تساهم مجموعة من المواهب الشابة في مصر في إنعاش الفكاهة من خلال عروض يؤديها الممثلون وقوفا تعرف باسم (ستاند آب كوميدي). أسس هشام الجارحي (26 عاما) الذي يعمل مديرا للتسويق بإحدى الشركات في مصر مجموعة (الحزب الكوميدي) لتكون نقطة انطلاق لفناني الفكاهة من الجيل الجديد لتقديم إبداعاتهم للجمهور. بدأ الجارحي عام 2011 بفكرة زيادة عروض ستاند آب كوميدي لامتاع الجمهور وتشجيع هذا النوع من الأداء الفكاهي في مصر. ويرى أعضاء الحزب الكوميدي أن زيادة العروض وتنوعها وذيوع أخبارها والترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تساهم في نمو وتطور الفكاهة في مصر. وقال الجارحي "الحزب الكوميدي فيما يخصني شخصيا هو منصة للتعبير من خلال الفكاهة، البلد ليس فيه مثل هذه المنصة ليقدم منها الناس عروضا فكاهية لأنه نوع من الفن جديد نسبيا في مصر، أقرب لون إليه.. حتى إذا حاولت ترجمة اسم الفن إلى اللغة العربية.. يقولون إنه المونولوج الذي يرجع إلى أيام إسماعيل ياسين وكل فناني الفكاهة الكبار في ذلك الوقت. ويضيف" لكن ستاند أب كوميدي.. الوقوف أمام الجمهور.. والأداء.. جديد نسبيا. عمره هنا بين خمسة وسبعة أعوام، أحاول إظهار هذا الفن وأقول للناس إذا كنتم مضحكين تعالوا إلى الحزب الكوميدي لتصبحوا فنانين فكاهيين، يمكن في المستقبل أن تصبح مهنة كما هو الحال في الولاياتالمتحدة وأوروبا." ويقدم الحزب الكوميدي العديد من العروض وتتزايد جماهيريته في القاهرة كما زاد عدد الفنانين الذين يضمهم. وأضاف الجارحي "أعتقد أن الإقبال يتزايد بسبب قصص النجاح، نظمت كيت كات (اسم تجاري لنوع من الشوكولاته) مسابقة في الآونة الأخيرة في دبي وكل فناني الفكاهة الذين ضمتهم القائمة القصيرة (للمتنافسين) كانوا من الحزب الكوميدي وهذا أمر أرفع له طربوشي (تحية). يرون قصص نجاح تتحقق ويروننا في وسائل الإعلام الدولية وفي المجلات والناس يتحدثون عنا فيفكرون في الانضمام إلينا." ورغم الشعبية المتزايدة التي يكتسبها الحزب الكوميدي يقول الجارحي إن كثيرا من أصحاب المواهب ما زالوا مترددين في تقديم عروض أمام الجمهور. انضم سيف أبو قنديل، إلى الحزب الكوميدي ليساهم في عودة الفكاهة في مصر إلى الازدهار. وقال أبو قنديل -الذي يشغل منصب المدير العام بإحدى الشركات - "الخطة الثلاثية هي إفساح المجال لتقديم عروض فكاهية لكل مستويات المجتمع المصري، هذا هو هدفي وهدف كثير من فناني الفكاهة الآخرين، أعرف الكثير من فناني الفكاهة منذ بدأت أقدم عروض ستاند أب كوميدي في مصر عام 2008. ويضيف أبوقنديل" كان أحدهم يقول إنه يتمنى أن يقدم الفكاهة لكل المصريين لا لمحدثي الثراء والطبقات المتوسطة والعليا فحسب، النخبة لا تميز بين المضحك وما لا بأس به، يعتقدون أن المضحك هو برامج التلفزيون التي تسمع فيها أصوات الضحك داخل الاستديو أو أصحاب الأسماء الكبيرة مثل راسل بيترز، يعتقدون أن تلك هي الفكاهة، لكن أي شيء بين ذلك هو خط رمادي رفيع ولا يعرفون كيف يوضحونه، لكني أعتقد أن ستاند أب كوميدي سيزيد في مصر قطعا." ويرى الجارحي وأبو قنديل أن بطء انتشار عروض ستاند أب كوميدي في مصر يرجع في المقام الأول إلى أن معظم الذين يقدمون هذا اللون من الفكاهة يعملون بالفعل في مجالات أخرى مختلفة، فمنهم الأطباء والمهندسون والمسئولون في شركات الإعلانات وطلاب كليات الحقوق (القانون). ويتفق بعض أفراد جمهور عروض ستاند أب كوميدي مع هذا الرأي فيما يبدو. وقال عثمان خليل، الذي حضر أحد عروض الحزب الكوميدي بضاحية المعادي على مشارف القاهرة "رأيي في الستاند أب كوميدي أن هو لازم يتطور أكثر ويبقى فيه ناس تعمله أكثر عشان هو نوع فن بيمتعنا." ولكن فنان عروض ستاند أب كوميدي جراح الأعصاب أحمد الشرقاوي، يقول إن هدفه الوحيد هو الترفيه عن الجمهور في الظروف الصعبة التي تمر بها مصر حاليا. وقال الشرقاوي "بنعمل كدا عشان الناس تنبسط بس، مش واخذينها شغلانة، أهم حاجة أن الناس تروح مبسوطة عشان كل اللي بيحصل، صاحيين الصبح فيه انفجارين في الجيزة، فيعني أهم حاجة أن الناس تروح مبسوطة." وقال هشام الجارحي إنه يتمنى إنشاء ناد للفكاهة في مصر ليدعو إليه مبدعين من الخارج لتقديم عروضهم أمام جمهور من المصريين والأجانب.