رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تعليق لها عن أحداث الإرهاب والفوضى السائدة في العراق، أن ما يحدث في العراق ما هي إلا دلالات واضحة علي انتصار قوي الإرهاب وفشل وتقلص الدور الأمريكي في محاربة الجماعات الإرهابية. وتبنت المجلة وجهة النظر القائلة إن الحرب علي الإرهاب لا يجب أن تنتهي بعد وأنها تحتاج لتضافر الجهود لفترات طويلة للقضاء علي الإرهاب. وتشير التقارير والدراسات إلي أن معدلات وقوة الإرهاب الدولي في تنام مستمر، ففي 2007 قامت جماعة الجهاد المكونة من ثماني وعشرين فردًا بتنفيذ قرابة المائة هجوم إرهابي ونفذ نفس التنظيم تسعمائة وخمسين عملية إرهابية وازداد عدد أعضائه إلي تسعة وأربعين عضوًا وأشار التقرير ذاته إلي أن الخطر الإرهابي الأكبر يأتي من جماعات تتخذ من اليمن وباكستان وأفغانستان وسوريا معقلاً لنشاطها. ويري كاتب المقال وهو رئيس تحرير "فورين بوليسي" أنه يري أن بلاده تسير علي نهج خاطئ حيث تسعي حثيثًا للقضاء علي الجماعات الإرهابية والأشخاص المتطرفين المسئولين عن أحداث 11 سبتمبر مما يمنعها ويعوقها عن مكافحة ومحاربة قوي الإرهاب الجديدة. وأكد التقرير أن تلك القوي الإرهابية القديمة والممزقة كطالبان قد تناثر دورها وأصبح هامشيًا إذ لم يعد مؤثرًا أو مزعجًا لأمريكا وهو أمر يحسب لقدرات الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية في صد وتوقع أي هجمات إرهابية والقضاء عليها. لكن الكاتب يعود ليؤكد أن هذا هو جوهر المشكلة حيث عادت الأجهزة الأمنية في تركيزها واهتمامها بالإرهاب والجماعات الإرهابية بمضمونها الطبيعي في الوقت الذي تظهر فيه أحداث قد ينبثق منها جماعات إرهابية أشد عنفًا وأكثرتأثيرًا كالحرب الأهلية في سوريا، والعنف الإرهابي الدائر في الموصل، والحدود الملتهبة بين دول إسرائيل، والأردن، ولبنان، وتركيا. ولذلك يري الكاتب أنه لابد من أن تتكاتف الولاياتالمتحدةالأمريكية مع المجتمع الدولي وحلفائها من الدول من أجل ضمان ودعم إقامة حكومات إقليمية مستقرة ومتوازنة.