لندن: طالبت صحيفة "الجارديان" الاربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدليل على جديته في طلب التفاوض مع الفلسطينيين بأن يقوم بلفتة "تزيل ارتياب الفلسطينيين فيه وتجعله أكثر مصداقية لديهم".
وقال الكاتب جوناثان فريدلاند فى مقاله على الموقع الالكتروني للصحيفة البريطانية أنه إذا لم يفعل نتنياهو ذلك فعلى المجتمع الدولي في نظر فريدلاند أن يأخذ بزمام عملية السلام ويديرها بنفسه كما فعلت لندن ودبلن في الإشراف على المفاوضات حول إيرلندة الشمالية.
ويرى الكاتب أن الإسرائيليين التواقين للأمن الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بالتوصل إلى تسوية مع جيرانهم يدركون انه لا يوجد هناك علاج جاهز غير أن هذا التشاؤم يأتي ومعه مفارقة في رأيه، فحيث لا توجد لدى حكومتهم أية استراتيجية فعلية لحل النزاع فإن الفلسطينيين الذين كثيرا ما صدمهم الإسرائيليون هم الذين يملكون الخطة ويقومون بتنفيذها.
والمشكلة كما يقول الكاتب أن هذا لا يكفي فبالنسبة للإسرائيليين يتوصل الكاتب من اتصالات أجراها مع مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تريد العودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين بدون شروط مسبقة، وإن أول شخص يأمل في تحقيق ذلك هو رئيس الوزراء نفسه.
ويشير هؤلاء المسؤولين إلى سلسلة من التصريحات والإشارات لم يلتفت إليها الفلسطينيون أو الرأي العام العالمي تشير إلى أن نتنياهو لو انخرط في عملية مفاوضات جدية وجها لوجه فبإمكانه أن يدفع باتجاه اتفاق أصيل، وأن المشكلة هي في أن كل محاولة لجر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المحادثات تنتهي بالفشل "وتغلق الأبواب في وجهنا".
يرى الكاتب ان السبب في ذلك يتلخص في كلمة واحدة هي "المصداقية" مع مواصلة إسرائيل حركتها الاستيطانية كما تتمثل في توسيع مستوطنة "بيطار إيلي" الجاثمة فوق قرية "وادي فوقين" في الضفة الغربية.
أما عن استراتيجية االفلسطينيين فهي وفقا لحسام زملط العضو البارز في حركة فتح كما يصفه الكاتب لا تتضمن الكفاح المسلح أو العودة إلى مفاوضات مفتوحة لا فائدة ترجى منها، وإنما محاولة توظيف أدوات أخرى. وأول هذه الأدوات هو التدويل بمعنى تحويل النزاع الثنائي الفلسطيني الإسرائيلي إلى نزاع دولي، أي يتوجب على المجموعة الدولية حلها.
وفي هذا الإطار يأتي الطلب إلى الأممالمتحدة بإدراج دولة فلسطين عضوا فيها بحيث يكون للمجتمع الدولي قوة ضغط لدى استئناف المفاوضات الذي لا مناص عنه لحل النزاع في رأي زملط.
أداة الضغط الأخرى هي الربيع العربي، أي "حركة شعبية فلسطينية تطالب بالاستقلال ويجد المجتمع الدولي صعوبة في مقاومتها، حركة تستلهم الانتفاضة الأولى عام 1987 التي استخدمت الحجارة وليس الثانية عام 2000 التي استخدمت العمليات الانتحارية او القاتلة" كما يصفها الكاتب. لأن هذه الحركة في رأي عضو فتح "ستضغط على إسرائيل من أجل القيام بتنازلات، تماما كما دفعتها الانتفاضة الأولى إلى مدريد واتفاقية أوسلو". ويرى الكاتب ان هناك مشكلة في ذلك لأن المستهدف الأول للربيع العربي بالنسبة للفلسطينيين قد يكون السلطة الفلسطينية "التي لا تزال فاسدة ولم تجر الإصلاحات المطلوبة منها". أما بالنسبة للتدويل فإن قرارات لا تعد ولا تحصى أصدرتها الأممالمتحدة ولم تحقق شيئا ملموسا للفلسطينيين وفقا لفريدلاند. وبذلك يخلص الكاتب إلى ضرورة تسلم المجتمع الدولي للعملية السلمية يديرها بنفسه، ما لم يقدم نتنياهو تنازلات تزيل الشكوك الفلسطينية فيه، كما يقول فريدلاند.