نقابة المهندسين بالغربية تنظم مهرجانا شعريا وأمسية ثقافية (صور)    توافق مصري كيني على أهمية الممر الملاحي «فيكتوريا - البحر المتوسط»    رفع الحد الأدنى لأجور الصحفيين والإداريين بمجلة العمل إلى 6000 جنيه    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    «إن فاتك الميرى أنت الكسبان» تسلح ب«ريادة الأعمال»    وكيل بحوث القطن: طفرة في المساحات المزروعة هذا العام بزيادة 46%    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    إسرائيل تمنع قنصلية إسبانيا من تقديم خدماتها للفلسطينيين    العدل الدولية تبت اليوم في طلب جنوب أفريقيا لانسحاب إسرائيل من رفح    سامح شكري يتوجه إلى باريس لبحث وقف إطلاق النار في غزة    فيتنام: مقتل 14 شخصا وإصابة 3 جراء حريق في هانوي    إعلام فلسطيني: 5 شهداء وعدة مصابين بقصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا بحي الفاخورة    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    مدرب الترجي يشحن لاعبيه: سنعود بدوري أبطال أفريقيا من القاهرة    الزمالك يرحب بعودة بن شرقي ل3 أسباب.. وعائق وحيد أمام الثنائي    طقس اليوم: انخفاض بدرجات الحرارة.. وعظمى القاهرة 34    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية في محافظة الدقهلية 2024    النشرة المرورية.. سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة    استدعاء أسرة صاحب مركز صيانة سيارات تخلص من حياته بالمعصرة    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    434 طالبا.. إدارة طور سيناء التعليمية تستعد لامتحانات الدبلومات الفنية ب 3 لجان    جنى تحت المياه.. استمرار أعمال البحث عن الضحية الأخيرة في حادث معدية أبو غالب    موعد ظهور نتيجة امتحانات الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ.. رابط مباشر    هنادي مهنا تحتفل بعيد ميلاد والدها: مهما كبر سني هفضل أعيش في ضله    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    الصحة تطلق 3 قوافل طبية ضمن مبادرة حياة كريمة    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    سعر اليوان الصيني بالبنك المركزي اليوم الجمعة 24 مايو 2024    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    غير مريح للبشر، اكتشاف كوكب جديد "قريب من الأرض"    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 24 مايو 2024    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    بركات: مواجهة الترجي ليست سهلة.. ونثق في بديل معلول    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو..الصاوى: الثورة لم تصل للطبقات الشعبية وتقلقنى سيادة فلسفة البلطجة وخايف دماغى تضرب من "الفيل الأزرق"

من الصعب أن تؤمن بشخص يحمل بداخله أكثر من موهبة.. ومن الذكاء أن يستطيع هذا الشخص إقناعك بذاته في جميع "ملكاته" وأن يجعلك دائما تراه بصورة متجددة.. والأجمل أن تحترمه لأنه ليس متلونا، وظل مؤمنا بموقف سياسي واجتماعى واحد قبل أن تنتفض البلاد.
هذا هو خالد الصاوي، ذلك الفنان الذى لم يبحث في أعماله عن العائد المادي، حتى وإن كان ذلك سيؤخر نجوميته لسنوات، فقد كان دائم البحث عن ما يجعل جمهوره يحترمه ويقدره، وتكلل هذا بموقفه السياسي الذى بدأه منذ تأسيس فرقته المسرحية "الحركة" في الثمانينيات، والتى كان يشارك بها في كثير من الاحتجاجات والمظاهرات، فأصبح وجوده غير مفاجىء في ميدان التحرير 2011.
ولعله من الفنانين القلائل الذين أنشأوا لأنفسهم "منظومة فنية"، حيث يجمع بين التمثيل والغناء من خلال فرقته "العاصفة"، وكتابة الشعر والإخراج.. يعود الصاوي لجمهوره من خلال فيلمه "الحرامى والعبيط" بشخصية مختلفة لم يقدمها من قبل.. يفتح ملفا مهما ومهملا في المجتمع، وهو قضية تجارة الأعضاء البشرية.
