أخذ اعتصام اليوم الثلاثاء ثاني أيام ثورة تمرد، شكلًا جديدًا، حيث اكتسب أعداد كبيرة من المتظاهرين والمعتصمين، وازدادت أعداد الخيام بشكل كبير جدًا في الجهة المقابلة لقصر الاتحادية، وبطول شارع المرغني، وانتشر المتظاهرون في كل شبر بمحيط القصر. توقفت فعاليات المنصة الرئيسية المقامة أمام القصر في الواحدة والنصف من مساء أمس، فيما استمر المتظاهرون في احتفالاتهم بالغناء والرقص وإطلاق الألعاب النارية حتى الدقائق الأخيرة قبل صلاة الفجر. وتجمع المتظاهرون في العديد من الحلقات النقاشية بأنحاء محيط القصر لمناقشة الوضع السياسي في البلاد بعد المتغيرات التي طرأت أمس من تصريحات مؤسسة الرئاسة وبعض الجماعات والأحزاب، بالإضافة إلي مناقشة فعاليات اليوم المقرر أن تبدأ في الخامسة مساء في حالة عدم استجابة مؤسسة الرئاسة لمطالب المتظاهرين. كما تناقل المتظاهرون، الأخبار من خلال مواقع الإنترنت والراديو لجمع المعلومات، وهناك من جلس علي الأرض في حلقات لغناء الأناشيد الوطنية، وفضل آخرون النوم داخل الخيام، وأعلي السور الخرساني المقام أمام القصر، والابتعاد عن ضجيج المارة وعلي الأرصفة. فيما اكتظت المقاهي المحيطة بقصر الاتحادية بمنطقة الكربة وشارع الخليفة المأمون بالرواد من معتصمي الاتحادية كالعادة، الذين ذهبوا لتناول المشروبات الساخنة والباردة وتدخين الشيشة وسماع برامج التوك شو، كما تجمع المتظاهرون أمام المطاعم المحيطة بشوارع القصر لتناول الوجبات الخفيفة. وشهد الاعتصام مباريات كرة بين المتظاهرين وأغاني وأناشيد وطنية، كما تجمع البعض أمام مكبرات الصوت علي بعض الأغاني الشعبية، وقاموا بعروض رقص علي الأغاني وتبادل النكات واسترجاع لأحداث يوم أمس. وجاءت أنباء مسيرات الحركات الإسلامية ومؤيدي الرئيس اليوم في عدد من المحافظات، كمحور رئيسي لمناقشات المتظاهرين والمعتصمين، واعتبر المتظاهرون رد فعل مؤيدي الرئيس يؤكد عدم استجابة مؤسسة الرئاسة لمطالب الشعب، وأنهم بهذه الطريقة سيزيدون من احتقان الشارع اتجاههم، وأن هذه المظاهرات هي استمرار لحالة الانقسام في صفوف الشعب التي شهدتها البلاد الفترة الماضية. ونظم المعتصمون لجانًا شعبية في جميع مداخل محيط قصر الاتحادية عقب صلاة الفجر لتأمين المتظاهرين، بعد إشاعة خبر تحرك الإخوان المسلمين المعتصمين بمنطقة رابعة العدوية باتجاه قصر الاتحادية، بالإضافة إلي تنظيم مجموعات أخري لتنظيف الشارع لاستقبال المتظاهرين. كما بدأت الطائرات الهليكوبتر في التحليق أعلى محيط القصر مع أول شعاع ضوء من صباح اليوم الثلاثاء. ولعب سائقو الدرجات النارية دورًا في الاعتصام كعادتهم، من خلال الألعاب البهلوانية والحركات الأكروباتية بدراجاتهم، لجذب انتباه المعتصمين، واعتبروا هذا العرض نوعًا من الاحتفال بثورة تمرد، كما انتشر أيضا الباعة الجائلون في مختلف أنحاء محيط القصر.