل سعر الكيلو من المبيد إلى نحو 100 جنيه كحد أدنى، مؤكدا على أن هذه التكاليف لا تضاف علي أسعار الطماطم ويتحمل المزارع عبء هذه التكاليف بشكل كامل.