القبض على عصام العريان فجر اليوم الأربعاء في شقة بالتجمع الخامس بالقاهرة، يعد ضربة أمنية للجماعة ولاسيما مع قرب محاكمة مرسي واستعداد الجماعة لتنظيم مظاهرات تدعي أنها ستكون الأضخم في يوم 4 نوفمبر موعد محاكمة مرسي وعدد من قيادات الاخوان في أحداث الاتحادية. عصام العريان الذي يبلغ من العمر 59 عاما، يعتبر أحد عناصر الجماعة التي أسهمت في إحياء الجماعة في السبعينات من القرن المنصرم بعد الاتفاق الذي عقده السادات مع المرشد العام السابق عمر التلمساني. ينتمي عصام العريان وفقا لتعريف الكثيرين من الباحثين إلى الجناح الإصلاحي بالجماعة إلا أنه عقب ثورة 25 يناير خاصة بعد فوز الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية أظهر تشددا غير مسبوقا في التعاطي مع الأزمات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد. شارك عصام العريان الذي ينتمي إلي محافظة الجيزة أقسام عديدة لجماعة الاخوان المسلمين علي رأسها القسم السياسي الذي رأسه فيما بعد حتي ثورة 25 يناير واختياره نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بالإضافة إلى قسم الطلبة الذي جعله قريبا جدا من المجموعات الشبابية. ألقت الأجهزة الأمنية القبض علي عصام العريان فجر يوم جمعة الغضب 28 يناير، إلا أنه بعد عملية اقتحام السجون تمكن من الهرب مع عدد من قيادات الجماعة، ونجح وبصحبته سعد الكتاتني في الدخول إلي ميدان التحرير بفضل اثنين من شباب الاخوان الذين رفضوا تطبيق تعليمات الجماعة بعدم المشاركة في ثورة 25 يناير، وهما هاني محمود وأحمد نزيلي. عقب الثورة دخل العريان في مشادات مع هذه المجموعة الشبابية علي خلفية انحياز الشباب الذين أطاحت بهم الجماعة فيما بعد إلي مبدأ الثورة مستمرة في حين انحاز العريان إلي مبدأ الاصلاح المتدرج. ويشعر الكثير من شباب الإخوان تجاه عصام العريان وباقي المجموعة الاصلاحية بالحنق بسبب تجاهلهم لعملية الإطاحة بهم من الجماعة على يد المهندس خيرت الشاطر. وقد تعرض العريان خلال هذه الفترة، علي الرغم من صمته علي كثير من تجاوزات الجماعة، إلي حملة تشويه عنيفة داخل التنظيم الإخواني، ولاسيما قبيل الانتخابات الرئاسية عندما وصف عبدالمنعم أبو الفتوح ب(الأخ المجاهد). ورغم معارضته الشديدة لترشيح أي من أبناء الاخوان للانتخابات الرئاسية إلا أنه اختير كمستشار سياسي لرئيس الجمهورية عقب فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية. استقال العريان من منصبه بعد سلسلة من المواقف المحرجة التي وضع فيها الجماعة بسبب تدويناته علي الفيسبوك وأبرز هذه المواقف عندما صرح بأن الرئاسة تقوم بتسجيل جميع المكالمات الصادرة عنها دون إذن قضائي، إلي جانب دعوته لليهود المصريين بالعودة إلي مصر وتعويضهم عن أملاكهم التي تم تأميمها علي أن يعود فلسطينيو الشتات إلي أراضيهم . وكان لهذين الموقفين الدور الرئيسي لممارسة الضغوط عليه وتقديم استقالته لرئاسة الجمهورية، إلا أن العريان واصل تصريحاته المحرجة للجماعة عندما وقف في مجلس الشوري مهاجما لدولة الامارات قائلا مانصه :"عليكم أن تختاروا بين أن تكونوا عبيدا عند لصوص أو ملوكا بين العرب"، الأمر الذي دفع حزب الحرية والعدالة متمثلا في رئيسه سعد الكتاتني التأكيد علي أن تصريحات العريان لاتعبر عن الحزب. عقب الموجة الثورية الثانية في 30 يونيو، شن العريان هجوما لاذعا علي القوات المسلحة والفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للجيش المصري ماوضعه تحت طائلة القانون بتهمة إهانة القوات المسلحة، إلي جانب تهم أخرى تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين. ونجح العريان في الاختباء من الملاحقة الامنية التي قامت بأكثر من 100 مأمورية ضبط وإحضار فاشلة له. إلا أن المثير خلال هذه الفترة سير العريان علي نهج بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل رسائل وبثها عبر احدي القنوات الفضائية. امتدت مسيرة العريان في العمل السياسي لنحو 40 عاما، القي القبض عليه عشرات المرات كانت كل مرة يصاحبها استياء وغضب من المواطنين والرأي العام إلا أن هذه المرة تغير الأمر على ما يبدو، بسبب اخطائه وجماعته وحزبه.