الإرهابيون يرفعون شعار"الحل هو صندوق المفرقعات وليس صندوق الاقتراع" نشرت مجلة فورين بوليسي في 9 يناير من العام الحالي ما أورده تقرير "المركز الدولي لدراسة التطرف" أن هناك ما لا يقل عن 119 مصرياً ذهبوا إلى سوريا وحاربوا من أجل إسقاط نظام بشار الأسد مع مجموعات إرهابية مثل "داعش" (دولة الإسلام في العراق والشام) وغيرها، وقد يصل العدد الفعلي للإرهابيين الوافدين من سوريا إلي مصر إلى ما يزيد على 358 . كما ذكر التقرير أن "الجهاديين" يحاولون استغلال الأزمة الحالية بمصر لبناء تاييد من بين الإسلاميين. أضاف التقرير أن الجهاديين (الإرهابيين) لديهم قناعة بأن عزل الرئيس مرسي أكدت لديهم بأن صندوق المفرقعات وليس صندوق الاقتراع هو الحل لتحقيق أهدافهم لهذا تتردد بكثافة الدعوة للعنف وبالذات ضد أجهزة الأمن. وانتهي التقرير باستنتاج بديهي وهو "أنه بينما تعود العالم من التفكير في الوضع بمصر وسوريا وكأنهما أزمات منفصلة فانهما متصلتين أكثر مما نتصور." إسقاط أولوية السيادة الوطنية وتشوه الرؤية وانحرافها: إن إسقاط البعد الوطني والقومي في الثقافة السائدة الآن جعل البعض مما يسمي بالنخبة يظن أن الأحداث بسوريا أو بليبيا ليست أولوية خصوصا وأننا في غمار أحداث جسام بمصر وتمضي شهور قليلة ويتبين قصر نظر وخطأ هذا الافتراض بل أن البعض اعتبر أن هذه الأحداث هي جزء من ثورة عربية ضد الظلم والاستبداد فكيف ننكره علي شعبي ليبيا وسوريا بينما ننادي به في مصر! هذه النظرة الجزئية تحت لافتات سياسية مختلفة والتي شجعتها وسائل الإعلام الغربية التي صدرت لنا مصطلح "الربيع العربي"، ومنظمات التمويل الأجنبي والليبراليين الجدد المحليين. اختزلت الأمور في شعارات اختفى منها قضية القضايا وهي الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية مما جعل أولوية الأمن القومي بأبعاده الشاملة تتراجع. ووصل السفه إلي درجة أن القوات الأمريكية والناتو أصبحت قوة تحرير لليبيا وأن الواجب يحتم علي "النخبة" المطالبة بإسقاط النظام السوري بحجة استبداده ووقوفه عقبة أمام حرية الشعب السوري ورخائه وكأن مصلحة الشعب السوري هي أمنية حلف الناتو وأمريكا. واستمر المشهد العبثي بتحول جامعة الدول العربية إلي أداة للهيمنة الغربية وقوي الاحتلال والتخريب والنهب للأمة العربية. لم يمنع هؤلاء حقيقة واضحة وهي أن المنادين بالدمقرطة هم أعداء الأمة العربية التقليديين من أنظمة الرجعية العربية وقوي الهيمنة الغربية ونجوم وقيادات الصهيونية العالمية مثل برنارد هنري ليفي، بالإضافة للمتطلعين لقيادة الخلافة الإسلامية سواء إخوان مصر أو إخوان سوريا أو أردوغان تركيا. لم يهم "نخبة الدمقرطة" ما أعلنته قوي الهيمنة مراراً وتكراراً منذ سنوات عديدة أن دولاً عربية اعتبرتها مارقة ويجب إسقاط أنظمتها وتدمير أو إضعاف جيوشها وتخريب مجتمعاتها ولم تكترث بأن ذلك جزء لا يتجزأ من مشروعها لتمكين "حليفها الاستراتيجي" الكيان الصهيوني من الغلبة والسيطرة ومن أجل إنهاء الصراع العربي الصهيوني وتصفية الحقوق الفلسطينية. الموضوعية تحتم نقد المواقف المتناقضة للنخبة وليس الإخوان فقط تتمثل المصيبة