اليوم تمر ثلاث سنوات على تنحي الرئيس السابق حسنى مبارك عن السلطة في أكبر تتويج سياسي لثورة 25 يناير. تأتي تلك الذكرى وشركاء الثورة منشغلين بانتخابات الرئاسة، وحالة الانقسام بينهم، وزاد منها رفض الكثير منهم النزول للشارع وإحياء تلك الذكرى. وأتى هذا الرفض صريحًا من تحالف القوى الثورية وتيار المستقبل والجبهة الحرة للتغير السلمي وتكتل القوى الثورية، بالإضافة لشاب جبهة الإنقاذ. برر هؤلاء رفض النزول بسبب الدعوة التي وجهتها جماعة الإخوان المسلمين لمؤيديها داخل تحالف الشرعية بالإضافة للمصريين النزول إلى الميادين في ذكرى التنحي مؤكدين أن الجماعة ستحاول استغلال هذه الفعاليات الجماهيرية، لإحداث المزيد من الفوضى والعنف قبل الانتخابات الرئاسية. بل طالب أغلبها الجميع بما فيهم القوى السياسية والثورية، أن تعطي لنفسها هدنة وتتوقف عن التظاهرات التي من شأنها تعطيل خارطة الطريق. وكان تحالف دعم الشرعية قد دعا في بيانه رقم 180 مؤيديها المصريين لإحياء تلك الذكرى بالنزول للميادين التي حملت رمز ثورة 25 يناير بالقاهرة والمحافظات اليوم الثلاثاء للدفاع عن تلك الثورة من محاولات التشويه والاغتيال المعنوي التي تتعرض له. فمن جانبه، أوضح صفوت عمران، أمين عام تكتل القوى الثورية الوطنية، لبوابة الأهرام أن التكتل لن يشارك في أي تظاهرات خاصة بإحياء الذكرى الثالثة لتنحى مبارك منعًا لحدوث مصادمات مع الشرطة، مؤكدًا في نفس الوقت تمسك التكتل بمطالب الثورة والإصرار على عدم عودة نظامي مبارك والإخوان للمشهد السياسي من جديد. فيما قال عمرو درويش منسق تيار المستقبل للبوابة، إن التيار يتجه وبقوة لعدم المشاركة في أحياء ذكرى تخلى الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم 11 فبراير مشيرا إلى أن ذلك لتفويت الفرصة على الذين أعلنوا نيتهم المشاركة في إحياء تلك الذكرى لأهداف ونوايا خبيثة يريدون بها استغلال التجمعات والقيام بأعمال عنف وتخريب ومواجهات مع الشرطة والجيش. وأضاف أن الفترة الراهنة لا تتحمل فيها مصر أي أعمال فوضى أو عنف ويجب على الجميع أن يتكاتفوا لدعم الأمن والاستقرار. ومن جانبه، أشار محمد جمال النفراوى عضو جبهه 30 يونيه أن الجبهة لن يشارك اليوم في ذكرى التنحي، في ظل التطورات الحالية، مؤكدًا أن اللحظة الراهنة تتطلب منا التركيز على البناء والتوقف عن احتجاجات بالشارع. كما رفض أيضًا عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الوطنية، محمد عطية فكرة المشاركة في فعاليات تلك الذكرى، مشيراً إلى أن جماعة ستعمل على استغلال تلك الفعاليات لإحداث فوضى، والاندساس بين القوى الثورية، في محاولة للسيطرة على الميادين الرئيسة في المحافظات، وإشعال الموقف. داعيًا الجميع قوى سياسية وثورية تركيز الجهود على تمر الاستحقاق الرئاسي والاستعداد لجعل معركتي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بمثابة مشهد ديمقراطي يليق بالمصريين. كما استنكر هيثم الخطيب القيادي بحزب الدستور ومنسق اتحاد شباب الثورة، دعوات التظاهر اليوم للإحياء ذكرى التنحي، مؤكدًا أن الشعب المصري احتفل بتنحي المخلوع، حينما احتشد بأعداد غفيرة بالميدان في 25 يناير، متسائلًا متى سنعمل، إذا احتفلنا بكل حدث مهم في الثورة..؟!، مناشدًا القوى الثورية بالكف عن دعوات التظاهرات المختلفة والاندماج في خارطة الطريق، وبدء عجلة الإنتاج والتنمية لمواجهة الأزمة الاقتصادية. وأيد هذا الموقف أيضًا شباب العديد من القوى الحزبية، وفي مقدمتهم شباب جبهة الإنقاذ، وشباب حزب الإصلاح والتنمية. حيث أكد علاء عبد النبي نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية أن الحزب لن يشارك في إحياء تلك الذكرى، لتفويت الفرصة على تحالف دعم الإرهابية الذي أعلن مشاركته في إحياء الذكرى لأهداف ونوايا خبيثة يريد بها استغلال التجمعات والقيام بأعمال عنف وتخريب ومواجهات مع الشرطة والجيش.