أكد الحقوقى، محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، أن منظمات المجتمع المدنى محايدة ولا تسعى للوصول للسلطة، قائلا:"لسنا طلاب سلطة ولا ننحاز لأى شخص بل انحيازنا الوحيد للشعب المصرى وحقوقه". قال زارع، إن الحاكم القادم، أى كان من الذى سيفوز بالرئاسة سواء حمدين صباحى أو غيره، إن لم ينتبه ويستمع إلى مطالب الشعب المصرى، ويلبى أبسط حقوقه الاقتصادية والاجتماعية، سوف يخرج ويثور عليه مرة أخرى. جاء ذلك خلال الندوة والاحتفالية التى عقدهما البرنامج العربى لنشطاء حقوق الإنسان،مساء اليوم الأحد بعنوان"المدافعين عن حقوق الإنسان فى دول الخريف العربى بين المهنية والابتزاز السياسى". أضاف زارع: لو كان نظام مبارك استمع إلى نصائح المجتمع المدنى، ومنع استغلال وألغى حالة الطوارئ، ومنع التعذيب داخل أقسام الشرطة والسجون، ومنع تزوير الانتخابات،وسمح بالتنافس الحقيقى للأحزاب السياسية لظل باقيا فى الحكم حتى الآن وما ثار على نظامه أحد. استنكر زارع، حالة الاستقطاب الحاد من كافة الأنظمة المتعاقبة بمختلف توجهاتها لمنظمات المجتمع المدنى ودورها فى خدمة المجتمع، ومحاولات الإقصاء والتهميش لدور المجتمع المدنى، حتى وصل الأمر إلى حملات التشويه المتعمدة خصوصا فترات متابعة أى انتخابات تجريها البلاد، أو إعداد أى تقرير حقوقى يرصد أى انتهاكات من جانب الأنظمة، مما أفقد المجتمع المدنى جزء من حياده. وأشار زارع، إلى أن الأحزاب السياسية الكبيرة لم تكن تتنافس من قريب أو بعيد بشكل حقيقى، وكذلك كافة النقابات المهنية فى مصر، من حقبة الثمانينيات وحتى الآن، مرجعا السبب لأن هدفها كان الصراع السياسى وليس خدمة المواطن المصرى، مؤكدا أن الجهة الوحيدة التى كانت على علم بدورها هى منظمات المجتمع المدنى التى ليس لها عداءً مع السلطة، لكن هدفها تحسين الوضع المصرى. من جانبها أكدت ميرفت أبو تيج، المحامية بالنقض ورئيسة جمعية أمى للحقوق والتنمية، أن حركة حقوق الإنسان ستظل فى العالم العربى مصر حائط صد لكثير من التجاوزات التى قد تحدث. رفضت أبو تيج، كل التشريعات التى تم إقرارها الفترة السابقة، مؤكدة أن قانون العقوبات المصرى به من النصوص ما تجعلنا نقول لن يكون هناك إرهابى على الأرض، ولا ناشط حقوقى خلف القضبان. حملت أبو تيج، نظام مبارك، كل ما آل إليه الشعب المصرى حتى الآن، باعتباره من غذى الأفكار التى نعانى منها الآن وهو ما فتح أمامهم ما وصفته ب"الإمارة" كى توغلوا فى المجتمع، فى الوقت الذى كان المجتمع المدنى مشغولا بقضايا حقوق الإنسان. كما رفضت، لهجة التخوين، والطابور الخامس، والتناحر، وتمسكت بمصطلح الربيع العربى رافضة من يصف الثورات العربية بالخريف العربى، ملفتا أن المجتمع إذا مر ببعض الإخفاقات فليس معناه أننا فى حالة خريف عربى. ربطت منى عزت، عضوة بمؤسسة المرأة الجديدة، بين الحق فى التنظيم والحديث عن حركة حقوق الإنسان فى مصر، مشيرة إلى الدولة تنظر للحق فى التنظيم بنوع من التوجس وبنظرة عدائية، فيتم محاصرة النقابات العمالية وملاحقة واعتقال القيادات السياسية والحزبية. قالت منى عزت: سنظل ندافع عن حقوق الإنسان حتى تصبح مصر دولة قانون والديمقراطية، مستنكرة وجود العديد من الشباب المقبوض عليهم بشكل عشوائى، مؤكدة أن الحل الأمنى وحده لم يقض على الإسلام السياسى. نظم "البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان"اليوم الأحد احتفاليته السنوية السابعة عشرة مزامنة مع اليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان، وتأتى على هامش الاحتفالية ندوة تحت عنوان "المدافعين عن حقوق الإنسان في دول الخريف العربي بين المهنية والابتزاز السياسي". تم تكريم اسم المرحوم سيد فتحي المحامي، وتسلمت الجائزة زوجته المحامية غبير سيد، وجورج إسحق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والعمالي صابر بركات، والشاعر القطري محمد بن الذيب العجمي، وأيضًا اسم المرحوم محمد البراهمي من تونس، والناشطة السعودية سعاد الشمري، والناشطة السورية رزان زيتونة.