الكبري في أن عناصر من النخبة أعلنت تأييدها "للثورة" السورية رغم رفع الأخيرة شعار الحماية الدولية والغطاء الجوي والممرات الآمنة و تبنيها للعنف لإسقاط النظام مما فتح الأبواب علي مصراعيها للإرهاب الممول والمدعم أجنبيا. وكان موقف هذه الشخصيات مماثلا لموقف الرئيس السابق مرسي الذي رفع أعلام الانتداب الفرنسي لسوريا وأعلن أنه لن يهدأ بالاً حتي التخلص من بشارالأسد وإسقاط نظامه، وردد هو والنخبة شعارات مماثلة للإعلام القطري والسعودي والأمريكي والأوروبي والتركي. تبين بوضوح أن الأحداث في ليبيا وسوريا وسائرالدول العربية تؤثر بشكل مباشر وبدرجة خطيرة علي الأمن القومي المصري. فهل يمثل تدفق السلاح عبر الحدود الليبية والذي وقع بعضه في أيدي الإرهابيين بسيناء وجهات أخري ليس له آثار خطيرة علي الأمن المصري؟ وهل وصول إرهابيين مصريين من سوريا بعد حصولهم علي خبرات قتالية لا يمثل تهديدا للأمن القومي المصري؟ والان بعد أن تذوق الشعب المصري بعضا من حكم الإخوان وعدم إكتراثهم بمصالح الوطن القومية مثل علاقتهم ب"الصديق العزيز" بيريز وتبنيهم مشروع إقليم قناة السويس وتبعيتهم الفاضحة لأمريكا، استيقظ الشعب المصري بشكل مثير للإعجاب والأمل. وبعد إزالتهم من السلطة تذوق الشعب المصري بعضا من نفس الإرهاب الذي واجهته الدولة السورية عبر حوالي ثلاثة أعوام فبدأ يتنبه للخديعة الكبري التي ساقتها وسائل الإعلام المغرضة سواء العربية أوالغربية. بدأت تدرك شرائح واسعة من المصريين حقيقة ما يجري في سوريا بعد أن تبينت أبعاد مشروع الإخوان بهدم الوطن علي الجميع واستخدامهم للعنف والخداع والكذب لتحقيق مآربهم. فشعار "بشار يقتل شعبه" لا يختلف عن شعارات "السيسي قاتل" و"دستور الدم" مما فضح الحقيقة للكثيرين. تدمير ليبيا تحت شعار نشر الديمقراطية: ليبيا دمرت لعدم خضوع الدولة بالكامل لأهداف أمريكا في أفريقيا )خصوصا بعد إنشاء قيادة أمريكية عسكرية خاصة بأفريقيا: أفريكا كومٌاندAFRICOM والتي أنشأت رسميا عام 2007 في عهد رامسفيلد وبوش وتشمل كل أفريقيا (عدا مصر التي تخضع للقيادة المركزية CENTCOM) والذي عارضته عدة دول أفريقية بقيادة ليبيا. أيضاً لم تثق الإدارة الأمريكية في قائد ليبيا رغم تنازلاته الكبيرة فكان قرار قتله بالصورة المشينة من قبل رافعي الشعارات الإنسانية. وكانت أول عملية عسكرية قامت بها الأفريكوم هي العدوان علي ليبيا بعنوان "عملية فجر أوديسا" ومن الطريف أن أهداف الأفريكوم حسب وزارة الخارجية الأمريكية هي " نشر الديمقراطية والنمو الاقتصادي من خلال الاستثمار والتجارة" كما ذُكر هدف آخر وهو "الحوكمة الجيدة" وأمن أفريقيا!! آن الأوان أن نستيقظ ونتنبه للعمق السوري للأمن القومي المصري أما سوريا فهاهي تدمر أمام أعيننا بنفس شعارات الحريات والدمقرطة والحوكمة الصالحة كما يردد البعض دون تفكير أو معرفة ولكن الأسباب الواضحة للعيان والتي تكاد تصفع وجوه الساذجين والمغرضين فهي رفض نظامها الاملاءات والرغبات الغربية ورفض توقيع معاهدة سلام مثل كامب دافيد المشئومة والانضواء لسياسات قوي السوق. إنه من الخبل من يصدق أن قوي الهيمنة الغربية والرجعية العربية