قال محسن عوض، عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن من دفع الثمن خلال ال 30 شهرا الماضية هم "الإعلاميون"، حيث تحملوا الكُلفة الكبيرة من تكلفة التغيير. أكد عوض، أن حقوق الإنسان لا تنهض إلا بتحالف وثيق بين الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان، حيث إن البلاد تمر بلحظات عصيبة من فترات التحول والانقسام، لافتا إلى أن "حالة القلق مشروعة" واصفا الشعور بما قد يحدث فى الغد أو بعد الغد ب"المبهم". جاء ذلك خلال المؤتمر الذى عقدته المنظمة العربية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، للإعلان عن إطلاق التقرير السنوى للمنظمة، بعنوان "مشهد التغيير فى العالم العربى ..ثلاثون شهراً من الإعصار". وقال عوض: "على ربان المركب أن يحمى مصر من الانقسام والحرائق المقبلة أيا كانت وجهة نظر المعارضين له"، موضحا أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان مع الدولة الديمقراطية الحديثة التى تكون لكل أبنائها ولكل طوائفها، ولا تمييز فيها لأحد على أحد، معلنا رفضه للعنف بكل أشكاله وممارساته. واصل عوض حديثه قائلا:"يخطئ البعض عندما يظن أن الثورات "فعل ماضى"، مؤكدا انها "فعل مضارع" حيث إن الثورات لن تتوقف إلا أن يتم الإصلاح الجدى، الذى دفع ثمنه الشباب بدمائهم من أجل هذا الإصلاح، مشيرا إلى أن مؤشر الاحتجاجات فى صعود مستمر. لفت عوض الانتباه، أن منظمات حقوق الإنسان مسئوليتها المراقبة والمتابعة والتحليل، هى كيف تعمل النظم السياسية، وليس من يحكم هذه النظم، مشددا على ضرورة أن يكون الحديث عن "كيف" وليس "من"، معربا عن تمنيه أن تسير الفترة المقبلة باتجاه سلمى. ودعا عوض المسئولين أن يعوا بأنهم أمام لحظة فارقة، وعليهم أن يأخذوا تلك المرحلة مأخذ الجد. من جانبه قال علاء شلبى، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، إنه رغم التحركات الشعبية التى شهدتها دول الربيع العربى، ورغم أن هناك تعزيزا للمكاسب التى حققتها الثورات العربية، لكنها "غير مقننة" بشكل كاف من خلال تشريعات تحمي تلك المكاسب، مما أدى إلى ظهور عقبات قد تشكل مخاطر على حالة حقوق الإنسان. وأشار شلبى، إلى أن التقرير الذى اصدرته المنظمة اليوم، يسعى إلى إجلاء طبيعة التحولات التي تشهدها المنطقة ومدى تأثيرها على قضايا حقوق الإنسان، والانتقال إلى الديموقراطية، والتنمية التي تمثل لب التحدي، ومناط الرجاء في التحاق البلدان العربية بركب العصر. وحول المساعى الأخيرة للمنظمة في سوريا، أشار شلبى إلى أنها متعلقة بأهلنا فى سوريا خصوصا أننا بصدد ما وصفه ب"المجزرة"، ملفتا أنه تم الاستيلاء على الثورة السورية سواء من النظام السورى أو من غيره، فنحن أمام تخاذل الدول العربية التى لم تمارس أقصى درجات الضغط الحقيقى لإنهاء كارثة السوريين، بل وشاركت فى الأزمة وأثارت النعرات والانقسامات، على حد قوله.