تحتفل اليوم مدينة دشنا في محافظة قنا بمولد الشيخ جلال الدين الدشناوى، أحد أقارب شعراء المعلقات امرؤ القيس، وعمرو بن كلثوم، حيث ينتمي لقبيلة كندة. وقد قام المواطنون وكبار العائلات والمتصوفة بتنظيم الاحتفال، الذي يستمر 12 يوما، يتخلله احتفالات الخيل والتحطيب والإنشاد الصوفي في مدينة دشنا، التي شهدت مولده عام 615ه، التى لم تشهد مدفنه، حيث دفن في جبانة قوص، كما تقول الكتب التي أرخت لسيرته، حيث عاش فيها تلميذاً وعالماً من أبناء الشافعية في العصر المملوكي، إلا أن الأهالى يعتقدون أنه مدفون في مسقط رأسه، وأن مقامه هذا ليس مقام رؤيا وإنما مقام "شاهد عيان" وأنه مدفون في جبانة تم اقتطاع جزء منها لمناضل الثورة العرابية الصعيدي رشوان بك، حيث بنى على بعض أطلالها مسجد كبير يعتقد أنه كان بيته الذي شهد مولده. الشيخ حسن السلال أحد مشايخ الرفاعية قال ل"بوابة الأهرام" إن ما تعيشه مصر حالياً من تطورات تحتاج لتعاليم الشيخ الخالدة، حيث أن له تعاليم تحتاجها ربوع مصر جميعا، وهى التي دونها لابنه في وصية رائعة أجملها في عشر نصائح منها: ألاّ تستقر على جهل ما تحتاج إلى علمه ومصر تحتاج إلى العلم فقط لا سواه، ونبذ الجهل ومنها أن تنتصف من نفسك ولا تنتصف لها إلا لضرورة ومصر جميعا بحكامها ومسؤليها ومواطنيها تحتاج إلى أن تنصف نفسها من نفسها وتنقذ نفسها من تضخم الذات، الذي يؤدى بها إلى التجبر والكبر والاستبداد، ومنها أيضا ألاّ تعاديَ مسلماً ولا ذمياً، ومصر تحتاج إلى المسامحة بين عقائدها الإسلامية والمسيحية معا لإنقاذ نفسها من الفتن الطائفية. وأضاف الشيخ السلال كذلك من أهم تعاليمه ألاّ تستهين بمِنَنِ الناس عليك، ومواطنوا مصر يحتاجون للاعتراف بمن مدوا أيادى العون لهم، وكلنا في احتياج إلى نبذ ثقافة الطاووس والاعتراف بمنن الناس علينا، ومنها أيضا أن تلقى الناس مبتدئاً بالسلام، محسناً في الكلام، منطلق الوجه، متواضعاً باعتدال، مساعِداً بما تجد إليه السبيل، محببا إلى أهل الخير، مدارياً لأهل الشر، وهى نصيحة تشرح حقوق الإنسان والوضعية الإنسانية، التي كان يسير عليها الشيخ، الذى كان يؤمن بالوضعية الإنسانية فى معاملاته. يذكر أن مولد الشيخ جلال الدشناوى، يشهد إنشاد الشيخ ياسين التهامى فى أحد لياليه، لأنه كان من أهم الموالد التى شهدت زيوع صوته وإعطاؤه لقب بلبل الصعيد.