داخل مكتب يمتلىء بالكتب ومكتبة للأفلام السينمائية العربية والعالمية، قابلنا خالد الصاوى، وكان حوارنا بين الفن والسياسة والإنتاج.. وفيما يلى نص الحوار:
* هل تعتقد أن شخصية البلطجى "صلاح روسي"، التى قدمتها في فيلم "الحرامى والعبيط" أصبحت الأكثر انتشاراً بعد الثورة؟
- نموذج "البلطجى" الذي يعيش بالقوة جاء منذ فترة المماليك والحكم العثمانى، وكان وقتها الفتوة الرجل الشهم الذى يدافع عن أبناء بلده ضد قسوة الاحتلال، ثم تطور الأمر وبدأ نموذج "الفتوة البلطجى" يظهر، وانهار ما به من أخلاقيات خلال فترة الاحتلال الإنجليزى والفرنسي، حيث كانوا تابعين لهم، بل انهم كانوا يستخرجون لهم في السفارات "جنسيات أجنبية" منعا لمحاكمتهم، حيث أصبحوا خادمين لهم، أما في عهد مبارك فقد بدأنا نشاهد البلطجية المأجورين لصالح السلطة وكانوا يرتدون ملابس مدنية ليسهل عليهم فكرة ضرب المتظاهرين، كما حدث في الواقعة الشهيرة من تمزيق ملابس السيدات في 2005 على سلالالم نقابة الصحفيين.
ثم بدأ خالد يوسف خلال هذه الفترة في رصد هذا العالم، الذى انسحبت منه الدولة، وكان التنظيم في هذه الأحياء يقوم على الفتونة والبلطجة إلى أن وصلنا للمرحلة الحالية وما تبعها من عدم اهتمام الداخلية بهؤلاء، خصوصا في الفترة الأولى بعد الثورة كنوع من معاقبة الشعب، وبالتالى هذا النوع توغل "وكأنهم حضروا عفريت ومش عارفين يصرفوه"، وكل هذه الأمور كانت في ذهنى وأنا أحضر للشخصية، وظهرت في بعض مصطلحاتى "أصل دول بساريا ومحتاجين اللى يقف معاهم".. صحيح أن كل هذا الحديث لم يظهر بالعمل لكن لابد أن أكون مدركا عن أى شخصية أتحدث.
* هل يقلقك زيادة نموذج "البلطجى" بالشارع المصري؟
- المقلق أكثر سيادة فلسفة البلطجة، لأن البلطجى شخص يعيش على القوة، وبالتالى يؤجر هذه الصفة لحكومة مستبدة أو أناس لا يستطيعون أن يأخذوا حقوقهم بمفردهم، وإذا كنا كمجتمع نرفض فلسفة الفوضى وهى منبع لسيادة البلطجة، وإذا فرضنا أن يكون النظام الموجود بالمجتمع نظام دولة وليس القبيلة، وعندما لا تتمثل وظيفة الدولة فى أن تذهب لضرب الناس ولكن تمد الجسور في كل مناحى الحياة نستطيع وقتها القضاء على التشكيلات العصابية أيان كانت، لكن لما يكون الوضع كما وصلنا له، وهو أن الدولة منكبة على السطوة والسيطرة، وتقيم صفقات بينها وبين أجهزتها وغيرها من الجهات الخارجية التى من الممكن أن تخدمها في إحكام سطوتها، إضافة للجهات الخارجية، التى تتكالب على مشروع إفشال تحقيق الثورة لغايتها.. ستكون النتيجة مع اليأس الحادث الآن مع الصفقات التى حدثت من أعمدة نظام مبارك، وعلى من وضع يده في يدهم من التيارات الدينية أو السياسية، كل هذا سيعطى إحساسا للجميع "بأن كل واحد يأخد حقه بذراعه وهذا ما يخفينى".
