تواصلت الانشقاقات والاستقالات الجماعية داخل حزب التحالف الشعبي بالإسكندرية؛ احتجاجا على سياسة الحزب ومواقفه السياسية الأخيرة، والتي اعتبرها المستقيلون خروجًا بالحزب عن أهداف الثورة، فيما رفض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب التعليق على تلك الاتهامات. ووصل عدد المستقيلين من الحزب بالإسكندرية حتى الآن 30 عضوا من أبرزهم سوزان ندا أمين عام الحزب بالإسكندرية، وحسين فوزي أمين مكتب الطلاب بالحزب ومحمود باجو أمين مكتب العمال وعضوى اللجنة المركزية كل من حسين خميس ومودي درويش. وقالت سوزان ندا سوزان ندا-أمينة الحزب بالإسكندرية وعضو الللجنة المركزية للحزب والتي تقدمت أيضاً باستقالتها، إنها تقدمت باستقالتها بسبب ما وصفته بإقصاء بعض التيارات داخل الحزب، والتي أشارت إلى أنه يضم تيارات يسار ثوري وديموقراطي و"لينيني"، وذلك عقب انتهاء انتخابات اللجنة المركزية الأخيرة لصالح تيار واحد وهو تيار التجمعيون وهم أعضاء سابقون بحزب التجمع. وأضافت ندا: برغم أننا نختلف مع تلك التيارات جذريا إلا أننا كما نري أن الجدل بين هذه التيارات يمكنه أن يخلق نموذجًا جديدا لليسار يتناسب مع مصرنا ومع ثورتنا، وتم تفريغ الحزب من فكرته الملهمة بخلق يسار جديد واقعي ثوري يسعي للاشتراكية عبر خصوصية الواقع المصري. وأكدت ندا أن تفرد تيار واحد داخل الحزب انعكس بالسلب على أداء الحزب السياسي وأضافت قائله: فبدلاً من أن يشكل معارضة ثورية للمرحلة الانتقالية الحالية تركز علي العدالة الاجتماعية، والحريات العامة من منظور التشاركية الديمقراطية الشعبية وأصبح يشكل معارضة صورية مثله مثل حزب التجمع في عهد مبارك-بحسب قولها-. وأكد حسين فوزي رئيس مكتب الطلاب بالحزب المستقيل، أن استقالته جاءت نتيجة الموقف المتخاذل للمجموعة المسيطرة على قيادة الحزب من قبل السلطة الحالية، مبدياً استياءه مما قال إنه إتخاذ قيادة الحزب الحالية مواقف متخاذلة من الأحداث السياسية الراهنة على الساحة، واصفاً أياها بالمواقف التي ترضي السلطة العسكرية الحالية-على حد تعبيره. وأضاف: لم يصدر عن المجموعة المسيطرة على الحزب أي موقف ينتقد ممارسات الداخلية أو بخصوص "دسترة" المحاكمات العسكرية للمدنيين أو الضغط من أجل انتزاع أى مطلب ديمقراطي أو اجتماعي، بل عملت على تعطيل أى مبادرة استهدفت خلق أى زخم سياسي أو تنظيمى-بحسب قوله-. وتابع: كنت آمل أن يكون حزب التحالف الشعبي الإشتراكي هو الصوت الثوري الأصيل في مرحلة ما بعد إسقاط حكم الإخوان البغيض بأن يكون له مواقف نقدية حقيقية من السلطة الحالية وقوة ضاغطة لنزع أكبر قدر من المكتسبات الديمقراطية والاجتماعية الممكنة لصالح جموع الشعب مع عدم رفع شعارات خاطئة تصب في صالح جماعة الإخوان المسلمين الباغية وحلفائهم. من جانبه أشار حسين خميس- عضو اللجنة المركزية للحزب والمستقيل أيضا- إلى أنهم تقدموا باستقالاتهم بعدما تيقنوا من نية من وصفهم بالأعضاء التجمعيين في السيطرة على الحزب، وتحويله إلى مجرد ديكور في المرحلة المقبلة، كما كان الحال بالنسبة لحزب التجمع وقت حكم مبارك. وأعلن جمعة عن نية الأعضاء المستقلون من الحزب في تكوين كيان جديد يكون هدفه الأول تكملة أهداف الثورة وشعارها (عيش وحرية وعدالة اجتماعية). ورفض البرلماني السابق والقيادي بالحزب أبو العز الحريري التعقيب على ملى اتهامات الأعضاءئ المستقيلين، لافتا إلى أنه لا يستطيع التحدث حاليا-بحسب تعبيره-. وتوجهنا إلى معتز الشناوي القيادي بالحزب ليعقب على الاستقالات إلا أنه لم يرد على هاتفه.