هاجمت حشرة توتا ابسلوتا مساحات كبيرة من محصول الطماطم في البحيرة وخاصة قرية العزة الواقعة ما بين محافظتي البحيرة والاسكندرية ودمرت المحصول وقال المزارعون ان استخدام المبيدات التقليدية لايجدي في التخلص من الحشرة وانها ادت الي خراب بيوتهم فيما قال رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة ان الاصابات لاتمثل خطرا وانه يتم التعامل معها وان لجنة المبيدات بالوزارة ستقوم بزيارة المنطقة المتضررة لتحديد الموقف ووضع برنامج عاجل للتعامل معها. كان الأهرام المسائي حذر قبل3 اشهر من خطر توتا أبسلوتا أو نقل مطالبة الخبراء بضرورة ان تتصدي وزارة الزراعة لها وتقاومها. وانتقل الأهرام المسائي الي القرية المتضررة ومن داخل احد الحقول المصابة بقرية العزة يقول ايمن فتحي35 سنة مهندس زراعي ان محصول الطماطم هذا العام كان في حالة جيدة للغاية من حيث النمو الخضري وبداية الأثمار مما بشر المزارعين بإنتاج كبير وتحقيق مكاسب وفجأة حل الخراب وبدأت الاصابات الغريبة في الظهور, اعتقدنا في البداية انها اصابة فطرية او ندوة بسبب تعرض اوراق الطماطم للجفاف المفاجئ الاشبه بتعرضها للحرق وقال قمنا برش المبيدات الفطرية التي لم تجدي نفعا بطبيعة الحال وسرعان ما بدأت الاصابات في الانتشار بالحقول وبالتدقيق اكتشفنا اليرقات الصغيرة لحشرة التوتا أبسلوتا. واوضح ان الحشرة الواحدة تضع ما يقرب من250 بيضة والتي سرعان ما تفقس وتتحول الي يرقات لها لون الكريمة المائل الي الاصفرار وهي ذات شراهة كبيرة في التهام اوراق شجرة الطماطم ثم اصابة الثمار والتي سرعان ما تذبل ويصيبها العفن. ويكشف ان الحشرة سرعان ما انتقلت من الحقل المصاب الي الحقول الاخري مما ألحق خسائر كبيرة بالمزارعين, ويضيف انهم لايعرفون طريقة لمقاومتها لكونها آفة جديدة دخلت الاراضي المصرية العام الماضي فقط عبر الحدود مع ليبيا ولايعرف لها اعداء طبيعية ويوضح ان المزارعون لايقومون بحرق الثمار التالفة من الطماطم او العرش ويكتفون بالقائها علي جسور الطرق والترع مما يزيد من فرص انتشار العدوي وتكاثر الحشرة. وقال المزارع مجدي محمد صالح ان الطماطم هي المحصول الرئيسي بقرية العزة, حيث تقدر المساحة المزروعة بها اكثر من1300 فدان يسوق في اسواق كل المحافظات, مشيرا الي الخبرة الكبيرة التي اكتسبها المزراعون في التعامل مع محصول الطماطم لما يحتاجه من رعاية خاصة ويستطرد قائلا: زرعت هذا الموسم فدان طماطم انفقت عليه ما يتجاوز8 الاف جنيه تشمل تكاليف الشتلات والعمالة والتسميد والمبيدات بالاضافة الي القيمة الايجارية للفدان ويؤكد ان المحصول كان مبشرا بالخير حتي اذا ما قاربت ثمار الطماطم الخضراء علي النضج فؤجنا بالمرض الغريب الذي حل علي رءوسنا وخرب بيوتنا حيث اتت يرقات حشرة التوتا ابسلوتا علي المحصول تماما رغم قيامي برش الحقل3 مرات, مشيرا الي قيام اليرقات بالتهام الاوراق والثمار في الفترة من غروب الشمس حتي صباح اليوم التالي تجنبا لاشعة الشمس وعليه فهي تتخفي ولاتظهر طوال النهار, كما لايمكن مقاومتها بالمكافحة اليدوية عن طريق تنقية اللطع مثل دودة القطن وهو ما يزيد من خطورتها ويكشف ان المعتاد في اي محصول هو رشة بالمبيدات مرتين كل ريه كحد اقصي لكن ومع ضراوة هجوم الدود وتكاثره بسرعة وباعداد كبيرة اضطر المزارعون الي رش الحقول بمعدل4 مرات اسبوعيا وهو ما حمل المزارعيين تكاليف اضافية ويضيف بان فدان الطماطم يباع غالبا الي التجار بسعر يتراوح ما بين12 الي17 الف, لكن وللاسف الشديد وبسبب الاصابات التي لحقت بالمحصول اصبحنا ندلل عليه كي يشتريه التجار وانخفض سعر الفدان الواحد الي5 آلاف جنيه مما ألحق خسائر كبيرة بنا. اشار رمضان العبد احد ابناء القرية الي بعد اخر من المشكلة قائلا يفترض قبل جمع الطماطم ان يوقف رش المبيدات لمدة لاتقل عن5 ايام وهو ما لا يطبق علي ارض الواقع, حيث تستمر اعمال مكافحة الحشرة ورش المبيدات علي مدار الاسبوع وفي ذلك خطورة كبيرة علي صحة المواطنين الذين يقبلون علي تناول الطماطم. واكد صبري الشلمة عضو المجلس المحلي اهمية محصول الطماطم الذي, لايمكن الاستغناء عنه وذلك يحتم الحفاظ عليه وتحرك وزارة الزراعة بسرعة لمقاومة الحشرة ونزول لجان لمعاينة الحقول ومعرفة بؤر الاصابة بالقري ومنع انتقالها الي المحافظات المجاورة خاصة أنها تسببت في تلف الطماطم كلية في بلاد مجاورة. من جانبه قال د. صلاح سليمان رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة انه سيقوم اليوم بزيارة منطقة البحيرة مع لجنة فنية للتأكد من الوضع الحقيقي للزراعات ووضع برنامج للتعامل معه. اضاف ان هناك متابعة يومية لمزارع الطماطم بسيدي براني وسيوة والنوبارية والبحيرة والاسماعيلية والفيوم وان الاصابات الموجودة لاتمثل خطرا لانه يتم التعامل معها فورا. وذكر انه ستصدر خلال الايام القادمة توصيات من وزارة الزراعة بأسماء المبيدات التي تستخدم للتعامل مع الآفه القاتلة بعد تقديم شركات المبيدات للمنتج موضحا ان ما يقال عن عدم تأثير المبيدات التقليدية علي الآفه غير صحيح لأن أي مبيد يستخدم ضد دودة ورق القطن او القوارض يصلح استخدام التوتا ابسلوتا وكلها مسجلة لدينا.