* كيف رسمت ملامح شخصية "صلاح روسي"، خصوصا أنك تجسد دور "البلطجى" لأول مرة؟
- هنا في مكتبي أفكر وأجرب الشكل الخارجى للموضوع، وأقرأ بتعمق أكثر في تفاصيل الشخصية، في البداية جمعت فيديوهات كثيرة من خناقات البلطجية على النت، وتقابلت مع أشخاص، والحقيقة لأننى كنت أثناء دراستى غير أسير لطبقة بعينها، فكنت أتعرف على كل الناس "من أحياء عشوائية وشعبية"، لكن الأهم أن تحددى تفسيرك للشخصية، وأن تمزجى بين جميع ما اشتغلتى عليه وقرأتيه من أجل أن تجعلى شكلك مميزا وغريبا، وهو ما حدث في "صلاح روسي"، حيث جعلت شكله أقرب إلى ال "بهلول" حتى يتوافق مع نهاية الفيلم.
* لماذا اخترتم نموذج "الحرامى والعبيط" تحديدا لتناقشوا من خلاله قضية "تجارة الأعضاء البشرية"، وهل تعتقد أن هذه التجارة منتشرة أكثر في العشوائيات؟
- تجارة الأعضاء واحدة من أقذر المهن، ولابد أن أفرق هنا في مسألة هامة وهى أننى لست ضد أن يتبرع أحد بعضو من أعضائه لآخر، لكن الأفزع أن نسرق شىء من أحد دون علمه لأن هذا يعتبر "حقارة"، وفي الفيلم ناقشنا هذه الفكرة وكيف يمكن إدخال الشخص في عمليات أخرى للاستيلاء على بقية أعضائه، والأخطر هو فكرة أن هناك "أناس أصبحوا أغنى من آخرين لدرجة أنهم يستطيعون شراء الناس دى بأعضائها، وهو منطق العبد والسيد الذى رصدناه في العمل"، والحل هو العلم فطالما أن الإنسان وارد أنه يحتاج لعضو فمن المفروض أن نصل في المستقبل لأشياء يعالج بها الجسم نفسه بنفسه أو من خلال الخلايا الجذعية، وممكن أن يكون ذلك خلال 10 سنوات من وجهة نظرى. وتجارة الأعضاء درجات، فمنهم من يضطر لبيع عضو من أعضائه مقابل مبلغ مالى يعينه على العيش، وهنا لا أستطيع أن ألوم هذا الشخص، ولكن ألعن النظام الحاكم الذى أوصله لهذه المرحلة.
* "الحرامى والعبيط" هو العمل الثالث لك مع السيناريست أحمد عبد الله، وهو من الكتاب القلائل الذين لديهم قدرة على أن يجعلوا الفنان في قالب الشخصية وينسي المشاهد أنه "فنان".. كيف تقيم تجربتك معه بعد النجاح في فيلمى "كباريه" و"الفرح"؟
- أحمد عمل نقلة قوية بعد "كباريه" و"الفرح" و"ساعة ونص" وأخيرا "الحرامي والعبيط"، فأنا أرى أنه أصبح يشتغل بمزاج أكثر ويتحرر من قيود الأمور الحياتية التى تجبرنا في الصغر على العمل على أفلام من أجل التواجد، فلكل منا مرحلة تحول بحياته الفنية وهذا ما حدث بالفعل في الأربعة أعمال التى قدمها منذ "كباريه"، والحقيقة أن أحمد لديه وعى بالحارة الشعبية كثيرا ولكن ليس بالضرورة أن يظل عايش بها، وقد حاول الخروج من هذا المنحى في فيلم "ساعة ونص" وفي فيلمه "كباريه" أيضا. وأتمنى له التوفيق فهو صديق عمرى ومعه خالد صالح، حيث إن معرفتنا ببعض منذ عام 1981 وبالتالى "فاهمين كيمياء بعض جدا، وبنقدر ناخد وندى مع بعض" هذا بالإضافة إلى أننا أصدقاء على المستوى الشخصي والعائلى، وهذا يسهل علينا الأمر أكثر.
* كان من المفترض أن تقدم أنت وخالد صالح عملا مسرحيا، فهل كان "الحرامى والعبيط" عوضا عن ذلك؟
- أنا بحب المسرح جدا، ولكن العمل به يحتاج تخطيطا، وحاليا أريد أن أكثف عملى في السينما والفيديو، وهذا سيعيقنى لأن المسرح يحتاج لتحضير طويل، "ولأنى أكبر في العمر عاوز حاجات تتحط في تاريخي"، والمسرح قوته ليست بالفيديو، ولكن أن تذهبي إليه، وأنا مع خالد صالح أشتغل في أى شىء.
* عدت للعمل أمام خالد صالح بعد سنوات انقطاع.. إلى أى مدى تطور أداؤه الفنى، خصوصا أنك عملت معه كمخرج من قبل؟
- لم أنقطع طيلة هذه السنوات عن خالد، لأننا بنتقابل كثير "صحيح مش زى زمان بسبب ظروف حياتنا لكن بنتقابل وناخد وندى مع بعض"، وطبيعة خالد أنه شخصية مرنة وعميقة، وفاهم كثير هو يقدر يشتغل مع كل واحد ازاى، وعلاقتنا بدأت من أيام ما كنا بننزل نغنى مع بعض في فرقة "الحركة" في المظاهرات، وفي نفس الوقت ممكن كنت أخرج له ولا أمثل معه كما أخرجت له مسرحية "الميلاد"، وسبق وقدمنا معا عرض "أنطونيو وكيلوبطة" وكنا نظهر فيه كمهرجين، ولذلك فنحن على قدر كبير من الفهم والوعى بملكات بعض، كما أن خبرتنا معا ورصيد حب الناس لنا أفرد لنا مساحة "أريحية" في الأدوار التى قدمناها في "الحرامى والعبيط"، وفي النهاية احنا الاثنين عاملين حساب لبعض "يعنى لو واحد مننا سرح عارف أن التانى هيصحيه".
* ما رأيك في دور الممرضة "ناهد" الذى قدمته روبي، وما تعليقك على رفض نقابة التمريض للفيلم واعتباره يسىء لها؟
- روبي فرصتها التمثيلية أكبر وأقوى من فرصتها الغنائية من وجهة نظرى، وهذا هو الوقت الذى يفترض أن تطور نفسها به تمثيليا، ولكن هذا لا يمنع أن تستفيد من قدرتها في الغناء في أعمالها "يعنى لما يكون عندنا أعمال سينمائية غنائية هيكون عندنا استفادة من نموذج روبي ودنيا سمير غانم وسيرين عبد النور ونيكول سابا"، لأن هذا الذى سيعيدنا للعصر الذهبي للسينما مثل أنور وجدى. أما بالنسبة لموضوع التمريض فأنا متعاطف مع هيئة التمريض بأكملها لأنهم من المهن الذين لا يأخذون حقهم في الأجور أو كمستحقات آدمية، ويوضعون في ظروف سيئة للعمل، وأنا متضامن مع مطالبهم جدا، ولكن أنا أقول لهم إن الفيلم لا يعبر عن مجمل المهنة وأطالبهم بمشاهدة الفيلم أولا، ويحكموا إذا كان هدفه تشويه الناس أو أنه ينتصر لقضية إنسانية، وفي النهاية منع الفيلم ليس الحل، ولكن من الممكن أن يردوا بفيلم آخر أو مقال.
* كيف تقرأ سيناريو 30 يونيه المقبل؟
- محدش يقدر يتوقع، فمن وقتنا هذا لحد التاريخ المذكور لا نعرف كيف ستفكر الرئاسة أو هل إذا كانت ستأخذ باقتراح المستشار محمد جاد الله بخصوص أن رئيس الجمهورية يطرح استفتاء عن استكمال مدته أم لا، وأعتقد أنه اقتراح إيجابي وأؤيده كثيرا. ولا نعلم هل سيحمل اليوم صداما أم لا، وما هى المحاولات الاستباقية التى ستتخذها التيارات الدينية من أجل احتلال الميادين وهل سيخرجون علينا بميليشاتهم، وكيف سيرد عليها الشباب "لأن العنف بيولد عنف"، فخلال 3 أسابيع الشباب يستطيع أن يجلب سلاح ويرد على ميليشياتهم، وهل سيكون الجيش في موقف المتفرج أم سيدخل في درجة معينة، ولابد أننا جميعا من الآن حتى ذلك اليوم نبتعد عن استفزاز بعضنا، فنحن أمام تحديات ومخاطر رهيبة من الشرق والغرب والجنوب، هذا بالإضافة إلى مشاكلنا الاقتصادية وغيرها.
* البعض يعتقد أن مصر على حافة الهاوية وآخرون يقولون "مصر ضاعت".. هل تتفق مع هذه الآراء؟
- "ضعنا لا.. مصر عمرها ما هتضيع"، ولكن لا يجوز أن نستسلم تحت هذا المبدأ، فلابد من التفكير بهدوء بدلا من الدخول في دوامة ستكلفنا الكثير من الحرب الأهلية، إضافة إلى المشاكل الخاصة بالكهرباء والطاقة والمياه، وفي نفس الوقت لابد من التحرك للأمام ونستكمل الثورة بمتطلباتها الحقيقة "يعنى عيش حرية عدالة اجتماعية"، لابد أن يكون على أرض الواقع، فكلمة الخبز تشمل العمل والأجر المناسب وغيرها من الحياة الكريمة، وهذا لن تحققه التيارات الدينية ولا الحكم العسكري، فلابد من حكم مدنى دون أن نتخلى عن الجيش دون دخوله في السياسة وفي بناء إستراتيجية مصر.
* عام من حكم الرئيس مرسي.. هل كنت تتوقع كل هذه الأزمات التى مرت بها مصر.. وكيف تنظر لمن يترحمون على أيام مبارك، والمجلس العسكري؟
- هذا وضع طبيعي، ومشكلة ثورتنا أنها كانت للطبقة الوسطى ولم تصل إلى الطبقة الشعبية مثلما فعلت حركة الضباط الأحرار في ثورة 1952 من تقديمهم لخدمات للطبقة الوسطي وما تحتها وما نتج عن ذلك من إزاحة طبقة الباشوات، ووجود شخص مثل جمال عبد الناصر بما له من إخلاص وعمل على التنمية المستقلة غير التابعة للاستعمار، ولا أستطيع أن أقيم فترة حكم المجلس العسكري لأنها كانت فترة انتقالية، ومشكلتنا معه أنه كان يحاول خلالها أن يفرمل الثورة أو يعمل اتفاقات بينه وبين التيار الدينى، إنما من بعد حكم مرسي و"ما تبعها من أن كل واحد مستنى حتة من التورتة" لم يقدم أى شىء للفقراء على الإطلاق ولم يستطيع أحد أن يقول إنها ثورة شعبية، "وهنا ألوم اليسار والقوى الليبرالية وأقول لهم انتوا فين؟، وأنا مش قادر ألوم نفسي لأنى كنت موجود وعضو في مجموعات صغيرة بتوزع منشورات ومحدش كان بيعبرنا، ولما جاءت الطوبة في المعطوبة من نافس بقوة هو الحزب الوطنى وجماعة الإخوان"، ولعل هذا ممكن أن يكون في مصلحة مصر مستقبلا، من حيث أن يكون لدينا أحزاب قوية في الشارع من أجل أن نقيم تحالفا فيما بعد يكون لدينا الأرضية، وبالنسبة لى طلقت النظام منذ الإعلان الدستورى وأحداث الاتحادية، ورؤيتى صدقت فى أننا مش هنقدر نكمل معاهم أو انهم يأخذوا فرصة ثانية.
