قال البابا تواضروس، الثاني البابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن البابا شنودة الثالث اسمه محفور في سجل الزمن والتاريخ نظرا لحياته الطويلة وأعماله الكثيرة التي صنعها وخدم بها عبر جهاد طويل. وأضاف البابا تواضروس -خلال عظته التي ألقاها في قداس تذكار نياحة البابا شنودة الثالث صباح اليوم بدير الأنبا بيشوي- أنه عندما نبحث في حياة البابا شنودة نجد أنه ترك لنا سيرة عطرة وتراثا ثمينا. واستطرد البابا" لقد ترك لنا سيرة عطرة.. حياته الطويلة منذ أن كان طفلا صغيرا وبعد أن تنقل في بلاد كثيرة ثم التحق بالجامعة.. فكان طالبا متميزا في كلية الآداب في جامعة القاهرة وكان محبوبا وسط زملاؤه، ولكنه أيضا كان يبشر بقامة روحية، قوية ورغم أنه كان طالبا في الجامعة إلا أنه التحق بالكلية الإكليريكية وصار فيها معلما وصار عطر سيرته يفوح من يوم إلي يوم. وتابع"وبعد أن عمل لسنوات قليلة التحق بدير السيدة العذراء وعاش في الدير في حياة النسك ولم يكتف بالدير فقط، ولكن هذا العطر في هذه السيرة لابد أن ينتشر، ففي حبرية البابا كيرلس السادس يرسمه أسقفا في أسقفية تنشأ لأول مرة وهي أسقفية التعليم الكنسي ويعيش الأسقف العام ويخدم بأمانة ويعلم الكثيرين وتزداد هذه السيرة في كل قلب". وتابع البابا تواضروس في حديثه عن البابا شنودة: "ويظل يقود الكنيسة علي مدى أكثر من 40 عاما لاتنحصر فقط داخل جدران الكنيسة، ولكنها تمتد عبر الوطن كله، وتمتد إلي خارج مصر، خدم بكل ما أعطاه الله من مواهب.. خدم الكنيسة والوطن في مراحل مختلفة ورغم ما تعرض له من تجارب كان ذا شخصية صامدة تضارع أهرامات مصر، وصار يعرفه الجميع كل إنسان مسيحي وكل مسلم وأيضا عرفه العرب، وعرف بألقاب كثيرة وفي سيرته الطويلة قدم نموذج للإنسان المخلص الذي يخدم كنيسته ووطنه." وتابع البابا تواضروس:"مؤخرا زارني الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وهو قامة من قامات الوطن، وحدثني عن علاقته بالبابا كيرلس والأنبا صموئيل أسقف الخدمات والبابا شنودة الثالث، ومازال يتذكر ذكريات مقابلاته مع البابا شنودة ويحكيها، وذكر عنها في بعض كتبه وهذا التأثير راجع لشخصيته ولطول حبريته ومعرفته وأمانته في خدمة هذا الوطن".