مع اقتراب مظاهرات جمعة الغد، المتوقع أن تكون ساخنة ومتوترة.. تشتعل الميادين المؤيدة والمعارضة للرئيس المقال محمد مرسي بحربها الكلامية والموسيقية، حتى أضحت الشعارات والدعوات التي تصدح بها حناجر متظاهريها وساستها الكبار، سيمفونيات تلهب حماس سامعيها، بعد أن باتت لحناً يُعزَف وكلمات تطرب، في محاولة من أصحابها إيصال رسالتهم بطريقتهم الخاصة. ولأن الشباب هم من حملوا راية المظاهرات، المؤيدة والمعارضة، فقد جاءت أغانيهم مختلفة عن الأغاني البسيطة المتعارف عليها، فأغاني الميادين والأحداث السياسية في الميادين المصرية تنتمي اليوم لموسيقى "الهيب هوب" و"البوب الشرقي" إلى جانب الموسيقى الشعبية. فأمس، لم ينتظر قطاع من المصريين وقتاً طويلاً بعد دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، أبناء الشعب إلى النزول في مظاهرات الجمعة لكي يعطوه "تفويضاً في مواجهة أي إرهاب محتمل" حتى خرجوا له بأغنية "فوضناك"، والتي تطالبه بالقضاء على ما طلب التفويض به. تقول كلمات الأغنية التي تتضمن هجوما على جماعة الإخوان المسلمين، وغناها مطرب شاب اسمه "مادو": «فوضناك فوضناك.. قتلوا في شعبي وشرطة وجيشي.. من المنصورة لحد عريشي.. واللي يعيشوا عليه حاجة واحدة تجارة بدين الله.. وعشان كدة بقي فوضناك.. فوضناك فوضناك.. تقضي يا سيسي على الإرهاب.. فوضناك فوضناك.. والجمعة الجاية وراك.. فوضناك فوضناك.. هددوا فينا وخانوا بلادنا.. مبقاش ياكل اتعودنا.. هاتوا حماس.. كلموا أمريكا.. برضو هنقضي على الإرهاب.. وعلشان كده بقى فوضناك". وفي المقابل، وعلى الجانب الشرقي من العاصمة المصرية القاهرة، خرج من "رابعة العدوية" سيمفونيات موسيقية ترجمت هتافاتهم وشعاراتهم التي علقت على جدران الميدان. أغنية رابعة العدوية التي تعزف على موسيقي "التكنو" الحماسية، تقول: "ارحل يا سيسي.. مرسي هو رئيسي.. ناس كثير في الميدان كل يوم أشكال وألوان.. الحقيقة ناس حرة عايزة تعيش حرة..قتلونا واحنا ساجدين في الجنة يا ناس منورين.. قرب على عدوية ناس رايحة وناس جاية.. ناس كثيرة في كل مكان.. ناس عايزة تعيش في أمان..هتفضل مصر حرة، الثورة مستمرة..ليه تقتل أخويا؟".