أعلنت المحامية الحقوقية، سوزان ندا، أمين حزب التحالف الشعب الاشتراكي بالإسكندرية، استقالتها من منصبها، مرجعة ذلك إلى تفريغ الحزب من فكرته الملهمة بخلق يسار جديد واقعي ثوري يسعي للاشتراكية، وهو ما شاركها فيه عدد من قيادات وأعضاء الحزب بالمحافظة، فيما يشبه الاستقالة الجماعية، على رأسهم قيادات بمكتب العمال ومكتب الطلاب. وأوضحت "ندا"، أنها لاحظت إقصاء بعض التيارات داخل الحزب عقب انتخابات اللجنة المركزية الأخيرة لصالح تيار واحد، قائلة: "بالرغم أننا نختلف مع هذه التيارات جذريا، إلا أننا نري أن الجدل بين هذه التيارات يمكنه أن يخلق نموذجًا جديدا لليسار يتناسب مع ثورتنا". وأعلنت "ندا" عبر صفحتها الشخصية بموقع "الفيس بوك"، شروعها هي وعدد من المستقيلين من الحزب، في بناء كيان جديد، متمنية من زملاءها في التحالف الشعبي تصحيح المسار، ومشاركتها في الكيان الجديد الذي من المفترض أن ينحاز و يناضل بشكل واضح وصريح. وقالت "ندا" في استقالتها: "أن كثيرا ما جاءت مواقف أمانة حزب التحالف بالإسكندرية مميزة عن مواقف مكتب القاهرة، وكانت بيانات أمانة الإسكندرية و مواقفها المميزة والتي خالفت أحيانًا المواقف المعلنة للحزب ابتداءً من معركة (محمد محمود) الأولى و مرور ب (التفويض) وأخيرًا حول (قانون التظاهر)، تعني أننا حرصنا رفيقات ورفاق علي الاشتباك مع الواقع السياسي برؤية نضالية نابعة من قناعتنا المشتركة، كما تبنينا كل مواقف الحزب المشرفة ابتداء من العودة للمشاركة في (محمد محمود)، ومرورا بوقف الدعاية الانتخابية، وتشكيل جبهة الثورة مستمرة، و انتهاء ببيان الثورة لا تختار بين أعدائها". وتابعت: "عندما قرر الحزب إقصاء جميع التيارات بداخله لصالح تيار واحد، انعكس ذلك على أداء الحزب، فبدلاً من أن يشكل معارضة ثورية للمرحلة الانتقالية الحالية، أصبح يشكل معارضة صورية، وتعمد هذا الاتجاه المسيطر الخرس السياسي وعدم الاشتباك مع المرحلة الراهنة"، كما وصفت السلطة الحاكمة الآن بأنها نفس الطبقة "المباركية" بتشوهاتها -رغم تجميل الحكومة ببعض الوجوه الديمقراطية و رغم تميزها عن الرجعية الدينية التي تعبر عن ذات الطبقة،مضيفة: "نحن لا نرضي كطليعة ثورية بشرت باستكمال أهداف الثورة و شعار (عيش - حرية - عدالة اجتماعية) أن نستمر في كيان يتذيل السلطة الانتقالية ولا يلهم الجماهير".