يدلي رؤساء ثلاثة أجهزة استخبارات بريطانية اليوم الخميس، معا للمرة الأولى علنا، بأقوالهم أمام النواب البريطانيين وذلك بعد تسريبات إدوارد سنودن المحلل السابق لدى الوكالة الوطنية للمخابرات الأمريكية. وسيتم استجواب كل من ايان لوبان رئيس جي سي اتش كيو (وكالة الأمن القومي) وانردو باركر المدير العام لجهاز "ام آي 5" (الأمن الداخلي) وجون ستيورات رئيس "ام آي 6" (الاستخبارات الخارجية)، بشان حجم عمليات المراقبة التي كشفها المحلل السابق لدى الوكالة الوطنية للمخابرات الأمريكية، وذلك أمام لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني. وسيتم للمرة الأولى بث جلسة الاستماع مباشرة عبر التلفزيون، لكن مع تأخير بدقيقتين بما يتيح حذف المعلومات التي يقدر أنها غير مناسبة. وكان يتم سماع رؤساء هذه الأجهزة حتى الآن في جلسات مغلقة. وقالت اللجنة البرلمانية إن هذه الجلسة التي من المقرر أن تدوم ساعة ونصف الساعة، تهدف إلى "تقديم صورة عن عالم الاستخبارات والعمل الذي تنجزه وكالات الاستخبارات باسم المملكة المتحدة" موضحة أنه لن يتم التطرق إلى أي مسألة تختص بالسرية. وقال مالكولم ريفكيند رئيس لجنة الاستخبارات والأمن ووزير الخارجية الأسبق: "لن نطرح عليهم أسئلة لا يمكنهم الرد عليها دون كشف معلومات سرية". ومنذ عدة أشهر تتعدد المعلومات التي مصدرها وثائق سرية سربها إدوارد سنودن. وقالت صحيفة الاندبندنت اليومية البريطانية هذا الأسبوع ان وثائق نقلها سنودن وصور جوية "تشير" إلى أنه قد يكون لدى بريطانيا جهاز تنصت سري مثبت على سقف السفارة البريطانية ببرلين. أما الولاياتالمتحدة فهي متهمة بالتجسس على الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل. ودفع جلين جيرنوالد الصحفي الأمريكي السابق في صحيفة "جارديان" الذي اطلع على وثائق سنودن ونشر سلسلة مقالات حول الموضوع، صباح اليوم الخميس على بي بي سي، راديو4، عن نفسه تهمة الإساءة للأمن الوطني من خلال مقالاته. وأوضح "تذكروا أننا لم ننشر إلا القليل من آلاف الوثائق التي حصلنا عليها من مصدرنا. ولم يتم كشف أي اسم أو أي تفصيل سري وما نشر هي معلومات أدت إلى إصلاح تشريعي ونقاش عالمي حول الخصوصية والإنترنت. أما كيو ديفيد أورماند الرئيس السابق لجهاز جي سي اتش، فقد قال للقناة ذاتها: "إثر هذه التسريبات، أصبحنا نعرف أقل عن الأشخاص الذين يحاولون الإساءة إلينا، ومن هنا فإننا نشعر بأننا أقل أمنا".