بمشاعر مختلطة وفرحة يغلفها الخشوع جلس الأنبا إيساك يستمع لكلمات البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في صلاة عشية رسامة (مصطلح كنسي بمعنى تعيين أو ترقية) الآباء الرهبان وترقيتهم لدرجة الأسقفية مساء أمس. الأنبا إيساك الوحيد من أعضاء المجمع المقدس الذي ظل برتبة "خوري ابسكوبس" – مساعد الأسقف- منذ عام 1978 وحتى ليلة أمس، رغم أن جميع أقرانه تم ترقيتهم لدرجة الأسقفية مثل الأنبا بولا والأنبا موسى والأنبا مرقس. الخوري ابسكوبس لم تكن تلك هي اللحظة السعيدة في حياته هذا العام، فلقد تم الاحتفال به هذا العام أيضًا باليوبيل الذهبي لرهبنته بدير السريان، حيث دخل الدير عام 1963 وترهب في العام الذي يليه مباشرة. حصل الأنبا إيساك الذي درس في كلية العلوم علي كهنوت القسيسية (رتبة كنسية) في عام 1967 والقمصية (رتبة كنسية) في عام 1968. رسمه البابا شنودة الثالث البطريرك ال117 مساعد أسقف للأنبا مكسيموس مطران القليوبية المتنيح– المتوفى- وتعرض الأنبا إيساك للإيقاف منذ أوائل التسعينيات وذلك بسبب اتهامه بالترويج في كتبه للفكر النسطوري (نسبة لتعاليم نسطوريوس وهي إحدى الهرطقات المسيحية التي ظهرت في القرن الرابع الميلادي) وترويجه لتفسيرات خاطئة عن السيدة العذراء. تم تحويل الأنبا إيساك للمحاكمة الكنسية من خلال لجنة من 11 أسقفًا برئاسة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس آنذاك وعفا البابا شنودة الثالث عنه بعدها في عام 2008 بعد اعتراف الأنبا إيساك بأخطائه ووعد بتصحيحها ونشرها في كتاب واشترط عليه البابا شنودة عدم مغادرة دير السريان وقتها. حين جاءالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازةالمرقسية اختار الأنبا إيساك ليكون أسقفًا مساعدًا للأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية في أبريل 2013، ثم قام البابا تواضروس بترقيته لدرجة الأسقفية، بعد 35 عامًا من بقائه في منصبه خورس ابسكوبس.