والكيان الصهيوني العنصري يناضلون من أجل الحريات التي نناضل نحن من أجلها عبر عقود عديدة. إن سوريا التي نتحدث عنها هي التي فجرت أنابيب البترول عام 56 تضامنا عمليا مع الشعب المصري وقيادته وكانت بطولة جول جمال من اللاذقية الذي تصدي للمدمرة الفرنسية التي كانت تهدد بورسعيد رمزا لهذه المشاركة. وجيش سوريا الوطني هو الذي حارب مع الجيش المصري في أكتوبر 73 ولكننا للأسف في عصر جعل من القومية العربية شعارا باليا أو مقولة خشبية. لقد صمد الشعب السوري وجيشه الوطني ونظامه في وجه الإرهاب والعدوان وهانحن نري ثمار هذا الصمود الأسطوري فالرئيس التركي يعلن ضرورة تغيير سياسة تركيا في سوريا وهناك تغييرات لاحقة وقربية في دول الخليج بينما يستمر دعم سوريا ونظامها للمقاومة العربية. ونستمر نحن في السعي إلي تحقيق الحريات السياسية والعدالة الاقتصادية والتنمية المستقلة والتقدم العلمي . ماذا نحن فاعلون بمصر للقضاء علي الإرهاب ومنع انتشاره؟ بداية يجب ألا نبالغ في مخاطر الإرهاب بمصر نظرا لقوة الأجهزة الأمنية ولخبراتها السابقة في مقاومة الإرهاب ولكن يصبح من عدم المسئولية والاستهتار بمقادير الوطن الاستخفاف بهذه المخاطر. لابد من استراتيجية شاملة ذات أبعاد قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدي ولكل بعد أدواتة ووسائله. فاالمبادءة الأمنية المعتمدة علي الأدوات الاستخباراتية والمواجهة الحازمة ضرورة آنية. في نفس الوقت لا بد من التعاون مع الأجهزة الأمنية التي تحارب الإرهاب في سوريا لجمع المعلومات عن الإرهابيين خصوصا المصريين لمنع تسللهم إلي مصر. أما في المرحلة المتوسطة فلا بد من القناعة بأن التوجه السياسي المغلف بشعارات دينية متطرفة بكافة أنواعه والمتسم بعدم الإيمان بالدولة الوطنية هو مكمن الخطر وأن هذا الفكر يولد جميع الأطياف المعتدلة والمتطرفة ولهذا تقفز أولوية نشر الثقافة الوطنية بكافة الوسائل من أجل تعميق الانتماء الوطني وتنشيط الذاكرة الوطنية. إننا نلاحظ من نتائج الانتخابات والاستفتاءات في العامين الماضين العلاقة الواضحة بين انتشار هذا الفكر و مدي الفقر والأمية ولهذا ففي المدي الطويل تصبح المواجهة الجذرية لدحر الفقر والجهل والأمية هي الاستراتيجية الناجحة والعادلة. وفيما يلي ما كتبته مجلة الفورين بوليسي بتاريخ 9 يناير 2014 تحت عنوان "الحرب الأهلية تصل إلي قلب مصر" نشرت مجلة فورين بوليسي في 9 يناير من العام الحالي تحت عنوان "الحرب الأهلية تصل إلي قلب مصر" ذكرت المجلة حادث العربة المفخخة التي استهدفت وزير الداخلية محمد إيراهيم وأن مجموعة جهادية (حسب تصنيف المجلة) بسيناء وهي انصار بيت المقددس قد تبنت الهجوم وان المجموعة ارسلت فيديو بتفاصيل الهجوم وان الانتحاري هو وليد بدر ضابط سابق بالجيش المصري ولكن المهم كما بين الفيديو هو ان هذا الارهابي كان يحارب مع الإرهابيين (الجهاديين بتعبير الصحيفة) في سوريا من اجل اسقاط نظام بشار الأسد وانه عاد الي مصر مؤخرا. كما انه حارب ايضا في العراقوافغانستان كانت الإدارة الامريكية تطلق لفظ جهاديين علي مقاتلي الجيش السوفيتي في افغانستان ولكنها بعد 11 سبتمبر تطلق