منذ فترة وتوقف مسرح الهناجر للفنون عن الإنتاج وتقديم العروض المسرحية وتحول لدار مناسبات وزارة الثقافة تستخدمه فى حفلات للمدارس والسفارات وأحيانا لعروض مسرحية برعاية الإخوان ومتوقع أن يكون فى الفترة القادمة للأفراح والليالى الملاح وفى المقابل تراجع دوره كمسرح يشارك فى الحركة المسرحية بعروض ينتجها للفرق الشبابية مثلما خرج من تحت عباءته من قبل فرق ونجوم كثيرة أشهرها فرقة «الحركة» التى خرج منها خالد صالح وخالد الصاوى. وبدأ رامى إمام مخرجا مسرحيا على خشبة هذا المسرح من خلال مسرحية «جزيرة القرع» ولكن يبدو أن رحيل الدكتورة هدى وصفى عن المكان جعله يفقد الهدف الذى أنشئ من أجله وهو صناعة أجيال مسرحية جديدة وتقديم فرص حقيقية للشباب ومديره الحالى المخرج هشام عطوة مكبل بالأوامر العليا بتخصيص المسرح للمناسبات فقط التى تعوق مشروعه المسرحى بتقديم 10 فرق مسرحية لمدة 100 يوم تقدم كل فرقة عرضا مسرحيا لمدة 10 أيام بميزانية قليلة التكلفة فهل سيستمر الحال هكذا بعدما تم تجهيز المسرح وتجديده وكلف ميزانية الدولة ملايين الجنيهات ليكون صرحا مسرحيا يحرك الساكن فى الحركة المسرحية؟ وهل سيعود له دوره الأساسى كجهة منتجة لمسرح مختلف فى صياغته ومضمونه؟ هذا ما سنعرفه من المسرحيين أنفسهم. الناقد المسرحى جرجس شكرى يقول ل«اليوم السابع»: الهناجر الآن يختلف عن خمس سنوات فى «المبنى والمعنى» فهو لم يعد المبنى الذى نعرفه والذى كان صرحا للأعمال التجريبية والطليعية فما يحدث للهناجر حاليا يشبه حال كل المؤسسات مثل البيت الفنى للمسرح والبيت الفنى للفنون الشعبية فهما أيضا يعانيان من الارتباك لأن الأحداث تؤثر على كل شىء. وأضاف شكرى أن الهناجر كان يقوم بإنتاج العديد من العروض قبل تجديده ولكنها كانت أيضا بلا هوية ولم يكن لها وجهة نظر أو بالأحرى لم تكن وجهة نظر هذه العروض تتفق مع هوية الهناجر والذى أصبح قاعة لاستضافة الأحداث والمهرجانات والفعاليات المسرحية دون أى إنتاج. قال شكرى: لكن على الرغم من كل ذلك فالشكل الجديد للهناجر لا يخلو من مميزات عديدة مثل المعرض الفنى وكذلك الساحة المكشوفة فى الخارج والتى تستغل كمسرح، إضافة إلى خشبته المسرحية ولكن هذا من ناحية الشكل فأين إذن المضمون؟ واختتم شكرى حديثه قائلا: لابد من وضع خطة محكمة من قبل المسؤول الأول عن المسرح وهو هشام عطوة ولابد أن يقدم هذه الخطة لخالد عبدالجليل رئيس قطاع الإنتاج الثقافى وأعتقد أنهم لديهم مشاريع مسرحية مهمة قدمت لهم لكنها جميعا مجمدة. من جانبه أرجع المخرج المسرحى شادى سرور أسباب تراجع دور الهناجر فى الإنتاج المسرحى للحالة الاقتصادية التى تعيشها البلاد والتى وصفها بأن لها دورا كبيرا ومن أهم الأسباب فى هذا التراجع. وأضاف سرور أن بعض العروض تحتاج لميزانية كبيرة وهو ما يصعب على الهناجر تقديمه فى هذه الفترة العصيبة، وأكد سرور أنه على الرغم من هذه الصورة الضبابية للمسرح فإن هشام عطوة يحاول أن ينهض بالمكان ويشغله باستمرار فهناك محاولات ولكن موارد الدعم ضعيفة. وأشار سرور إلى أن المكان مرصود للفرق المستقلة والحرة وكان له دور هام ورئيسى فى إخراج نجوم كبار مثل خالد الصاوى وخالد صالح، فمثله مثل مركز الإبداع الذى يعد مصنعا للنجوم الشاب من ممثلين ومخرجين ومصممى أزياء، وأكد سرور أن فكرة إقامة المهرجانات على المسرح فكرة جيدة لتحريك الميادة الراكدة بحال المسرح حاليا مع الأخذ الاعتبار أن جمهور المسرح أصبح قليلا ولم يعد كالسابق. مركز الهناجر للفنون يتبع قطاع شئون الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة، وهو فكرة مبتكرة لإنشاء مسارح بتكلفة بسيطة وبمواد جديدة لنشر الثقافة، وله دور كبير فى دعم المسرح المستقل وإقامة ورش تدريبية لتعليم فن السيناريو والتمثيل والإخراج.