قال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إن بلاده باتت قريبة من إعادة علاقاتها مع إسرائيل، بعد أن قدمت اعتذاراً رسمياً لتركيا واستجابت لمعظم طلباتها على خلفية حادثة الاعتداء على سفينة "مرمرة الزرقاء". وأشار إلى بقاء قضيتين قيد البحث بين الجانبين وهما قضية التعويضات، والقيود المفروضة على غزة، لافتاً إلى أن المفاوضات بين الجانبين على التعويضات اكتسبت زخماً كبيراً في الآونة الأخيرة وهي في طريقها للحل. وأضاف داود أوغلو في لقاء مع مقابلة تلفزيونية ونقلها موقع وكالة الاناضول التركية تطرق خلالها لقضايا السياسة الخارجية التركية، أن الإتفاق على مسألة التعويضات في حال حدوثه، سيمهد الطريق لتوصل إلى تفاهم بشأن إزالة القيود على إيصال المساعدات إلى غزة خصوصاً، ولكل الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن قضية التعويضات مهمة لحماية الحقوق القانونية لمواطني تركيا، وليست مجرد تعويض مادي. وفيما يتعلق بقضية قبرص، أجاب داوود أوغلو "أن بعد الاستفتاء على خطة عنان عام 2004 ، -الذي رفضه القبارصة اليونانين- توقفت المفاوضات حتى عام 2008، ثم طرأت أمور في الجانب اليوناني كالانتخابات والأزمة الاقتصادية، حالت دون استكمالها، و بعد العديد من اللقاءات والاتصالات تم التوصل مؤخراً إلى صيغة تفاهم لاستكمال المفاوضات في هذا الشأن". وأجاب داود أوغلو عن سؤال حول مدى تأثير التعديلات على قانون الأنترنت في تركيا قائلاً " إنه لا يستصوب الحكم على قانون دون التدقيق فيه ومقارنته مع القوانين المماثلة في أوربا، معرباً عن عدم قناعته بإزالة جميع القيود عن حرية الصحافة، بل لا بد من وجود أخلاقيات يتحتم الالتزام بها أثناء أداء العمل الصحفي، وهذا ينطبق على الأنترنت، فمن غير المقبول أن تترك الأمور فيها دون تنظيم". مستدلا بأن أشخاصاً قاموا بنشر عناوين منازل الوزراء على الانترنت، أثناء أحداث "منتزه غيزي" ليقوم المتظاهرون بمهاجمتها. وأكد داود أوغلو أن عدم قيام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة كانت مرتقبة لتركيا، لا يعني أن جفاءاً يسود العلاقات بين البلدين، موضحاً أن الزيارة تأخرت في المرة الأولى بسبب أربيعينة الحسين في العراق، ثم برزت أحداث الأنبار والفلوجة والرمادي، وأضاف داود أوغلو أنه اتصل بنظيره العراقي بعد الهجوم الذي استهدف وزارة الخارجية في العراق، ولم يتناول الحديث بينهما زيارة المالكي لتركيا. وأعتبر داود أوغلو أن ضريح سليمان شاه داخل سوريا -الذي يحرسه جنود أتراك- هي أرض تابعة للجمهورية التركية، وأي اعتداء على الضريح لا يختلف عن الاعتداء على أي بقعة من الأراضي التركية، وأي اعتداء على الجنود الأتراك فيه لا يختلف على الاعتداء على الجنود الأتراك في تركيا. محذراً من عمليات تحريضية قد تستهدف الضريح وسط الانفلات الأمني في المناطق السورية.