أكدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، في مقال، أن الولاياتالمتحدة خسرت حربيها في كل من العراق وأفغانستان، وأنه رغم تأكيد أوباما على التطور الكبير الذي حدث في العراق، مما سيمهد للانسحاب الأمريكي، إلا أن الحقيقة على أرض الواقع تؤكد فشل جهود المصالحة واستمرار التمرد. وأضاف ستيفن والت، كاتب المقال، أنه حتى في أفغانستان، لم يؤد إرسال المزيد من الجنود هناك إلا إلى قيام حكومة ضعيفة غير فعالة، وما تزال طالبان قوية كما هي وكأن شيئا لم يكن. وعليه فإن تقرير المصير سيحدده الأفغان والعراقيون لا الولاياتالمتحدة لأن الأمور قد خرجت عن سيطرتها. والحقيقة التي أكدها والت هي أن الولاياتالمتحدة قد خسرت بالفعل الحرب في العراق وأنها على وشك أن تخسر الحرب في أفغانستان أيضاً. والمعنى الذي يقصده أنه سيتم سحب الجنود الأمريكيين بدون تحقيق الثمار المرجوة أصلاً من ابتعاثهم لأول مرة حيث إن الموقف الاستراتيجي والأهداف السياسية لأمريكا ضعيفة جداً على أرض الواقع. كما أن التخلص من ابن لادن لم يكن وليد استراتيجية ناجحة بقدر ما كان وليد نشاط استخباراتي وجهد لفريق مكافحة الإرهاب في باكستان نفسها وليس للولايات المتحدة أي شأن به وهذا هو الجديد الذي أكده والت في عملية اغتيال ابن لادن التي ادعت أمريكا ألا علاقة لباكستان بها. وأكد الكاتب أن الأهداف التي كانت محددة لأجل غزو العراق وأفغانستان أصلا لم تكن صحيحة لأن غزو العراق لم يكن ضروريا لأن صدام حسين لم تكن تربطه روابط حقيقية بالقاعدة أو أسلحة الدمار الشامل. بل إن تدمير النظام البعثي وصدام لم ينتج لنا سوى دولة ممزقة ترتع فيها القاعدة والميليشيات كما يقول. كما أن غزو العراق قد أخل بتوازن القوى في المنطقة وزاد من نفوذ إيران وشتت الموارد وصرف الانتباه عن أفغانستان مما أعطى الفرصة لطالبان للتعافي وقلل من الجهود التي بُذلت لدعم حكومة قرضاي. وقد ورث أوباما هاتين الحربين عن سلفه لكن الحمق الذي ارتكبه أوباما كان هو تصعيده للأمور في أفغانستان فضلا عن تخبط سياساته في العراق مع وجود شعب عراقي صعب المراس. وأضاف الكاتب أن كل مكتسبات أمريكا من الفوز بالحرب الباردة بعد سقوط السوفييت قبل أربعة عشر عاما قد ذهبت أدراج الريح فضلا عن تزايد الكراهية ضد أمريكا بسبب حربها الطويلة في العراق وأفغانستان خاصة مع إساءة تقدير أمريكا للتنوع العرقي والاختلاف الطائفي والانقسامات في العالم العربي مما أدى إلى فشل أمريكا في بناء الديمقراطيات هناك إلى الآن.