* من المسئول عن الانقسامات التى حدثت في الشارع.. هل هم الإخوان أم أن الأحزاب والقوى السياسية لم تعمل بجد في الشارع؟
- المشكلة أننا دخلنا الثورة "وكأننا نزلنا البحر ومش معانا مركب"، فلم يكن لدينا أحزاب أو تنظيمات سياسية، والجماهير أخطأت عندما جلست سنين طويلة تقول أنا مليش في السياسة، لكن النخبة أيضا لم تستطع أن تنشئ هذه التنظيمات، وبدل أن تلتئم انقسمت، في ذلك الوقت كانت التيارات الدينية تعمل بجد وكذلك الحزب الوطنى، ولابد أن نعمل مراجعات لأنفسنا فمثلا كان عندنا مشروع لوحدة اليسار فما الذى دمر ذلك غير أن كل واحد يريد أن يكون زعيما "ومش ده الوقت بتاع الانقسامات".
* إذا أراد النظام أن يسيطر على الحكم يضربه في ثقافته وإعلامه.. ما تعليقك؟
- الإخوان يحاولون عمل نظام مستبد، يستولى على الوزارات والإدارات، ومحاولتهم حتى إذا نجحت معهم ستكون الوزارات الصعبة عليهم هى "الثقافة والإعلام"، التى تبدو أنها سهلة لكنها غير ذلك، خصوصا في عصر ملىء بالثورة، وبعدما عرف إعلاميى ماسبيرو التمرد، ولن يستطيع وزير الثقافة أن يكمل بمفرده.
* من يصلح لتولى حقبة الثقافة؟
- وزارة الثقافة والإعلام "مؤسستان كبيرتان يعنى مليانين بالسببوبات والصفقات، ونحن في غنى عنها في دولة فقيرة"، نحن في حاجة لتقليص الإعلام في محطتين وجريدة، ومجلس للتثقيف وحفظ التراث ويؤدوا الأدوار المطلوبة منهم، ونموذج بريطانيا خير دليل على التجربة الناجحة.
* تعتقد أن سيناريو البراءات لمبارك والنظام السابق قادم؟
- لم يكن لدينا محاكمات ثورية، "والكورة وقعت في سلة أعمدة النظام"، ومن ثم سادت فكرة المحاكمات العادية، وأيا كان يطلع براءة أو لا فالمسار الحالى لا يلائم التيارات السياسية.
* ألم تتخوف من عرض مسلسل "على كف عفريت" على قناة "osn" المشفرة قبل عرضه في رمضان على محطة مصرية؟
- المسلسل كان حظه سىء نتيجة للإدارة التى تم بها المشروع من بداياته، ومحاولة اننا ننزل في رمضان الماضي فشلت لأسباب تخص الإنتاج، والحقيقة كنت متحمسا لعرض المسلسل في موسم نفتتحه كما كان مقررا أن يعرض في يناير الماضي، وهذا لم ينجح لأن التسويق تم لقنوات مشفرة ليس لها جمهور كبير، وفي النهاية أنا لم أستفد أنا وزملائي من عرض العمل، وأتمنى أن يشاهد الجمهور العمل جيدا في رمضان، خصوصا أننى لا أقدم فيه فقط شخصية رجل أعمال، لكنه يجمع بين أكثر من شىء وأهم ما يميزه هو ما بداخله من غموض.
* هل أصبحت الدراما منفذ لك ولغيرك من النجوم في التواجد على الساحة في الوقت الحالى الذى يشهد ركودا بالسينما؟
- رمضان هو العمل الذى نعيش عليه ونصرف منه في حياتنا الشخصية، لأن الأفلام الأجر يكون أقل بكثير، كما أنها تسحب من العرض سريعا، وما أبحث عنه أن أقدم عملاً واحدا في العام بشرط أن يكون مضمونه جيد.
