بوادر أزمة تلوح في أفق حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بعد انتخابات اللجنة المركزية لمؤتمره الأول، الذي يعقد على مدار شهرين؛ تحسبًا لحدوث انقسام داخل الحزب، بعد أن تبادل تيارين في الحزب الاتهامات حول تربيطات انتخابية، بين "التجمعيين" المنشقين من حزب التجمع في مارس 2011، وبين أعضاء تيار التجديد الاشتراكي، دون الأخذ في الاعتبار أنهم أصبحوا أعضاء حزب واحد. وكان الحزب قد بدأ تأسيسه في مارس 2011، بناءً على دعوة من عبد الغفار شكر وكيل مؤسسيه الحالي، وإبراهيم العيسوي من حزب التجمع، ويحيى فكري من تيار التجديد الاشتراكي، وعدد كبير من الشخصيات اليسارية، من حزب التجمع، وأعضاء تيار التجديد الاشتراكي، وشخصيات مستقلة تنتمي للفكر الاشتراكي. الخلافات كشفت عن أن تهمة حزب التجمع تلاحق أعضائه المنشقين رغم خروجهم منه، فأعضاء التيار الذين كانوا دومًا يطالبون شرفاء التجمع بالاستقالة، وبناء حزب جديد لمواجهة ما وصفوه بالشلليه، هي ذاتها نفس الاتهامات، التي يطلقها البعض على أعضاء التحالف من التجمعيين، وأنهم إقصائيين وتلاعبوا بنتيجة الانتخابات. في هذا السياق، نفى خالد عبد الحميد أحد أعضاء تيار التجديد، وجود خلافات بينهم وبين "التجمعيين"، مؤكدًا أن تيار التجديد تم حله منذ أكثر من شهر، على الرغم من إعلانه استقالته، في رسالة لأعضاء الحزب، بعد ما تم اتهام تيار التجديد من أحد الأعضاء، بالاستقطاب والإبتزاز السياسي. ويواجه "التجمعيين" اتهامات بإقصاء عدد كبير من أعضاء "تيار التجديد"، بإقصائهم من المواقع القيادية، عن طريق التربيطات الانتخابية، كما تم اتهام أعضاء التيار من قبل التجمعيين، بمحاولة إقصاء طلعت فهمي ومحمد صالح، من اللجنة المركزية؛ لضمان عدم ترشحهم للمواقع القيادية. وقال محمد أمين، عضو المؤتمر العام للحزب، وأحد المنشقين عن حزب التجمع، ل"البديل": إن "التجمعيين" هم من قاموا بإقصائهم وتأمروا ضده، نافيًا أن يكون مستقبل التحالف مثل التجمع، لأن الحزب به شباب لديهم وعي، وعلى استعداد أن يواجهوا القيادة، مؤكدًا على أن تشكيل اللجنة المركزية مقبول، لكن تم التأمر على بعض الأعضاء لإقصاهم. وعلى جانب أخر، وجه خالد حواس أحد المنشقين عن حزب التجمع، رسالة لأعضاء تيار التجديد، وحصلت "البديل" على نسخة منها، قال فيها: "التجمعيين مطلوبين عندما كنتم بحاجة إلى عبد الغفار شكر وإبراهيم العيسوي بتاريخهم المشهود وخبراتهم القيادية، وبحاجة إلى طلعت فهمي بتفرغه وعلاقاته وانقطاعه لبناء الحزب، وبحاجة إلى رفيق الكردي ومحمد أمين ومحمد عبد الله وهشام حموده لدأبهم في العمل اليومي، وبحاجة إلى الحريري وزهدي الشامي وأنيس البياع وعادل المليجي وعلي اسماعيل وحمدي عبدالحافظ وخالد الصاوي ومحمد صالح ونجوى عباس وأحمد عبد الوهاب بمحافظاتهم ومناطقهم وتوكيلاتهم". وأضاف "حواس" في رسالته: "لقد كان التجمعيين مطلوبين ليبنوا لكم الحزب وما كنتم لتبنوه وحدكم ولا في مئة عام، فأنتم يا من جئتم من الحلقات التي تقوم على بضع عشرات من الأعضاء لا تجيدون التنظيم، ولا تجيدون الإدارة، ولا تجيدون معاملة الناس، ولا تجميعهم، وتهربون من العمل الشاق ولا تستطيعون الخروج من وسط القاهرة". وتابع "حواس" موجهًا كلامه لأعضاء تيار التجديد: "أنتم لا تستطيعون خوض وإدارة انتخابات جماهيرية، لذلك تبحثون دوما إما عن دور ثانوي يبدو ثوريًا لتفاخروا به، أو عن فصيل جماهيري تتظللون به، كما أنكم لا تجيدون خوض انتخابات داخلية، لا تعرفون كيف تنجحوا ولا تتقبلون الهزيمة، و لا تستطيعون العمل في منظمة واسعة، فأنتم لا ترون إلا أنفسكم والآخرين، إما تابع وإما عدو، أنتم حتى لا تستطيعون إطلاق إشاعات متماسكة". وكشفت الخلافات أن حزب التجمع لازال طرفًا في المعادلة داخل حزب التحالف، الذي فشل في توحيد صقوقه، قبل اكتمال مؤتمره الأول، ومازال بداخله تيارات متنافسه على قيادة الحزب.