عليهم لفظ ارهابيين!! الفيديو يدين الحكومة المصرية الحالية لزعمها انها تشن حربا علي الاسلام!! ويحث الفيديو علي مسلمي مصر ان يضحوا بانفسهم ويحاربتو قوات الامن المصرية "لا بد ان نقتلهم كما يقتلوننا نحن" تستمر المجلة وتقول ان المعركة الدائرة الان بسوريا مكنت المتن الشددين الاسلاميين من اكتساب مهارات قتالية لشن هجوم مؤثرضد الحكومة المصرية التي يلافحرب من المصرييساندها الجيش بعد عودتهم الي مصر وحسب ما أورده تقرير "المركز الدولي لدراسة التطرف" International Centre for the Study of Radicalization أن هناك ما لا يقل عن 119 مصرياً ذهبوا إلى سورية، وقد يصل عددهم الفعلي إلى ما يزيد على 358 كما ذكر التقرير. وهناك بعض التقارير الصحفية التي زعمت أن هناك الآلاف من المصريين قد ذهبوا الي سوريا للحرب مع المعارضين منذ عام 2011 ، وأن عدداً كبيراً منهم قد عاد مؤخراً إلى مصر. وبينما قتل كثير منهم في المعارك فان كثيرون منهم عاد الي وطنهم مصر. أضافت "فورين بوليسي" أن وليد بدر ليس هو الوحيد الذي استخدم التدريب الذي حصل عليه في سوريا وشبكة العلاقات التي كونوها هناك في نشاطات مسلحة بمصر ومن هؤلاء "سعيد الشحات" الذي عاد من سوريا" لينضم ل"الإخوان المجهادين" وقام باغتيال ضابط شرطة، ولقى مصرعه بتفجير نفسه أثناء محاولة قوات الأمن القبض عليه. وأوضحت المجلة أن "أنصار بيت المقدس" كانت خيارًا جذابا للعناصر المسماة بالجهادية بسوريا والتي تسعي لاحضار الجهاد الي الوطن بمصر. وهو ما جعلها تبادر بالانضمام إليها أو التعاون معها، موضحة أن "أنصار بيت المقدس" اصبحت التهديد الاهم للارهاب بمصر الان قتلت العديد خلال الشهور الأخيرة الماضية في شمال سيناء والقاهرة والدلتا، وأبرزها حادث تفجير مديرية أمن المنصورة،مما يؤكد تنامي مقدرات الجماعة الجهادية.ربما للخبرة التي كتسبتها بسوريا لقد واجهت مصر من قبل هذا التهديد عندما عاد مواطنيها من مسارح الجهاد ففي الثمانينات انضم آلاف من المصريين للحرب ضد الاتحاد السوفيتي وعندما عادوا إلي بلادهم ساهموا في حملات لارهابية تحت قيادة مجموعات تابعة للقاعدة الجماعة الاسلامية والجهاد الاسلامية المصرية والتي خربت بمصر حتي معظم التسعينات ان الجهاديين يحاولون استغلال الازمة الحالية بمصر لبناء تاييد من بين الاسلاميين، يستخدمون مقولة ان عزل الرئيس مرسي تؤكد لديهم بان صندوق المفرقعات وليس صندوق الاقتراع هو الحل لتحقيق اهدافهم لهذا تتردد بكثافة الدعوة للعنف وبالذات ضد اجهزة الامن في الشهور الاخيرة ومن هذه الاصوات الشيخ عبد المنذر الشنقيطي الذي ينادي بحرب ضد اجهزة الامن قائلا انذلك واجب ديني والتزام مقدس ونادت تجمعات ارهابية اخري: دولة الاسلام في العراق والشام داعش والشباب بالصومال وغيرها بدعوات مماثلة من أجل الإرهاب بمصر نحن وانتم واحد كما قال قاضي جهادي بحلب مخاطبا الجهاديين بسيناء كما جاء بفيديو حديث كيفما نستطيع معاونتكم فنحن سنقوم بذلك من اجل تثبيت دين الله وانتهت المجلة بتعليق مهم وهو"بينما تعود العالم من التفكير في الوضع بمصر وسوريا وكانهما ِأزمات منفصلة فانهما متصلتين أكثر مما نتصور ."