نشرت صحيفة الجارديان مقال رأي نبه فيه الصحفي جوناثان فريدلاند إلى أن حوادث القتل الانتقامية التي راح ضحيتها صبي فلسطيني وثلاثة مستوطنين إسرائيليين قد تشعل فتيل "انتفاضة ثالثة". ولفت فريدلاند إلى أن القتلى الأربعة بينهم عنصر مشترك وهو أن "حياتهم وضع نهايتها أشخاص يعتقدون أن ذبح طفل بريء فعل نبيل". وقال إنه في الوقت الحالي لا توجد أدلة قاطعة على أن حركة حماس وراء مقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، كما لم يثبُت بعد ضلوع يهود متطرفين في مقتل الصبي الفلسطيني، لكن كلا الطرفين يؤمن بتلك الفرضيات. وذكّر الصحفي بالفترة التي سبقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 التي جاءت عقب فشل واضح في عملية السلام، لافتًا إلى أنه مع غياب أي حراك دبلوماسي ينشط مَن ينتهجون العنف. وأشار فريدلاند إلى أنه لم تكن ثمة آمال كبيرة معلقة على مساعي السلام التي تبناها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. لكن كان واضحًا أن فشل جهود كيري ستكون له تبعات، والدرس المستفاد من الحراك الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط أن "الفشل لا يعيدنا إلى المربع الأول، بل يأخذنا للخلف خطوات عديدة"، بحسب ما جاء في المقال. وقال فريدلاند إنه هذه ربما هي النتيجة التي نراها الآن، بالخسارة الدبلوماسية لم تجعل الوضع سيئًا كما كان، بل أصبح أسوأ بكثير.