* هل تعتقد أن "السبكية" هم الأذكى والأقدر على متطلبات السوق السينمائي من حيث الجمع بين أعمال ذات مضمون هام وأخرى خفيفة؟
- الإنتاج يحتاج أن تبقى "الفلوس حاضرة"، إضافة إلى أن تجري وراء مشروعك، وهما صفتان موجودتان في "السبكية" و"العدلية" لأنهم بيشتغلوا بفلوسهم وغير معولين على نتائج البيع، فالمهم بالنسبة لهم أن يحققوا تواجدا وانتشارا بالسوق ومعها الإيرادات.
* هل من الممكن أن تفكر في تأسيس كيان إنتاجى صغير مع زملائك تدفعوا به في صناعة الإنتاج السينمائى؟
- هذا هو المستقبل، فنحن كنجوم لدينا جمهور ينتظرنا، ولكن بعد شوية ممكن أن نتحول لعبء على الإنتاج، وسيكون الحل وقتها إما أن نتنازل عن أجورنا أو ندخل شريكا في الإنتاج، وأعتقد أن أنا ومعى زملائي لابد أن نفكر في هذه المسألة حتى لو هنبدأ على "استحياء".
* فيلم "الفيل الأزرق" الذى تصوره حاليا تجسد من خلاله شخصية طبيب نفسي.. هل تعتقد أننا في الوقت الحالى أصبحنا مرضى نفسيين؟
- لسنا حرفيا مرضى ولكن هو "عصاب عام" أنه فيه درجة من اليأس والبارانويا، ولكن كل هذا نحن فيه على حافة المرض النفسي، لكن في أحداث الفيلم نحن داخله وأمام حالة داخل المستشفى، كما أن الشخصية التى أقدمها تتضمن 3 شخصيات معا "والحقيقة أننى تعبت كثيرا في التحضير للشخصية وتعمقت فيها، وبحثت في كتب تتعلق بطبيعة الشخصية التى أقدمها وأيضا في الإنترنت.. ويضحك: "نفسي أخلص بقى وربنا يستر والواحد دماغه متضربش من الفيل الأزرق".
* "الفيل الأزرق" التعاون الثانى مع مروان حامد بعد "عمارة يعقوبيان" و"الثالث مع كريم عبد العزيز بعد "الباشا تلميذ" و"أبو على".. هل بينكم تحدى في هذا العمل؟
- "الفيل الأزرق" التحديات به أكثر بكثير، فكريم نفسه عامل تحدى لذاته وهى نقلة كبيرة له وفي توقيت سليم، وأتمنى أن ينتقل بعد هذا الدور لمرحلة ثانية أكثر نضجا. أما مروان فموهبته عالية وبالنسبة لى تحدياته معى بدأت منذ يعقوبيان، وكانت قوية وبالمثل هنا، وفي النهاية أحب أن أعمل مع الاثنين "مرة واتنين وثلاثة وكذلك السيناريست أحمد مراد صاحب رواية الفيل الأزرق".
* هل من الممكن أن تقدم عملا عن الثورة أم أن الوقت لم يأتى بعد؟
- لا نستطيع أبدا أن نفلت من الرغبة من تقديم الثورة في أعمال فنية، ولكن لا نستطيع تقديم عمل عميق لها في الوقت ذاته، والحمد لله أن فيه منافذ أخرى لي غير التمثيل كى أتفاعل مع الثورة مثل كتابتى للشعر، والتى فاقت ما كنت أكتبه منذ 10 سنوات بالمئات، وطوال الوقت أحاول في أعمالى أن ألمس في الثورة، لكن بعمقها يستحيل في الوقت الحالى، وهناك مثل فيلم "رد قلبي" الذى قدم عام 1957 أى بعد مرور سنوات على الثورة.
حوار "بوابة الأهرام" مع الفنان خالد الصاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.