كنت اتمنى ان اكتب السطور التالية عن فيلم الحرامى و العبيط , خاصة اننى من عشاق الخالدين , صالح و الصاوى , ليس فقط لانهما من عباقرة التمثيل فى مصر , و لكنهما ايضا زملاء دراسة , فحينما كنت طالبا فى كلية الاداب منذ ثلاثين عاما كنا الاثنان يسبقانى بسنة دراسية واحدة فى كلية الحقوق . كانت متعتى الوحيدة ان اقضى وقت فراغى بين مواعيد المحاضرات فى كواليس مسرح كلية الحقوق حيث كنت اتابع البروفات المسرحية التى كان يتدرب خلالها طلبة الحقوق اعضاء فريق التمثيل و طبعا كنت متابعا جيدا لكل العروض المسرحية لهذا الفريق و بالتحديد العروض التى كان يقدمها كل من خالد صالح و خالد الصاوى , و بعد التخرج و الخروج للحياة العملية , عرفت انهما يقدمان عروضا متميزة فى مسرح الهناجر , فاصبحت من مريدى هذا المسرح و متابعا لكل العروض التى يشتركان فيها , و كنت دائما اتسأل , لماذا لم يحظى كل منهما بفرصة حقيقية فى مجال الاحتراف الفنى , حتى ابتسمت لهما الحياة , و اصبحا من اهم النجوم فى سماء مصر الفنية . نعود الى موضوعنا , الحقيقة اننى من عشاق العناوين , فعنوان اى عمل فنى او ادبى او مقال , يعتبر مثل اسم الانسان , قد يجعلك تقف و تفكر و ربما يوحى اليك بفكرة ما , و الحقيقة ان عنوان الفيلم قد ارتبط فى زهنى بالحالة السياسية العبثية التى تعيشها مصر الان , فمصر الان بالفعل اشبه بكرة يلقيها حرامى و يتلقفها عبيط . و السؤال : من هو الحرامى و من هو العبيط ؟ هل العبيط هو من ترك الميدان قبل ان يضمن نجاح ثورته ؟ هل الحرامى هو من استغل الثورة و باع الأعلام و شارات تحمل اسم مصر ؟ هل الحرامى هو من ادار الامور من بعيد مستغلا العبيط ؟ هل الحرامى هو من حقق مكاسب من الثورة ثم ترك الفتافيت للعبيط ؟ هل يدرك كل من العبيط و الحرامى ان كلاهما عبيط ؟ المهم ان الشعب المصرى لا حرامى و لاعبيط . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا